ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

زيارة الرئيس السيسي لفرنسا

د.عادل عبدالعزيز الفكي




زيارة مهمة لفرنسا بدأها قبل يومين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لاحظت الاستقبال الحار والعناق بين الرئيس السيسي والرئيس ماكرون على عتبات قصر الإليزيه بعد تفتيش حرس الشرف، وتبادلهما لعدة دقائق حديث يبدو أنه ودي للغاية. هذه الإشارات المراسيمية تشي بقوة العلاقة ما بين الرجلين، وانعكاسها على العلاقات بين القطرين، وهي علاقات قديمة وراسخة.
توقيت الزيارة مرتبط بأهم الملفات والقضايا والأزمات التي تعاني منها دول شرق المتوسط، خاصة لبنان وسوريا وليبيا، بالإضافة إلى االفلسطينية، فضلاً عن قضايا الأمن الإقليمي الأخرى، وعلى رأسها الأوضاع في السودان، وقضية سد النهضة.
وتطرح الزيارة عددا من الملفات في مجالات طاقة المستقبل، وتغير المناخ، والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء ومكافحة الإرهاب.
يلاحظ تعدد الزيارات الثنائية الرفيعة المستوى على مستوى رئاسة الدولة بين مصر وفرنسا، وذلك بمعدل زيارة في السنة، حيث زار السيسي باريس من25 إلى 27 نوفمبر 2014، بعدها شارك نظيره الفرنسي، بصفة ضيف شرف، في تدشين أعمال توسيع قناة السويس في 6 أغسطس 2015 وتوالت بعدها الزيارات المتبادلة.
معلوم أن التعاون بين البلدين متنامٍ سواء العسكري أو البحري أو مجالات أبحاث الفضاء، بالإضافة إلى التعاون في مجالات التنمية والمناخ. ويتوقع أن تكون تأثيرات الحرب الأوكرانية على مجالي الطاقة والغذاء، من أهم الملفات التي يتم نقاشها، خصوصاً أن فرنسا من أكبر الدول المنتجة للقمح في العالم، فيما أن مصر أكبر مستورد لهذه السلعة على مستوى العالم بحجم 12 مليون طن سنوياً.
كما سيكون الأمن الإقليمي أيضا في صلب المناقشات خاصة الأزمة الليبية والسورية والسودانية والإرهاب في غرب أفريقيا، وتأثير تلك الأزمات بالمنطقة.
بالنسبة لنا في السودان فإن الرئيس إيمانويل ماكرون هو من أكبر مؤيدي ثورة ديسمبر الشبابية بالسودان، وكانت الحكومة الفرنسية بتوجيه مباشر من الرئيس ماكرون هي المحتضن لمؤتمر أصدقاء السودان في يونيو من العام الماضي بباريس، والذي أسفر عن إبداء مشاعر اهتمام كبير بالسودان وعودته للمنظومة الدولية، فضلاً عن وعود بإعفاء الديون وانسياب التمويل التنموي. وبما أن الرئيس المصري يحظى بتأييد كبير من دوائر الحكم بباريس، بالإضافة إلى العلاقة القوية والجيدة مع الرئيس ماكرون. فعلى الدبلوماسية السودانية الاستفادة من هذه العلاقة المتميزة بين الرئيسين لجذب المزيد من الاهتمام لقضايانا الوطنية، من زاوية أهمية السودان للأمن الإقليمي في المنطقة سواء فيما يتعلق بالأمن الغذائي، أو مكافحة الإرهاب والهجرة السرية. والله الموفق.

اترك رد

error: Content is protected !!