اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

طبخَهُ جدة !!


اسامة عبدالماجد

¤ سرى القلق طيلة اليومين الماضيين منذ لاح في الافق عودة الحكومة الى مطبخ مفاوضات جدة مع مليشيا حميدتي تحت رعاية المملكة السعودية والولايات المتحدة.. وأقول الحكومة لأن التمرد الجنجويدي ضد الدولة باكملها لا قواتها المسلحة.. مبعث القلق المبرر حول ماذا ستتفاوض الحكومة مع جماعة متمردة ومغتصبة واجرامية.. لم تترك شيئا لم تدمره ؟!! .. ودمرت كل مرافق ومنشأت الدولة.
¤ ولذلك الكل يردد مع الفنانة ميادة قمر الدين (بل بل غيرو مافي حل).. وإن كان كذلك لا اعتقد ان الجيش قصر من جانبه ، منذ اشعال الباغي الشقي حميدتي شرارة الحرب.. كما ان المسيرات ونسور الجو وكل الوحدات ومن خلفهم المستنفرين انهوا اسطورة الجنجويد.. (الباقي الفضل) مجموعات هائمة تضم قله من عشيرة حميدتي وبعض المتفلتين والمنبوذين وسط اهلهم.. ومجرمين ولصوص واطفال شوارع، ومرتزقة كل همهم الغنائم.. ومع ذلك يظل سؤال الرأي العام السوداني قائما، لماذا يتفاوض الجيش ؟.
¤ قد يعتبر البعض ان القوات المسلحة مورست عليها ضغوطا خارجية.. وهنالك تلويح بالعقوبات الشخصية فى حال اعاقة مسار التفاوض.. وقطعا هي في أفضل احوالها العسكرية.. وقد افشلت بنجاح كل مساعي المليشيا منذ شهور في السيطرة على اي موقع عسكري.. وجثث قتلاها منتفخة، على اسوار المدرعات مثل الفطائس الكلقاة في العراء.
¤ بصورة عامة، التفاوض مطلوب وهو وسيلة لحل النزاعات.. والقاعدة الراسخة ان اي حرب لابد ان تنتهي على طاولة تفاوض..لكن في الحالة السودانية مهم وضوح الرؤية.. وتحديد الاجندة، وتنفيذ الالتزامات السابقة.. حيث كان قد تم توقيع اتفاقية مع الكليشيا في جدة في 20 مايو الماضي لوقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية
 ¤ نصت على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، استعادة الخدمات الأساسية، سحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية. تسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية والسلع، مما يسمح بتدفق المساعدات دون عوائق إلى السكان المحتاجين، عدم السعي وراء اي مكاسب عسكرية خلال فترة الإخطار البالغة (48) ساعة بعد توقيع الاتفاقية وقبل بدء وقف إطلاق النار.
¤ اخلت المليشيا بكل البنود.. لأنها اختارت استخدام المواطنين دروعا بشرية والاحتماء بمنازلهم.. وذلك لأن الخسة والدناءة هي ديدن حميدتي منذ ظهوره على مسرح الاحداث بدارفور منذ سنوات.. ويحسب للحكومة انها اظهرت موقفا قويا واشترطت الا يعود الجيش الى المفاوضات لو لم يخرج افراد المليشيا من الأعيان المدنية.. الان مطلوب التأكيد على ذلك الموقف.
¤ لكن الذي يجب الالتزام والتقيد به من جانب الوفد الحكومي حصر المفاوضات فى المسائل الإنسانية والعسكرية.. اي محاولة لاقحام أجندة سياسية ستخصم من قيادة القوات المسلحة وقد تشجع للانقلاب عليها.. لا سيما وان محاولتين انقلابيتين (هاشم عبد المطلب / بكراوي)، في وقت سابق استهدفتا راس المليشيا.. وقامتا احتجاجا على تمددها في مفاصل الدولة ودخوله في سباق مسلح مع الجيش وتحديدا انقلاب بكراوي.
¤ يجب ان ينتبه الرئيس البرهان الى ان أي محاولة لإرضاء الخارج – والذي لن يرضى – ستهدد مستقبله السياسي لان التنازلات قد تكون نهايته.. كما ان عليه ان لا يقلق من سيطرة للاسلاميين بعد الحرب لانها مستبعدة.. ان ادراج أي اجندة سياسية قبل ايقاف الحرب وتصفية مخطط المليشيا بشكل كامل قد يعتبر خيانة للوطن والشعب من جانب الاخير الذي قتل ونهب وهجر من دياره.. كما ان محاولة اعادة انتاج الوصفات السياسية القديمة التي انتجت الحرب مرفوض من غالب الشعب.
¤ ومهما يكن من امر فان البلاد في حاجه الى حوار سوداني سوداني وبالداخل، لا يستثني احدا

اترك رد

error: Content is protected !!