الرأي

خذوا الحكمة من جعفر سفارات:“الأرواح أهم من البيوت”!

بقلم : الصديق البشير

هكذا أجاب جعفر حسن (المعروف بجعفر سفارات ) في حوار مع احمد طه في الجزيرة مباشر، مساء اليوم الأحد ١٨ فبراير على سؤال عما إذا كان خروج المليشيا من منازل المواطنين التي تحتلها، شرط لازم لاستئناف محادثات السلام معها وفقا لإعلان جدة للمبادئ الإنسانية.


لم يطرف له جفن وهو يستعير منطق قطاع الطرق وأعضاء عصابات الجريمة المسلحة الذين يخيرون ضحاياهم بين أن يفقدوا حياتهم أو َما يحملونه من أموال.

الفرق أن اللصوص يفعلون ذلك خفية وفي عجلة من أمرهم، لاوهم خائفون من إفتضاح أمرهم، ولهذا فإنهم غالبا ما يكتفون بما تقع أيديهم عليه، مهما كان صغيرا، وأحيانا يرضون من الغنيمة بالإياب. أما أصدقاء جعفر وحلفاؤه فهم يستولون على أحياء بأكملها، ويطردون ملايين الناس من منازلهم ومراتع صباهم وذكرياتهم ويصادرون كل ما تملكوه وادخروه طوال سني حياتهم، في سياق مشروع إقامة الديمقراطية والحكم المدني ومحاربة الفلول ودولة ٥٦. وهم مع ذلك مطمئنون أنه ياما في جراب الحاوي “جعفر” من حيل : “الأرواح أهم من البيوت”. بعبارة أخرى أن من فقدوا بيوتهم وطمأنينتهم وتشردوا في المنافي عليهم أن يكونوا ممتنين لأصدقائه لأنهم ابقوهم أحياء “وكله يحل بالتفاوض”، كما أردف.

معني ذلك ان تكون هناك إجتماعات ولجان وورش عمل تبحث مسألة إخلاء منازل المواطنين؛ متي وأين وكيف وكم عدد المنازل التي ستخلي وتلك التي سيبقى بها “الأشاوس” حتى إكتمال مشروعهم للحكم المدني.

أو عملا بمبدأ ” نقسم البلد بلدين” ” و” المال تلته ولا كتلته”. أليست هذه مبادئ التفاوض؟ ربما لم يشأ أحمد طه أن يضغط علي ضيفه ليستخرج منه المزيد من الدرر. علي نحو تبريره المبدع من قبل لضرورة عدم القضاء علي مليشيا دقلو، لانها مولت من دافع الضرائب!! او قد يكون الوقت لم يسعفه.

لو اجتهد مقدم البرنامج قليلا وراجع مثلا عدد اليوم مَن صحيفة التغيير، التي ترأس تحريرها رشا عوض الناطقة باسم تقد/ زم، لطلب من جعفر أن يعلق على الخبر الذي نقلته الصحيفة من أن أصدقاءه في المليشيا اختطفوا عشر فتيات من إحدى مناطق بحري ويخشى أن يكن قد تعرضن للاغتصاب إذ تأكد أنهن جردن من ملابسهن، وتم التحرش بهن..او التقارير المتواترة من شبكة “صيحة”، المناهضة للفلول والعسكر، التي توثق لعشرات حالات الإغتصاب واختطاف النساء والقاصرات بواسطة المليشيا ، وطبعا ستكون اجابته جاهزة
“الأرواح اهم من الشرف”!!

كان شعار جماعة جعفر إبان حملتهم للوصول لكراسي الحكم قبيل وبعد توقيع الوثيقة الدستورية، وبعد اكتوبر ٢٠٢١، وهم يحرضون الشباب اليافعين للاصطدام بالقوات الأمنية : “جهز عديل كفنك.. يا أنت يا وطنك” ” ما في رصاص ما عقبو خلاص”، وضحوا بالعشرات من الشباب المخلصين الذين صدقوا شعاراتهم “الجنجويد ينحل” و”ما في مليشيا بتحكم دولة “

الآن بعد استباح حلفاؤهم البلاد والعباد وهتكوا الأعراض وطردوا الآمنين من ديارهم ونهبوا ممتلكاتهم، ارتدوا مسوح الرهبان، يعظون الناس “أن من صفعك على خدك الأيمن، فأدر له خدك الأيسر” وان ينسوا ما علمهم لهَ دينهم: “من مات دون عرضه فهو شهيد.. ومن مات دون ماله فهو شهيد” وأن القرآن جعل الإخراج من الديار مرادف للقتل وان الحرة تجوع ولا تأكل بثديها.
من أين أتى هؤلاء؟

اترك رد

error: Content is protected !!