اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

مليشيا جديدة !!


اسامة عبدالماجد

¤ سالتني شخصية رائعة ولطيفة، أسعد بالتواصل معها ، (ما في امل نرجع الخرطوم قريب حسب رايك؟؟).. اجبتها الامور يمكن ان تنجلي قريبا ، لكن تداعياتها ستظل لفترة.. ستخلف الحرب عددا كبيرا من المتفلتين وهذة المرة حاملين للسلاح .. واضفت (يكمن الحل في دور تفعيل الشرطة وجهاز الامن ودور المواطنين).
¤ يوم الاثنين الماضية، تناولت في هذة المساحة استهداف المليشيا لمستشفى علياء.. قلت ان الهجوم يحمل مؤشرين خطيرين.. الاول استهداف حميدتي المباشر للرئيس البشير.. والثاني خروج المليشيا من تحت سيطرته، او شقيقه او ايا من آل دقلو.. لانه بهجومها الغادر حررت لهم شهادة وفاة.. الا اذا كانت المليشيا تعتقد ان اغتيالها للبشير يرفع اسهمها في الشارع.. وامام اسيادها بالخارج).
¤ المؤكد ان المليشيا لم تعد تحت إمرة آل دقلو.. الا اذا كانوا يؤيدون الافعال الاجرامية التي ارتكبتها في حق المواطنين.. وتروق لهم مثل هذة الممارسات الوحشية او انها في ثقافتهم ومعتقدهم امرا مألوفا.. الشاهد انه ستخرج من رحم المليشيا عصابة اجرامية جديدة.. ذاك حال كل حركات دارفور التي تواثقت على اتفاقيات سلام مع الانقاذ.
¤ حضرت قياداتها إلى الخرطوم وهي في كامل هندامها وترتدي ربطات عنق و(بدل) انيقه.. وتركت وراءها (الكدمول والسلاح) لبقية رفاقهم واهلهم – تبادل ادوار -.. ذلك حال معظم حملة السلاح في كل انحاء العالم.. ابرزهم حركة (فارك) المتمردة في كولومبيا.. اقوى حركة معارضة في الامريكتين قاتلت ومعها مليشيات اخرى صغيرة حكومة بلادها لخمسة عقود.. أسفرت الحرب عن أكثر من ثمانية ملايين ضحية بين قتلى ومفقودين ونازحين.. ابرمت فارك اتفاق سلام شهير في 2016.. حاز بموجبه الرئيس الكولومبي حينذاك خوان سانتوس على جائزة نوبل.
¤ عاد مقاتلو فارك الى العاصمة بوغوتا.. وسلم آلاف منهم السلاح.. لكن مجموعة منشقة منها ومليشيات اخرى، لم تضع السلاح.. في الاسبوع الماضي، علقت الحكومة الكولومبية اتفاق وقف اطلاق نار معهم بعد مقتل مدنيين على يدهم.. اجمالا لتلك التجارب فان مليشيا حميدتي وبعد الغدر الذي اصبح سمة ملازمة لها.. ستواصل خيانتها للوطن الى اخر (مليشياوي).
¤ سيظل بعضهم حامل للسلاح ولو وقفت الحرب وربما يقودهم احد من آل دقلو.. وقد تكون الخطوة المتوقعة والخبيثة باتفاق فيما بينهم.. بحيث تظل البندقية موجهة الى صدر القوات المسلحة.. الم تترك الحركة الشعبية الجنوبية اذيالها في السودان وهي تحزم حقائبها لحظة مغادرتها البلاد ؟؟.. قد يرى البعض ان تحذيري من ميلاد جنجويد جدد سابق لآوانه.. ولكن هذة واحد من مشكلاتنا.. قصر النظر وعدم التدقيق في الاشياء بعين ثالثة.
¤ قصم الجيش ظهر التمرد ودمر عتادهم ولا مكانه لحميدتي في المشهد.. لكن (الدعامة) الجدد سيكونوا الاخطر.، وذلك لانهم موجودين في العاصمة بعكس قوات حركات دارفور، وخلافا للجيش الشعبي الجنوبي الذي احكمت عليه القوات المسلحة الحصار عند قدومه الخرطوم.. حيث تم وضع القوات في معسكرات محددة.. وكانوا تحت عين الحكومة.. ماكانت الانقاذ تتهاون في الامن.. هل سبق وان تطاول حميدتي على الرئيس البشير ؟ اما عبد الرحيم لم يسمع به احد.
¤ بالتالي وجود قواتهم في الخرطوم يمثل مهددا عسكريا وامنيا.. هم خلايا نائمة وقد ينفذوا عمليات قتل ممنهج.. وعمليات سلب بشكل اكبر.. وربما يشيعوا ثقافة الاغتيالات التي لا تعرفها بلادنا.. يجب ان تتعامل الحكومة وبحذر شديد مع ملف مليشيا الدعم السريع .. وعليها ان ترتب اوراقها بشكل جيد.. وان تبدأ فورا في تشكيل لجنة معنية بالمليشيا.
¤ عصابة حميدتي تضخمت وبشكل كبير .. اخترقت المنظمات المهتمة بالعمل الخيري والطوعي.. واسست واجهات لها.. و(تسللت) في ملعب الرياضة وقد كان احد مستشارى حميدتي ، محمد مختار الضاوي مسؤولا عن لجنة المنشات بمجلس ادارة نادي المريخ.. صرف المليارات وادار لجنة تاهيل استاد المريخ واستجلب معدات ضخمة من تركيا.. وعندما جاءت الانتخات اشهرت القاعدة المريخية البطاقة الحمراء في وجهه لأنه دخيل على الوسط الرياضي.. وسنعود لهذا الامر في وقت لاحق.
¤ ومهما يكن من امر.. يجب ان تلاحق الخسارة المليشيا وقادتها اينما كانوا.

اترك رد

error: Content is protected !!