اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

بازوم و(مهزوم)


أسامة عبدالماجد

¤ مساء ذلك اليوم، قمنا بزيارة ودية الى الصديق ، الرئيس التنفيذي والمدير العام لمجموعة سوداتل المهندس طارق حمزه،، بداره العامرة بالخرطوم.. اطلق سراحه من معتقلات القحاته، للمرة الثانية وربما الثالثة.. كان نهجهم اخذ الناس بالشبهات والزج بهم في السجون واطلاق سراحهم لاحقا وتكرار ذات الظلم بعد فترة قصيرة.. ( الله لا عادهم).
¤ كنت بمعية صديقين – لاحقا – أصبح احدهما مستشارا للمتمرد حميدتي ومقربا جدا منه.. وثالث لا اعرفه كان قادما للتو من الولايات المتحدة.. طارق متبحر في الشؤون الدولية، بذات براعته في تخصصه.. تطرقنا الى النيجر والرئيس محمد بازوم والمنطقة.. سيما وان طارق يعرف دولها جيدا، ووثيق الصلة بموريتانيا وقيادتها بحكم استحواذ سوداتل على مشغل اتصالات بنواكشوط.
¤ صديقنا المستشار اللاحق للباغي الشقي قال بصريح العبارة (بعد فوز بازوم ليس هناك مايمنع من فوز حميدتي بالرئاسة).. واستدل بامتلاكه المال والسلاح.. ولو لا معرفتنا القديمه به ووالده العمدة لقلنا انه من المحرضين للتمرد.. جميعنا وفي مقدمتنا طارق أمنا على حق حميدتي في الترشح للرئاسة.. الا اننا اتفقنا على صعوبة المهمة.
¤ وبصراحة ليست خطوة الترشح حال قيام انتخابات هي الصعبة على المتمرد.. بل تكاد تكون مستحيلة.. اذكر قلت لصديقنا (ننتظر اكمال بازوم لدورته).. كنت على يقين ان الرئيس النيجري يسير في حقل الغام، وان طريقة شاق ومحفوف بالمخاطر.. في بلد محاط بجوار عربي وافريقي وبها تعقيدات قبلية شديدة.
¤ وهو ما ينسحب على بلادنا.. فالتاثيرات الداخلية تنعكس خارجيا.. لكن الذي فات على المهزوم حميدتي ان النيجر ليست بدولة جاره .. حيث تفصلنا عنها تشاد.. وبالتالي القراءة تختلف.. ليس من مصلحة محمد ديبي في انجمينا ان يحكم حميدتي السودان، فالامر مهدد له ومن خلفه عشيرته.
¤ ولذلك انتهج محمد كاكا، سياسه ناجحة ومغايرة لسياسة والده الراحل.. حيث قام بارخاء قبضة اهله الزغاوة – لم يضعف دورهم – وخلق توازنا باهل والدته من قبيلة القرعان وفي ذات الوقت، حفظ للعرب مكانا في الحكم.. هذة التكتيكات لن يفهمها حميدتي ولا شقيقه المتهور عبد الرحيم الى قيام الساعة.. فاذا كان دقلو جن جنونه عقب استعانة شقيقهم الاصغر القوني بابناء من الشرق من دفعته في الدراسة بماليزيا.. في اعمالهم التجارية ليس العسكرية.. كيف سيقبلون بالآخر في السلطة.
¤ اجد نفسي مختلفا مع الكثيرين، باعتقادهم ان بازوم حليفا قويا لحميدتي.. تحليلي ان الاخير وبطريقته الهوجاء المعهودة فيه سعى لخلق علاقة بحكم الامتداد القبلي مع بازوم وهو ليس نصيرا له.. وبالتالي هي ليست علاقة مستقبلية.. لجهة ان بازوم حليف استراتيجي لفرنسا.. بينما حميدتي حليف وشريك لغرمائهم في فاغنر الروسية في تجارة الذهب وربما مجالات اخري.. لان الروس طرقوا عدة مجالات في افريقيا بما فيها قطع الاشجار، (تجارة الاخشاب) في افريقيا الوسطى.
¤ قد يكون بازوم وجد ضالته في الاموال الطائلة و(السايبة) لدى حميدتي ومول منها حملته الانتخابية.. وقد يكون حميدتي اوعز اليه تشكيل قوة مسلحة شبيهه بمليشياته.. لكن تقاطعات المصالح تحرم علي بازوم التحالف مع حميدتي.. (الدب) بدأ في الانتشار في افريقيا على حساب (الديوك).. في الامم المتحدة امتنعت (15) دولة عن التصويت على قرار ادانه روسيا في حربها ضد اوكرانيا.. فيما انحازت إريتريا ومالي (جارة النيجر) بشكل صريح الى جانب روسيا برفضهما ادانتها.
¤ فوز بازوم بالرئاسة.. وللمفارقة خرج الشعب النيجري فرحا بخلعه، رغم دخوله القصر عبر بوابة الانتخابات.. فوزه كان دافعا معنويا كبيرا لحميدتي.. على الاقل بفهم صديقنا مستشاره.. لكن بالمقابل سعيه للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، كان محفزا للجيش النيجري للانقلاب على بازوم الذي ينحدر من اقلية في بلاده حتى لا تنتقل اليهم عدوى سيطرة قبيلة او انفرادها بالحكم.. وقد حظيت خطوة قائد الانقلاب بمباركة من جيران ودول بالمنطقة مثل مالي، بوركينا فاسو وغينيا كوناكري..حذروا من التدخل العسكري في العاصمة نيامي.
¤ ارتكب حميدتي حماقة ، بل خطأ عمره باعتقاده الساذج انه يمكن ان يكون بديلا للجيش السوداني الذي يتكون من كل اهل السودان.. ببنما يقود المهزوم مليشيا قبلية وبعض المرتزقة والماجورين.
¤ ومهما يكن من امر خسر حميدتي وتسبب في خسارة بازوم.. والعاقل من اتعظ بغيره.

اترك رد

error: Content is protected !!