اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

حفيد الحفيان في ام درمان


اسامة عبدالماجد

¤ القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان وسط جنوده بل واحدا منهم في (ام درمان) وقادة المليشيا في (خبركان).. ظهور مفاجئ ومدهش ومؤثر .. يظهر القائد عملا بنصيحة الشهيد وداعة الله:
حرك الغضب اللي نام
ارمي بي كل الرصاص.
أضرب الخونة اللئام
خلي عازة تعود عروس
زاهية ذي مسك للختام
¤ صدق البرهان عندما قال قبل اسبوع من الحرب في افطار المرعب ياسر العطا.. :(ان القوات المسلحة علمتنا الصبر والحفر بالإبرة للوصول إلى ما نريد) .. لكن مالم يستوعبه قائد الجنجويد المتمرد حميدتي في حديث القائد يومها عندما نبه الجميع الى عدم تفسير مواقفهم بالضعف وان الجيش علمهم أن يعضوا على الاصابع.
¤ ظل الجيش وفي صبر شديد واستبسال يحفر بالابرة.. ويعض قادته على الاصابع ولا تخرج منهم صرخة عكس قائد ثاني التمرد وهو يعوي (بتحاربنا ليه يابرهان).. بينما هم ارغموا الجيش على خوض معركة الكرامة.. والبرهان بشحمه ولحمه يظهر في اقصى شمال ام درمان لا في (البدروم) .. ويطمئن على الموقف ومعنوياته عاليه مثلما المقاتلون الاشاوس الذين التفوا حوله.. وهم يشقون عنان السماء بالتهليل والتكبير.
¤ ويحتسي البرهان حفيد الشيخ الحفيان كوب قهوة بشماله.. كما في الاغنية المعروفة (بي شماله فنجان جبنه بي شماله يسوي الدنيا بي حاله).. وياكل (زلابية) .. والماعاجبو يشرب شاي ومعاه كيكة.. ايام غابرة وهتاف ماسخ.. وشخوص رخوة.. وبنوت نيام جوار الاولاد لا تكاد تميز بعضهم منهن.. ولعل ذلك ماجعل المليشيا ترى ان استلام البلد لن يستغرق سوى ساعات.
¤ لكن الذي بدد الحلم ويسوي الدنيا بحالها هو الجيش.. قوات باسلة تقاتل بشرف وعزة.. رغم المكائد والتامر الخارجي الكبير الذي قدم دعما غير مسبوق للمليشيا.. واغراها بالتمرد والانقلاب على الجيش.. لاستلام السلطة بالقوة.. وتجد المليشيا نفسها تسدد في فاتورة تامرها.. قائد باغي شفي مات في نفوس الشعب السوداني.. ونائبه تائه ويكاد يفقد عقله بعد ان فقد السلطة.. واشقاء حار بهم الدليل وفي طريقهم لفقدان الاموال الطائلة التي جنوها بغير وجه حق.
¤ يظهر البرهان في ام درمان بعد ان تفقد المدرعات في زيارة محكمة من حيث التوقيت وجودة التامين.. ادى مع الجنود صلاة المغرب امس.. وفي ذلك رسالة بليغة ان المدرعات عصية على التمرد.. الذي هاجمها عشرات المرات.. وباءت جميعها بفشل ذريع.. كان اخرها الهجوم الضاري الذي امتد لثلاثة ايام.. ورمت فيه المليشيا بكل ثقلها.. في محاولة يائسة لتحقيق انتصار ولو زائف.
¤ هل سال احدكم نفسه عن سر الاصرار الغريب والشديد من قبل قادة المليشيا.. وهم يدفعون عناصر عصاباتهم والمرتزقة و (9) طويلة للانتحار في بوابات المدرعات؟؟.. دون رأفة في التخلي عن هذة المغامرة التي كبدتهم خسائر ضخمة في العتاد والارواح؟.. قصمت عمليات المدرعات الفاشلة ظهر المليشيا التي تمضي بكل همة نحو نهاياتها التي تليق بها.
¤ يعود سبب الهجوم الغادر ،الفاشل والمتكرر على المدرعات.. ان قادة المليشيا تنفذ في توجيهات سادتها بالخارج الذين طالبوها بضرورة تحقيق انتصار حقيقي.. بعد ان درجت المليشيا على الكذب والتلفيق عبر مقاطع الفيديو التي تسمم بها منصات التواصل الاجتماعي.
¤ ومهما يكن من امر فان ظهور البرهان له مابعده.. لا سيما وان الجيش في موقف قوي.. بينما المليشيا الفاقدة للقيادة والسيطرة في خسران مبين.

اترك رد

error: Content is protected !!