الرأي

عام جديد .. فلسفة الانتصار على الذات واكتساب افضل العادات. 1-2

بقلم : د.كرار التهامي
شكرا لصديقين عزيزين و اصحاب مكانة مرموقة معرفياً ومهنياً اعترفا لي بأن مقالاً كتبته في بداية العام الماضي كان سببا في هجرهما لعادات سيطرت عليهما سنوات طويلة قد يكون ذلك المقال تصادف مع سابق عزمهما والنوايا الصادقة للتخلص من هذه العادات بيد ان اعترافهما يشجعني على رسالة اخرى لهذا العام لعلها تصادف انساناً اخراً يستعد للانتصار على نفسه وهو يحاول اصلاحها ومحاربة عيوبها

عنوان هذه الرسالة العريض ان تتخلص من عادات وتكتسب اخرى بغض النظر عن المرحلة العمرية التي تجتازها الان وان تخوض معركة فاصلة لتقتل العملاق الذي يسيطر على الوجدان ويتحكم في نزواتك ومشاعرك وخواطرك
☘️? اذا لم تزل في عقدك الثالث ولم تبلغ الاربعين او قاربت حافتها فلا يغرنك الصبا وزهو الشباب ستصبح يوما وانت تنظر بحسرة للاعوام التي مرت كانها التماعة برق وكانها موكب مر في لمح البصر وانت قابع في. مكانك كنبتة صغيرة ضعيفة تتناوشها رياح القدر ،،نعم الاف غيرك انتابهم هذا الاحساس وغرتهم ايام الصبا كانها مستدامة فتمددوا في الظل حتى استحرت فوقهم شمس العمر التي تجري لمستقر لها من شروق الحياة الى غروبها من صرخة الميلاد الى شهقة الموت ،،. اذن ابدا الان حتى لاتندم على الزمن العابر والشمس الغاربة
?اما اذا بلغت الخمسين ومابعد ها اعلم ان الذي تبقى لك من الشوط الثاني في الحياة اقل مما مضى وانصرم فسارع الخطى وابدا الان فتعديل النتيجة يحتاج للمهارة والزمن والاصرار وقوة الشكيمة
?اما بعد عبورك قنطرة الستين فأن حياتك ستسير في خط مستقيم فلا احلام كبرى ستورق من جديد ،،و لا مفاجآت تنتظر في منعرج الدرب الطويل ولا صعود او هبوط ولا انحناءات حادة في مسارك البياني فلقد تعلمتَ وكبرتَ و اذا تزوجتَ وانجبتَ تكون قد عرفتَ ماذا سيفعل ابناؤك وماذا اختاروا لحياتهم من تعليم ومهنة وحياة زوجية هذه كلها كانت في رحم الغيب وكان الدرب وعراً والرحلة شاقة والحيرة كبيرة والعمر موجات ترتفع مع الامل وتنخفض مع الاحباط ،،،، اما الان فالمسار رتيب و ممل و ليس امامك غير الرجوع الى ذاتك وتحقيق اقصى درجات الانسجام والتصالح مع الذات والسعادة وراحة البال فابدا الان ،،. لن يكون الامر متاخراً تتأخر فقط اذا لم تبدا الان مقولة الكاتبة جين خوليت “it is only late if you don’t start now “ مهما كانت حصائل العمر وحصاد الستين وما تبقى منها
▪️صحيح انه يختلف مفهوم النجاح في كل مرحلةبيد ان مناط النجاح و اقصاه واعلى درجاته ان تنسجم مع نفسك وتحقق لها اقصى درجات الراحة النفسية والطمانية ذلك لا يتطلب ان تكون غنيا مؤثراً ولا ثرياً مترفاً ولا صبيا يافعاً ولا عجوزاً كهلاً ولا طامعا في كسب ولا زاهدا في الحياة ونعيمها
المهم في كل مرحلة من مراحل العمر ان تنتبه فلاتترك الايام تنزلق بين يديك او تكثر من النظر الى الوراء تتحسر على الفرص الضائعة وتندب حظك او تخاف من المستقبل وهو في اللوح المحفوظ
▪️اذا كنت في الثلاثينات او كنت خمسينياً او عبرت الستينيات فهنالك مشتركات وهنالك قواعد تخفف عليك هموم الرحلة واحمالها الثقيلة اهمها :-
▪️الخروج من قوقعة الهموم والتحسر على الماضي او التوجس من المستقبل فقط عش اللحظة ،،،،،الكاتب الشهير ايكهارت تولي وهو مؤلف الكتاب الاكثر شهرة The power of now ويمكن ترجمتها ب (قوة الحاضر ) يقول بالتركيز على الحاضر وتجاهل الماضي والمستقبل يمكنك ان تجعل حياتك اقضل
By focusing only on the present and ignoring the past or future you can
greatly improve your life

