إقتصاد ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

غاز الطبخ وقطع الغابات


كتبت يوم 22 مايو الجاري على هذا العمود مقالاً أشرت فيه للتعديات على الغابات، وخطورة قطع الأشجار والغطاء النباتي.
وصلتني العديد من التعليقات على المقال، من بينها ما وافاني به العميد شرطة (م) جعفر سيد احمد، الذي كتب يقول (إزالة الغابات تعني التصحر، كما تعني قلة الامطار التي هي شريان حياة معظم سكان السودان، يقول الله سبحانه وتعالى في الآية 5 من سورة الحج {وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج} صدق الله العظيم.
لكن ما هو سبب استمرار قطع الغابات؟ السبب عدم توفر أهم مصدر بديل للطاقة، حتى في المدن، وهو الغاز.
على سبيل المثال نحن في جمعيتنا التعاونية بحي المزاد ببحري لدينا توكيل للغاز، لكن نحن كل يوم في معاناة، وكل يوم سياسات حكومية جديدة، وسعر جديد، مما يجعل التطوع في العمل العام طارد. المتطوعون في الجمعية التعاونية مطالبون أن يتحركوا كل يوم للمحلية ولإدارة النقل والبترول وخلافه، والمتطوع لا يمكنه بالطبع ترك اكل عيشه من أجل الاخرين.
واحدة من معالجات قطع الغابات، واستخدام أخشابها كفحم للطهي، هو توفير الغاز بصورة كافية، وتوحيد الاسطوانات لتسهيل الحصول عليها، واعفاء الجمعيات التعاونية من الرسوم الكثيرة. كما يجب توفير مواقد رخيصة السعر خاصة في الريف واماكن قطع الغابات.
أما الفريق شرطة عمر محمد علي، نائب مدير عام الشرطة الأسبق، فقد كتب يقول: (الإزالة الجائرة للغابات أمر محزن ومدمر للموارد والبيئة، وقد شاهدت بنفسي ما فعله النازحون بمعسكر كلمة بجنوب دارفور بغابة كندوة، التي تجاور المعسكر، وهي غابة بها أشجار معمرة كان يقصدها الخليجيون وخاصة من السعودية كمصيف، وذلك قبل ما أصاب الولاية من جراء الحركات المتمردة.
أباد المواطنون حينذاك جزء كبير من الغابة دون تعويض، مما اضطرنا لتكليف قوة بتامين الغابة من القطع للمحافظة على ما بقي، ولكن استمر قطع الأشجار بأماكن أخرى من الولاية حتى ضربها التصحر، علماً بأنها تقع في حزام السافنا.
المؤسف أن بعض الدول المجاورة تمنع قطع الأشجار، ويعتبر ذلك جريمة عندهم يعاقب عليها بأشد العقوبات، لهذا يعتمد سكانها على الحطب والفحم الذي يأتيهم من السودان.
تعليق: أشكر الضابطين العظيمين جعفر وعمر، على هذه الإضافات من واقع خبرتهما الواسعة.
أذكر أن الحكومة السودانية عند اكتشاف البترول في السودان، وبدء انتاجه في العام 1999، وضعت سياسة تنص على أن يكون غاز الطبخ في متناول أي أسرة في السودان، من حيث السعر وسهولة الوصول إليه. أسهم هذا اسهاماً حقيقياً في الحفاظ على الغطاء الشجري.
حالياً وفي ظل غلاء المشتقات البترولية، ندعو العلماء والمخترعين لابتكار وتطوير المواقد التي تعمل بحرارة الشمس، وقد شاهدت العديد من النماذج منها سابقاً.
مع حرارة الشمس في السودان، فإن هذه المواقد سوف تعمل بكفاءة عالية، وبالتالي تسهم في تقليل استخدام الأخشاب كحطب وقود للطهي فنحافظ على الغابات. والله الموفق.

اترك رد

error: Content is protected !!