كلام صريح / سمية سيد

عفاريت الإعلان السياسي

سمية سيد



أول أمس أعلن المجلس السيادي عبر بيان له عن التوصل إلى اتفاق سياسي من شأنه أن ينهي الأزمة السياسية .
حتى كتابة هذه السطور لم تتضح الصورة حول الإعلان السياسي الجديد، ولا من هم أطرافه على وجه الدقة.
وأعني بالطرف المجهول للتوقيع على الإعلان السياسي مع المركزي هو قوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية التي توافقت على اتفاق سياسي يشملها مع مجموعة أحزاب أخرى منها التجاني سيسي وأبو قردة . .
فمثلاً بعض أطراف الكتلة الديمقراطية مثل مناوي وجبريل إبراهيم وجعفر الميرغني انخرطت في اجتماعات مع المكون العسكري وأيضاً مع المبعوثين الدوليين . وبرغم أنهم يشيرون إلى أنهم يمثلون الكتلة الديمقراطية عند حديثهم للإعلام، لكن في الواقع هم يمثلون تنظيماتهم السياسية بشكل خاص ، وهو الأمر الذي ظل ينفيه أردول وعسكوري، متمسكان بالتحالف .
معلوم أن الحرية والتغيير المركزي بجانب المبعوثين الدوليين والرباعية متمسكون بقبول الحوار مع مناوي وجبريل وجعفر الميرغني .فيما لا يبدو الجانب العسكري أي حماس أو ممانعة بالنسبة لحزب العدالة الاجتماعية بقيادة أردول وعسكوري .
أمس أصدر المكتب التنفيذي للحرية والتغيير المركزي بياناً شدد عبره على أن اللقاءات التي جمعت الموقعين على الاتفاق الإطاري مع بعض القوى غير الموقعة ناقشت مشروع إعلان سياسي جديد مع مني مناوي وجبريل إبراهيم ومحمد عثمان الميرغني ممثلين عن تنظيماتهم بهدف انضمامهم للعملية السياسية الجارية الآن. فيما اختار ثلاثتهم الصمت دون أي إشارة للكتلة الديمقراطية مع بقية أحزاب اتفاق القاهرة الأخير.
تضغط الحرية (المركزي) بأن يتجاوز توسيع المشاركة الذي طالب به الجيش والمبعوثون الدوليون كلاً من مبارك أردول وعلي عسكوري، بعد أن وصفتهم بعرقلة الانتقال ومواقفهم مع انقلاب البرهان في 25 أكتوبر .. ومن المفارقات أنهم يتحاورون مع صاحب الانقلاب ويرضخون لتوجيهاته ويرفضون واحداً من الذين ساندوه، لأن مواقف جبريل ومناوي لم يكن بعيداً عن موقف أردول وعسكوري.
الوضع المزري الحالي لا يقبل المماطلات والمماحكات بين السياسيين المتصارعين حول المناصب والمكاسب الشخصية التي لا تهم المواطن الباحث عن الأمن والاستقرار ..4 سنوات ضاعت من عمر الشعب السوداني في انتظار اتفاق يفضي إلى حكم مدني دون جدوى.
ضاعت هيبة الدولة وانكسرت سيادتها الوطنية والكل يهرع نحو الوساطات من القوى الدولية، ولم تعد لدينا سلطة اتخاذ القرار السياسي.
العراق في زمن أزمتها، ولا سوريا أو اليمن، لم تشهد زيارة في يوم واحد لمجموعة مبعوثين دوليين كما حدث اليومين الماضيين لنا في السودان .. الممثلة الخاصة للاتحاد الأوربي للقرن الأفريقي، نائب مساعد الخارجية الأمريكي لشئون شرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان، رئيس شعبة القرن الأفريقي بالخارجية الألمانية، المبعوث الخاص للمملكة المتحدة للسودان وجنوب السودان، المبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان ،المبعوث الفرنسي الخاص للقرن الأفريقي. فيا لهوان النخب السياسية التي ترضخ لضغوط الخواجات وتعليماتهم وتمارس التخوين والتآمر مع بعضها البعض .
ما رشح حتى الآن أن الاتفاق الإطاري سيكون الأساس للاعلان السياسي المرتقب مع بعض التعديلات لحفظ ماء الوجه، أما مصير مخرجات اجتماعات العاصمة الإدارية بالقاهرة أصبح مجهولاً بالنسبة للمشهد السياسي الذي يتشكل الآن، خاصة إذا ألحق باستثناء المشاركة (إلا المؤتمر الوطني وأردول وعسكوري).
//

اترك رد

error: Content is protected !!