▪️لقد ذهب الماضي وتلاشى فلا تترك له مساحة واسعة في وجدانك ولا تتحسر على فرصة ضاعت او حزن سابق او فشل او خذلان او ظلم او جرح في الماضي من صديق حميم او خصيم مبين فهذه احداث تولت والوقوف عندها واجترار الحسرة والبكاء على اللبن المسكوب مضيعة للوقت وصب للزيت في نار الخسران ،،
▪️المستقبل لا تحمل همه ولا تعبر الجسر قبل الوصول اليه فقط عش اللحظة الراهنة وتصالح مع نفسك واستمتع بالعافية الغالية قبل ان يخطفها الزمن وتذكر قول ابي الطيب
لا تلق دهرك إلا غير مكترث
ما دام يصحب فيه روحك البدن
فما يديم سرور ما سررت به
ولا يرد عليك الفائت الحزن
كالعادة انظر الى السنوات التي انحسرت وقم بجرد دقيق وصادق، تواجه فيك نفسك وتحاسبها على كل نقص وقصور وكسل وخمول كانك تحاسب عاملاً صغيراً يخدم معك ،. اطرح عليها الاسئلة وانتظر الاجابة الصريحة
?ماذا حققت في العام الماضي من انجاز على الصعيد الروحي او المادي او الاجتماعي او النفسي ؟
?هل استطعت ان تحارب اي عادة نالت منك ما نالت والحقت بك الاسى والحزن وتأنيب الضمير ؟
?هل ينتابك الشعور بالغيرة او الحسد لنجاح الاخرين لما لا تستأصل هذا الشعور السالب وتتمنى الخير للجميع فترده اليك السماء هدايا ولطائف ونجاح في صور كثيرة ؟
?هل اخذ منك التسويف زمنا و وقتا ثميناً حتى ضاعت الفرص التي كانت تحلق فوقك ؟
?هل خسرت صديقا او قريبا او فترت علاقتك بايهما دون ان تمارس فضيلة العفو والتغافل والسماح واكتساب الاصدقاء ولو برسالة ود ؟
?هل اكتسبت عدوا بسبب كلمة جارحة او رد فعل قاسٍ وكيف تسترد تلك الارض التي خسرتها في المساكنة مع الاخرين ؟
?كم مرة انفعلت لاسباب لاتستحق العناء لكنك وقتها خضعت لغواية الشيطان وحظ النفس Ego (الترجمة ليست دقيقة لكنها توفي المعنى) فتتوتر و يتعكر مزاجك وتتضرر صحتك وتنهمر دفقات من الادرينالين الى شرايينك فتعصرهاًوتقبضها وتضيقها وتجهد القلب وتخترم الجسد في غير طائل
?ماهو موقفك بين افراد اسرتك هل شغلت عنهم بالاخرين وفضلت عليهم الاصحاب وهل انت قادر على ايجاد التوازن المطلوب مع الاسرة التي يقولون عنها انها اهم نادي ومؤسسة احتماعية ؟
▪️ بعد تصحيح الاخطاء اجعل مزاجك هذا العام منبسطا سهلا سعيدا متفائلا وتأكد انه لا توجد قوة فوق الارض تستيطع ان تفسد علية الشعور بالراحة والسعادة انت الوحيد الذي يتحكم في مفاتيح النفس ومغاليقها
▪️ثم استهدف عادة سيئة و حاربها و جندلها فالعادة عملاق ضخم يسكن داخلك قد يبدو صعبا محاربته لصخامة جسمه وفتوة عضله ولكنه سهل اذا عقدت العزم على حربه برباطة جأش …..
نواصل

اترك رد

error: Content is protected !!