الرأي فيما أرى / عادل الباز

يا فريد .. لست أعمى لابصر مثلكم .!! (2-2)

عادل الباز


1
“لماذا صرنا عمياناً….لا أعتقد أننا صرنا…. نحن أصلاً عميان
ولكننا نرى أو عميان بوسعهم أن يروا ولكن لا يرون.”
من رواية (العمي) للكاتب البرتغالي جوزيه
ساراماغو الحائز على جائزة نوبل 1998
٢
من يظن أنه سيرى المجتمع الدولي تحت جزمتي فهو بالتأكيد لا يرى ولم يقرأ ما أكتب، كما أن من يعتقد أنني سأضعه إلهاً فوق رأسي… سمعاً وطاعة … فهو عميان كان بوسعه أن يرى ولكنه لا يرى.. أو كما قال جوزية.
عادل الباز
٣
أواصل اليوم ما انقطع من حوار مع سيد أمجد فريد والذي بدا لى أنه زاهد فيه ولا صبر له على جدال وحوار، ولعل السبب أن المناخات التي تربى فيها سيد أمجد لم تتح له فرصة ليرى أن فضاء الحوار النقي هو أفضل تأسيس للمناخ الديمقراطي المنشود ولكن للأسف الشموليون ملة واحدة لا ينتعشون إلا فى أجواء القمع والقتل ولذا صبرهم على الحوار قليل. سأترك كثيراً من الحشائش تحت جزمتي ( مافيش فائدة) لقد تم حشو الحوار بأغراض وأفكار قصد أن يرد بها على آخرين لحاجة فى نفس فريد و لا تعنيني ولذا سأختصر ردي على سيد أمجد في نقاط محدودة أتى على ذكرها في مقاله ( الاستاذ فى متاهته).
٤
يسأل أستاذ أمجد فكم شهيد آخر يريد له الأستاذ الباز أن يُقتل قبل أن تقوم هذه المؤسسات بممارسة الدور المُوكل لها والمطلوب منها؟

الإجابة ولا واحد ! .

إن كنت تقرأ ياسيد فريد لمًا احتجت لتلك الإجابة …. هاك إقرأ ماكتبته حول عنف السلطة فى يناير الحالى 2022 !! .
(ارتقى عشية الاستقلال 30 ديسمبر خمسة شهداء من أنضر شباب السودان، خُضِّبت صدورهم ورؤوسهم بالدماء القانية،فُتحت الطرقات لتكون مسارح للموت والقتل، غاب العقل وحضر الرصاص.. الرصاص مقابل الهتاف.. هذا ليس عدلاً ، السلطة التي ترتجف فتقابل الهتاف بالموت عليها أن تتأبط عارها وترحل.. !
٥
الآن السؤال للسيد أمجد فريد مساعد كبير الموظفين “المستشارين” في مكتب رئيس الوزراء السابق والذي تم تعيينه في الوظيفة منذ يناير 2020. وللذكرى تم فض الاعتصام فى يونيو 2019 وتأسست في أعقابها شراكة الدم مع ذات الذين اتهموهم بقتل الرفاق.
السؤال
ماذا فعلتم للشهداء الذين “درشهم العسكر والبنات نيام” أولئك الذين قدموا أرواحهم فداء للثورة، ألم تساوموا قاتلي الشهداء بالكراسي و المحاصصات وعليها تأسست شراكة الدم حتى تعالى هتاف الشارع ( بكم بكم قحاتة باعوا الدم) سيظل هذا الهتاف عار يعلق بكل الذين باعوا واشتروا باسم الشهداء ودمائهم .
عن أي شهداء ياسيد أمجد تتحدث؟ عن أولئك الذين جثثهم تتعفن في المشارح وجرحاهم في قارعة الطريق يشكون من بؤس عدالة الثوار الذين تسنموا المناصب وركبوا الفارهات وهم يبحثون عن ثمن الدواء .. ألم ينتابك خجل ما وأسى ؟ أليس من حكة ضمير وأنت تأتي بهذه الجرأة على ذكر الشهداء وعجبي أنك تتحدث عن الضمير والإنسانية !! علي مين يا فريد الذاكرة لازالت ندية والتاريخ حي.بدا اي ياسيد فريد انك لك من اسمك نصيب فانت فريد عصرك …العصر الغيهب الذي لايرى ولا يسمع ولا يتعظ ثواره لا بالتاريخ ولا بالحاضر .
٦
قال أمجد أنه في سبيل وقف الدماء سيفتش خشم البقرة باعتبار أنه سيد رايحة، لكن إن أول بقرة بدأ بتفتيش خشمها هي بقرة الأجنبي وهاهم قد وصلوا بوصول الوفد الإسرائيلي أول أمس لخشم بقرة بنى صيهون يبحثون عن رايحتهم وهم يعرفون لونها وأهدافها!! .أليس من الأفضل أن تبحث فى خشوم بقرك السودانى هنا أولاً. ؟.
المأساة هي أنه حتى الأجانب قالوا لهم فى بياناتهم المتعددة الأسبوع الماضي لابد من توافق داخلى أولاً. اقرأ “أكد مستشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالخرطوم كيث مور صعوبة نجاح المفاوضات التي تخوضها الأمم المتحدة في السودان بدعم دولي من أجل توحيد المواقف السياسية المتناقضة فى السودان لإنهاء الأزمة في البلاد. وأضاف ( “عندما تكون لديك مواقف متعارضة تماماً فمن الصعب جعلها أن تتوافق”).
٧
قال أستاذ أمجد ( أستاذ عادل الباز.. الطريق إلى بسطام يصنعه المشي، وليس الوصفات الشمولية سريعة الإعداد. والموقف السياسي كما قال معلمنا الراحل محمد إبراهيم نقد لا يخرج من جيب القميص كقلم البيق الأزرق، بل تترتّب عليه عواقب يجب حسابها جيداً بصراحة اعجبتني العبارة… الطريق إلى بسطام يصنعه المشي) .
جميلة ياخى … كثيراً ما تأسرني العبارات الملهمة وأحتفى بها ولكن أحياناً حين أعيد تأملها يخيب أملي كما الان.
بالفعل الطريق إلى بسطام يصنعه المشي .. لكن المشي فى الإتجاه الصحيح …المشي نحو شعبك أولاً لا نحو محاضن الأجنبي…إمشي لشعبك أولا واكتشف إمكانية أن تجد لديه حلاً ثم هرول لتلك المحاضن المعلومة والمتوفرة دائما.!! لا يمكن أن تمشي طول عمرك تتضهب فى الدورب الما ليها سكة ولا فى إيديها حل.فتك بالف عافية.

اترك رد

error: Content is protected !!