اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

السودان وايران


اسامة عبدالماجد

¤ باءت كل محاولات وزير الخارجية البروفيسور ابراهيم غندور بالفشل في اقناع الرئيس البشير بتخفيف قرار قطع العلاقات مع إيران وذلك في يناير 2016.. تضامناً مع الشقيقة السعودية عقب اعتداء على سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مرشد.. لم يجد غندور اذنا صاغية من الرئيس الذي انهى امامه مكالمة ظهيرة ذلك اليوم مع مدير مكتبه طه عثمان، كان حينها في الرياض وقد حسم الامر مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.
¤ كانت رؤية غندور اقتصار الخطوة في استدعاء سفيرنا بطهران لشهر او شهرين.. وهو ذات الموقف الذي اتخذته دول الخليج التي اكتفت باستدعاء السفراء.. وألغاء الرحلات الجوية إلى طهران، باستثناء البحرين التي قطعت العلاقة.. جاءت ردة فعل الخرطوم عنيفة للغاية.. تم طرد السفير وكل البعثة الإيرانية، واستدعاء السفير السوداني وسحب البعثة واغلاق السفارة بطهران والتخلص من كل الممتلكات.
¤ أمس اعلن رسميا إعادة العلاقات بين البلدين.. قرار جرئ ويصب في مصلحة البلدين، رغم تأخره.. كانت الفرصة مؤاتيه أمام الرئيس البرهان لاعادة العلاقات لمسارها الطبيعي.. ناشدته عبر هذة الزاوية عند تنصيب الرئيس الإيراني ابراهيم رئيس في يونيو 2021، بان يتقدم بتهنئته واعادة العلاقات.. حرصت على اعادة ماكتبت عند بدء عودة العلاقات السعودية الإيرانية.. تلقيت اتصالا من مسؤولا رفيعا ابلغني بان لجنة بوزارة الخارجية تبحث منذ فترة سبل اعادة علاقات البلدين، وطلب منى عدم النشر والتزمت له بذلك.
¤ ان قطع العلاقة مع إيران درس يجب الاستفادة القصوى منه.. التواصل مع أي دولة لا يكون على حساب دولة أخرى.. التوازن في العلاقات الخارجية مطلوب والقراءة الفاحصة للمشهد الدولي تستدعي التأني عند اتخاذ القرارات المصيرية.. تغليب لغة المصالح على لغة العواطف امر غاية في الاهمية..
¤ يجب ان تفكر الخرطوم منذ الان بطريقة علمية في كيفية الاستفادة من طهران في شتى المجالات.. لا سيما وان الاخيرة تولي بلادنا اهتمامأ متعاظمٱ .. ربما يكون السودان الدولة الوحيدة التي زارها عدد من الرؤساء الإيرانيين .. هاشمي رفسنجاني، محمد خاتمي وأحمدي نجاد.
¤ قرأت مذكرات وزير الخارجية المصري الاسبق أحمد ابو الغيط.. ذكر ترجيح يلاده انفصال الجنوب عن السودان.. وكشف عن استعدادهم دبلوماسيا لذلك الحدث الضخم مبكرا .. بتشكيل لجنة بالخارجية بحثت سبل التعامل مع الدولة الوحيدة.. كما قطعوا شوطا في التفكير للمستقبل بالبحث عن السفير المناسب لمحطة جوبا.
¤ على ذات النسق اتمنى ان تبحث الخارجية السودانية عن السفير المناسب ليبتعث الى إيران بان يتمتع بمزايا خاصة من حيث القدرات والخبرات.. ليعوض البلاد فترة القطيعة، وينسق لعلاقات متميزة مع بلد محط اهتمام عالمي كبير.. ان الدبلوماسية الإيرانية متقدمة وبشكل مذهل، بمثابة قوة نوويه هائلة.. تدفع طهران بوزراء خارجية من العيار الثقيل اخرهم حسين أمير اللهيان.
¤ يجب تطوير العلاقة مع إيران وهي وطيدة، قبل الانقاذ.. ومنحتنا قروض وزلرها رئيس الوزراء الأسبق الراحل الصادق المهدي وأقام معها علاقات.. وليس هناك مايضير من التعاون معهم، وبذات المكاسب التي حصدتها الانقاذ وأكثر .. من تزود بالوقود وتعاون عسكري كبير وزراعي.. ودعمها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
¤ لا يمكن الاستهانه بدولة مثل إيران .. تتمتع بثقل سياسي ودبلوماسي كبيرين وتملك قوة عسكرية لا يستهان بها.. تتميز بوفائها لاصدقائها ووقوفها الى جانبهم وقت الشدة.. ينبغي ان تكون الحرب الدائرة في بلادنا بفعل تمرد مليشيات حميدتي مدخلا لعودة العلاقات.. بتعاون عسكري يكون نقطة انطلاق للمصالحة.. وهذا يتطلب كذلك ترشيح ملحق عسكري متميز الى ايران.
¤ هناك انفتاح دولي كبير نحو طهران.. على سبيل المثال زادت قیمة التبادلات التجارية بينها وقطر بنسبة 45 % خلال عامين بنهاية 2022.. واعلنت إيران رسميا سعيها إلى زيادة حجم التجارة مع قطر إلى 3 مليارات دولار بحلول 2025.
¤ اما ميزان التبادل التجاري بين ايران والامارات فاق (20) مليار دولار.. وزاد بنحو 40 ضعفًا.. واظهرت إيران اهتماما كبيرا بالقارة الافريقية و زادالتبادل التجاري مع دولها بنسبة 8%.. وفي مارس الماضي استضافت طهران قادة ووزراء الدول الاعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إكواس).
¤ وتجاوزت تجارتها مع دول البريكس (البرازيل ،روسيا ،الهند ،الصين وجنوب افريقيا) مبلغ (38) مليار دولار .. وقد قبلت المجموعة انضمام إيران إليها خلال قمة جوهانسبيرج التي عقدت في اغسطس الماضي.. وهو ما اعتبرته الصحافة الايرانية بمثابة إطلاق نار على العقوبات الأميركية.
¤ ومهما يكن من أمر.. فان العلاقة مع إيران منمة للغاية ويجب ان تعود اقوى مما كانت.

اترك رد

error: Content is protected !!