أخبار الطاقة اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

(خجلانين منكم)


اسامة عبدالماجد

¤ منذ ثلاثة ايام استوقفني تحلي مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ياسر العطا بأدب نقد الذات.. لدى معايدته لمتحرِك الكرامة لجهاز المخابرات العامة.. قال العطا ” ندمنا ندماَ شديداَ على التفريط في هيئة العمليات وتحجيم دور الجهاز.. ورغماَ عن ذلك ما خذلتونا والله خجلانين منكم “.. ونويت التعليق لكن آثرت الكتابة امس ت
على ظهور (القحاته) مع الرئيس الاوغندي يوري موسيفني.
¤ في تقديري ان المحفز الحقيقي لتجرؤ كبير المتمردين حميدتي، ومحاولته الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، يعود الى ورثته ل (تركة) عسكرية ولوجستية صخمة في البلاد.. وهي القوة العسكرية الضاربة لجهاز المخابرات العامة في مطلع العام 2020.. عندما تم ارتكاب اكبر مذبحة لاهم قوة تابعة لأكثر مؤسسات الدولة اهمية وحساسية.
¤ لم يتحصل (الباغي الشقي)، على عتاد هيئة العمليات فقط.. بل استولى حتى على مقارها الاستراتيجية.. والمصممة بطريقة امنية وعسكرية تخدم جهاز المخابرات وقت السلم والحرب.. والتي تحتل مواقع استراتيجية، خاصة بالعاصمة الخرطوم.. واختيرت بعناية فائقة وبدراسة امنية دقيقة .. لذلك كان تحصن المليشيا بتلك المقار من اسباب امتلاكها لزمام المبادرة عند بداية الحرب.
¤ لم يتوقف استقواء كبير المتمردين حميدتي في الثلاثة اعوام الماضية، على تقوية مليشياته باستحواذه على القوة القتالية لجهاز المخابرات.. بل ايتفاد كثيرا من ابتلاع القيادة للطعم وتصوير تذمر منسوبي هيئة العمليات على تأخر صرف رواتبهم بانه تمرد.. ما ادى لحل الهيئة التي كانت العمود الفقري للجهاز للمهام المتعددة التي كانت تؤديها باحترافية عالية.. وكانت تقوم بعمليات تدخل نوعية – لا تحتاج لاستخدام سلاح – مثل المساهمة في حل ضائقة المواصلات.. لما لها منتاثيرات امنية سالبة.
¤ كان تسريح عناصر هيئة العمليات، واحد من الاسباب الرئيسة التي دفعت حميدتي للتفكير والتخطيط للانقضاض على السلطة بقوة السلاح.. وكتبت وقتها تحت عنوان (مستقبل الامن).. قلت:
ان قرار حل هيئة العمليات تم دون دراسة .. وستخسر البلاد كوادر مدربة على حرب المدن.. ومؤهلة للتعامل مع كافة انواع الاسلحة خاصة الثقيلة.. والمستفيد من ذلك دول الجوار وكل من ينوي التربص بالبلاد.
¤ وأشرت لادوار خارجية كبيرة قام بها الامن تعلمها مخابرات نظيره وضربت مثالا ب (الامريكية) .. وعلى راسها التعامل مع ملف الارهاب والتطرف العنيف.. وطالبت الحكومة ان لا تنسى ذلك. ويعج ارشيف (إذا عرف السبب).. بكتابات خلال حكومة حمدوك حول جهاز الامن منها (بنى مدير الامن صلاح عبد الله قوش إمبراطورية استخباراتية ضخمة خلقت توازنات للسودان في المحيطين الاقليمي والدولي.. وحفظت للسودان قدراً كبيراً من مكانته.

  • وهي إمبراطورية ليست ملكاً للإنقاذ ولا للإسلاميين.. كما يزعم أو يعتقد البعض .. عملت المنظومة الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف والإتجار بالبشر.. حوارات عميقة بوسائل مبتكرة .. جعلت شباب السودان قلة في داعش .. وبعدد أصابع (اليدين) في القاعدة.. وحصنت البلاد من التطرف والجرائم العابرة للحدود.. وأدهشت واشنطن.. ولذلك يعمل البعض لئن يكون السودان عرضة للاختراق والاستقطاب الدولي بدعوات الحل..
    ¤ اليوم يعود جهاز الامن ليقوم بادواره في كافة المجالات مساندا للشعب قبل قواته المسلحة من اجل المحافظة على امن واستقرار البلاد.. يقود مديره الفريق اول أحمد مفضل قواته المقاتلة في هدوء. تام. ويضعها تحت تصرف قيادة الجيش ضمن التشكيلات التى تنفذ العمليات الحربية.
    ¤ لم يتاخر ابناء الجهاز في تلبية النداء.. ولم يعودوا للوراء .. تناسوا كل الظلم الذي حاق بهم طيلة السنوات الماضية.. وتماسكوا خاصة بعد اسناد المهمة لمفضل وهو ابن الجهاز العالم ببواطن الامور بداخله.. سيما وان من تولوا المهمة قبله ابوبكر دمبلاب وجمال عبد المجيد من ابناء القوات المسلحة.
    ¤ كما ان دمبلاب وجمال جاءا في لحظات عصيبه.. وكذلك مفضل نفسه (تولى المنصب في نوفمبر 2021).. لكن مما جعل الطربق امامه ممهدا
    كما اسلفت انه ابن المؤسسة الامنية .. وكذلك تمت ترقيته من نائب لمدير الجهاز الى منصب المدير.. ولذلك مضت الامور بسلاسة..
    ¤ ومهما يكن من امر يقاتل جهاز الامن الان من اجل الوطن بقياده مديره.. وهي ابلغ رسالة بان مايشاع عن وضع مفضل للجهاز تحت إمرة حميدتي مجرد هراء.

اترك رد

error: Content is protected !!