اسامة عبدالماجد
¤ العنوان اعلاة مع قليل من التحوير ، تصدر هذة الزاوية في ابريل 2016 كان موسوما بـ (لن تسير لوحدك يا أنس).. وهو مقتبس من الشعار الذي يردده أنصار نادي ليفربول الإنجليزي لفريقهم خاصة وقت الشدة، منذ ستينات القرن الماضي (لن تسير لوحدك أبداً).. وكان المقصود والي شرق دارفور أنس عمر.
¤ لكن اليوم نقول للأمين السياسي للمؤتمر الوطني انس عمر انك تسير لوحدك.. حيث يبدو ادائه مثل مستوى أشباح الهلال امام الاهلي المصري .. لكن لماذا قلنا للوالي قبل سبعة سنوات شعار ليفربول؟.. وقتذاك شهدت شرق دارفور هجوم وحريق على مقر اقامة انس وعمليات تفلت.. كان هو في مدينة الفاشر مشاركاً في ورشة تناقش عملية جمع السلاح خالف توجيهات مركزية طالبته بالقدوم للخرطوم.. غادر الى الضعين وعقد مؤتمراً صحفياً.. ظهر فيه مرتدياً (الميري) ومعتمراً طاقية خضراء.. هي للشهيد مصطفى ميرغني المزمل.. طالب الهندسة الحبيب الى قلب أنس.. وقد ظل محتفظاً بها منذ سنوات، وكل من يعرفه يعلم أنه يرتديها في الملمات.
¤ قطع انس بحضوره السريع للولاية الطريق أمام الشائعات واوقف انفجار الاوضاع.. والتف خلفه كل اهل شرق دارفور وهو امر متوقع.. حينها حقق استقراراً غير مسبوق بالولاية الطاردة حتى لأبنائها، ودونكم واليها الأسبق د. عبد الحميد كاشا.
¤ حفرت حكومة انس (126) بئراً، وكان العمل جار لحفر مائة اخرى، ومطار الضعين مثل بركان خرج من قمقمه ، والرئاسة زفت عروساً للولاية (جامعة الضعين)، والارض الجدباء بحاضرة المدينة تستقبل أسفلتاً بطول (18كلم).. والزراعة تجد حظها (بيوت محمية، وحتى خلاوي القرآن تدخل دائرة الإنتاج بجرارات وتقاوي وأراض زراعية)، ومحطتا كهرباء إضافيتين ، وعمل يقطع شوطاً لتشييد بيت الضيافة ومنزل الوالي وثلاث وزارات ويجري العمل في تأهيل (300) فصل دراسي و(8) إسعافات لاندكروزر توزع على أطراف الولاية وغيرها من المشروعات.
¤ وصل العمل مرحلة الرفاهية بانشاء حديقة وسط المدينة.. بصراحة تفوق انس حتى على افصل ولاة السودان لا الانقاذ ، محمد طاهر ايلا ومولانا احمد هارون.. لكن لماذا يسير انس اليوم لوحده ؟ استرجعت ذكرى ماكتبناه قبل سنوات عن ابو محمد.. وانا اتابع ادائه كأمين سياسي للوطني.
¤ وظفت قيادة الحزب اللاعب الماهر انس في الخانة الخطأ.. لذلك يبدو ادائه مثل أشباح الهلال امام الاهلي المصري.. شارد الذهن غير مرتب.. ولا يعرف ماذا يريد.. عطل الحزب طاقة انس الجبارة وحماسه وغيرته التى هي ليست محل شك على الحركة الاسلامية بتسميته اميناً سياسياً.
¤ انس مناسب لكل المواقع التنظيمية وفي مقدمتها امانة التعبئة.. التي يؤدي مهام امينها الان.. اما الامانة السياسية لا تناسبه.. هي تحتاج لهدوء ورزانه وحكمة الأمين السابق د. الدريدري محمد احمد او اسلافه امثال البروفيسور ابراهيم غندور.. وعبد الرحمن الخضر فك الله اسره.
¤ بعد التغيير في 2019 لم يعد ممكنا – بل يكاد مستحيلا – ان يستحوذ حزبا على الحصة التي كان يحظى بها المؤتمر الوطني.. لن تدار الملفات الا بالتحالفات السياسية والتكتلات.. التي تحتاج لتواصل خاص مع الاحزاب والقوى السياسية والمجتمعية ..وفق خطة مدروسة.
¤ هذة المسائل تحتاج لمواصفات خاصة.. نقول وبكل صراحة لا تتوافر في انس.. سيما وان عمل الأمين السياسي لحزب مثل المؤتمر الوطني الذي يملك شبكة علاقات حتى في امريكا الجنوبية يستدعي التواصل مع المؤسسات والمنظمات الاممية.. كما يتطلب التواصل لا التنسيق مع السفارات المعتمدة بالسودان .. وبالطبع ليس على طريقة الارتماء في احضانها كما يفعل ناشطو قحت.
¤ نقول بكل صراحة ان تلك المهمة شاقة على انس.. ولا تتناسب مع تركيبته وطريقته في التعاطي مع الملفات.. احيانا تكون مهمة الامين السياسي الصمت.. وهي خطوة تحتاج ان تراعى بدقة شديدة كل الابعاد.. يستعصي على انس حسابها.. وهي مثل (الباص) الذي يخرج من قدم اللاعب الى زميله يجب ان بكون بالمقاس.. حضور الوطني ضعيف في الساحة بالتوظيف الخاطئ لامثال انس.
¤ مهمة الامين السياسي لأي حزب تحتاج مكر وخبث، مغطي بسماحه وبشاشة.. ومهارة عالية في حوارات الغرف المقلقة.. وذلك يبدو عبئا ثقيلا على ابو محمد.. ذات مرة زرنا شرق دارفور ضمن وفد إتحادي.. سأل أحد أعضاء الوفد أنس عن الأوضاع، حمد الوالي الخالق على نعمة الأمن التي تعيشها الولاية.. تبسم وقال : (حتى الأن تب ماعندنا عوجة، لكن إن جات عوجة جاهزين ليها إن شاء الله).
¤ اتركوا انس لـ (العوجات) وارفعوا عنه تبني الخطط و (السياسات) وادارة (الحوارات).
