أسامة عبدالماجد

¤ هب ان زعيم المليشيا حميدتي قام من قبره او خرج من مخبئه الذي يتردد انه اجبر على الاحتماء به ،حتى لا ترصده بندقية الجيش.. ولنفترض ان الباغي الشقي الثاني، عبد الرحيم دقلو حققوا له مطلبيه بابعاد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.. (هل علمتم الان لماذا تنتظم حملة شرسة لمهاجمة البرهان تحت ذرائع مختلفة).. والشرط الثاني اعادت لهم الحكومة كل ثرواتهم.
¤ لنفترض كل ذلك تحقق للمليشيا.. هل سيعود حميدتي الى الحكم وكذلك دقلو واخوانهم ؟.. وهل سيفعلوا ماشاء لهم في البلاد كما عاثوا فيها فسادا قبل اشعالهم الحرب ؟.. المؤكد الاجابة (لا).. لم تعد الكلمة للبرهان ولا الوفد المفاوض حتى لو تم سحب السفير عمر صديق.. حسم الشعب امره وقاطع المليشيا واعوانها نفسيا قبل المقاطعة الاجتماعية والسياسية.
¤ مات حميدتي في وجدان وعيون الشعب السوداني،لم تعد له ذرة من التقدير والاحترام عند اهل السودان والمقيمين ببلادنا.. الجميع ينظر اليه باستحقار وغضب.. لن يشفي غليلهم لو تيقنوا انه على قيد الحياة وعاد نائبا او حتى رئيسا كما حلم وخطط له اسياده.. تلاحق حميدتي اللعنات والدعوات بالهلاك.. والخسران والخزي.
¤ تبخرت احلامه التي صرف عليها ملايين الدولارات.. من اجل تجميل صورته المشوهة.. دفع لمنظمات وجماعات وادارات اهليه.. تحلق حوله منتفعين ورخيصين ومنافقين وكذابين.. وتقرب الي شقيقه حتى (القوادين).. وهتفوا لهم بالمجد والنصر.. والحكم والسلطة واطلاق الالقاب بما فيها(الامير).. انتهى كل ذلك ولن يعود.. ولو عاد عبر منبر جدة.
¤ لن يعود حميدتي الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المسؤولين والعسكريين ونحن الصحفيين.. بل كان يتجسس حتى على البرهان.. امتلك أخطر جهاز تجسس وتتبع فی العالم صنع فی إسراٸيل (بيغاسوس).. لن يعود بتلك السطوة.
¤ حتى اللحظة لم يعرف الملايين من الذين هجروا وطردوا قسرا من ديارهم حقيقة حميدتي وعصابته.. سيصابون بصدمة عند العودة الى ديارهم.. ورؤية بشاعة مافعلت عصاباته بمنازلهم.. يومها سيرون الدمار والخراب الذي لحق بديارهم.. وضياع(شقى عمرهم).. دعكم من اتفاق الجيش مع المليشيا برعاية الغرب او الاصدقاء.. لن يصالح الشعب حميدتي ولو تنازل لهم عن كل ثرواته المشبوهة.
¤ لست قلقا من مخرجات منبر جدة.. ولا من السيناريوهات التي يخطط لها انصار المليشيا في الغرب ومن الدول (غير) الشقيقة.. لم يعد الشعب المكلوم يحتمل سماع اسم الباغي الشقي، فكيف برؤيته،او عودته الى السلطة.. ان مفاوضات جدة تلقى استياء متزايدا من الشعب وهذا مايجب ان ينتبه اليه رئيس مجلس السيادة قبل ان يقع في كمين التفاوض
¤ ارتكب حميدتي وعصابته اعمال قتل جماعي وانتهاكات لحقوق الانسان وتعذيب.. وسرقة ونهب واغتصاب.. تركت هذة الجرائم البشعة والمروعة مكانة كبيرة من الكراهية والرغبة في الثأر في نفوس الناس.. لا تستوعب المليشيا ذلك وتعتقد ان البندقية ستعيدها الى السلطة وبذات الطريقة التي كانت عليها في السابق.
¤ تغير الواقع كثيرا بعد منتصف ابريل ولم تتغير عقلية المليشيا لاتزال في توهماتها ان هناك من يؤيدها او يتعاطف معها.. خسروا كل شئ بعد ان تجردوا من الانسانية والمروءة والشهامة.. لن تعود عقارب الساعة الى الوراء ولن تحمل البندقية حميدتي الى المكانة التي كان فيها.
¤ ومهما يكن من امر.. لا احد لديه شيئا لحميدتي ولو عاد وجلس على كرسي البرهان .. فهو رجل محطم وحطم كل شئ.. وزرع الشك في كل مكان.