✍️ مكي المغربي
* الجماهير لا تعادي عدوين في آن واحد .. هي تتخذ عدوها .. وعندما تجمع عليه تماما تواجهه بقوة .. ويظل عدوا لها إلى أن يظهر عدو جديد .. فاذا ظهر سقطت حالة العداء للأول.
* عندها يتراجع العدو الأقدم للصفوف الخلفية ويصبح مثل غيره .. مطلوب منه مواجهة الجديد .. فاذا اعان الجماهير في ذلك “بالوجه الذي تريد هي” يصعد مرة أخرى من الصف الخلفي لمساحة الفعل ودائرة التأثير ويتقدم لكنه لا يسيطر علي الجماهير لانه صعد رديفا للطليعة التي تقدمت قبله لتواجه العدو الجديد وسيسمح له أن يتقدم خلف الطليعة الجديدة.
* اذا سقط العدو الثاني تتقدم هذه الطليعة الجديدة للحكم وليس أمامها وهكذا.
هي دورة لا متناهية والتاريخ لا يتجمد ولا يتوقف في تغيير واحد ولا في عدو واحد.
خلاصات:
١/ تحول السلطة الجديدة إلى عدو جديد، يمر بمرحلة خادعة جدا وهي “توازن القبح” بينها وبين من سبقها. لو لجأت لتحسين صورتها وأداءها فإنها تنجو ولو لجأت إلى تلطيخ السابق بمزيد من القبح فإن هذا ينتج ترجيح مؤقت لصالحها، وتكون في ذات الوقت انصرفت وانشغلت عن تحسين أداءها، وبذلك فهي تسكب مقدارا من القبح على غريمها وينسكب عليها في ذات الوقت مقدار من القبح بسبب أفعالها، وكلما رجح توازن القبح لصالحها لفترة انقلب عليها ويستمر هذا الحال حتى تستنفد فرصتها.
٢/ في حال بروزها عدوا جديدا فإنها مهما فعلت لا تستطيع إجبار الجماهير على معاداة الأول لأنها حلت محله تماما وصارت هدفا مشروعا للجماهير وليس من أدوات التغيير فيه، بل سيصبح رأيها في تقبيح الأول مثار اتهام واشتباه ضدها بأنه الهاء للجماهير عن افعالها. ولذلك قد تلجأ إلى صناعة عدو خارجي ليحل محلها. وقد يساعدها هذا لملأ الفراغ الزمني إذا كان لديها خطة موازية وفعالة لتحسين أداءها وصورتها.
٣/ يسيطر على أنصار التغيير وهم بأن خروج العدو الأول من المشهد يعني أنه ذهب إلى ما يسمى بمزبلة التاريخ، أو تلاشى في العدم. والصحيح أنه يتبعثر وتختفي الأجزاء الثانوية منه وتبقى الأجزاء الصلبة في آخر الصفوف وليس الطليعة وتتقدم كما ذكرنا حسب أداء كل جزء على حدة.
٤/ يسيطر على أنصار العدو الأول وهم مماثل أن خروجهم من خانة العداوة ودخول الثاني فيها، يعني أنهم البديل الحاضر. وهذا غير صحيح، لأن الحركة من الصفوف الأبعد لها قانون آخر يحكمها.