الأخبار

انتظموا في أنشطة معلنة.. الإسلاميون.. (صحوة) أم (ظهور موسمي)؟

تقرير: محمد جمال قندول
رويداً رويداً بدأ التيار الاسلامي في ترتيب صفوفه الداخلية، ويقرأ ذلك في سياق حالة النشاط المعلنة للاسلاميين (الوطني ــ الحركة) إذ ان قيادات الاول بدأوا يمارسون انشطتهم بشكل علني خاصة في الولايات، فيما اعلنت الحركة الاسلامية قبيل اسبوعين ويزيد عن استعداداتها الجارية لعقد مؤتمرها العام العاشر، في وقت ظهر فيه امينه العام بشكل علني بولاية الجزيرة في منشط حزبي. وكل هذه دلالات على ان التيار الاسلامي بدأ في ترميم تنظيمه، فبينما ينشغل اطراف الصراع السياسي بالبلاد عبر المكونين العسكري والمدني تجد ان ثمة نشاطاً كبيراً للاسلاميين، وليس ببعيد ذلك التجمع الكبير امس الاول السبت حينما تداعى طلابهم وخريجوهم من جامعة امدرمان الاسلامية لاحياء ذكرى غزوة بدر، حيث احتشد جمع غفير في حدائق شرق المطار، وذلك الجمع فتح الباب مجدداً على مصراعيه حول مدى امكانية عودة الاسلاميين للواجهة، وهل استفادوا من صراع الفرقاء الدائر حالياً، ام ان الزمن قد يتجاوزهم بعد ثورة خرجت على نظامهم الذي حكم ثلاثين عاماً.
(1)
ويرى الخبير والمحلل السياسي د. عبد الرحمن ابو خريس ان الاسلاميين عادوا للواجهة بعد قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر التي اعادت مفصولي الخدمة المدنية، ذلك الاجراء الذي بدوره منحهم الثقة لتوفيق اوضاعهم ولملمة صفوفهم لمجابهة تحديات المجلس المركزي الذي اضحى مصمماً خصيصاً لاجتثاثهم من الخدمة العامة والعمل السياسي، وهو اجراء لن يستثني احداً من التيار الاسلامي العريض، وهو ما دفع الإسلاميين للتوحد وترتيب صفوفهم بشكل سريع لمجابهة اية مخاطر قد تتمخض حيال مستقبل منسوبيهم.
ويشير المحلل السياسي خريس الى ان الاسلاميين استفادوا بشكل كبير من الصراع الدائر بين الاطراف السودانية وقاموا بترتيب انفسهم، خاصة أنهم يمتلكون قواعد كبيرة بالولايات منظمة بشكل كبير، مما يجعل امكانية سيطرتهم على المفاصل في الاقاليم سهلة جداً مقارنة باي تنظيم آخر، مشيراً الى ان الحشود الكبيرة التي تظهر في مناشطهم الرمضانية دلالة واضحة على انهم يمتلكون قاعدة شعبية كبيرة، وبالتالي اجتثاثهم قد يكون ضرباً من المستحيل، وتجاوزهم يكون غير منطقي مما يتطلب ضرورة فتح حوار مع الاسلاميين لضمان فترة انتقالية مرتبة.
اما المحلل السياسي د. خالد محمد احمد فقد ذهب الى ان النشاط الحالي للاسلاميين موسمي ويتجدد كل رمضان عبر مبادرات شبابية بحتة وتجد الرعاية من قبل البعض، مستبعداً ان تتحول الحشود والانشطة التي انتظمت خلال الشهر الفضيل لفعل سياسي ما لم تجد ارادة حقيقية من الذين يسيرون دفة المنظومة الاسلامية سواء ان كانت الحركة او الوطني.
ولكن خالد يشير الى ضرورة مواصلة مثل هذه المناشط بشكل راتب لجهة انها خلقت توازناً في المشهد، كما انها اضحت مصدر رعب للكثير من التيارات السياسية، لاسيما اليسار السوداني الذي ظن انه قبر الحركة وتياراتها بعد ذهاب نظامهم.

(2)
وكان الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية علي كرتي قد ظهر قبيل ايام من الشهر الفضيل بولاية الجزيرة مخاطباً جموعاً من عضوية الحركة بالولاية، ذلك اللقاء الذي ظل محل اهتمام اعلامي وشعبي كبير، حيث أن الامام الغائب ــ كما يحلو للاسلاميين تسمية كرتي ــ أطل بعد غياب طويل، وبدا واضحاً من ملامح الرجل انه مجابه بضغوط، حيث يقود الحركة في ظرف استثنائي معقد يتطلب قدراً من الحكمة والقدرة على العمل الخاص.
وهنا يعود المحلل السياسي خالد محمد احمد ويقول إن غياب الامين العام علي كرتي عن كل هذه البرامج عدا ظهوره في الجزيرة قبيل رمضان يعد ملفتاً مقابل ظهور العديد من القيادات الطلابية والشبابية التي تشكل الحضور الاكبر في كل الافطارات، ويتساءل خالد قائلاً: (هل ما يجري الآن نقطة تحول جديدة لصالح الشباب مقابل الشيوخ الذين مازالوا يتسنمون قيادة الحزب والحركة؟). واردف قائلاً: (اعتقد انه من الاجدر للقيادة الحالية ان تتيح الفرصة للشباب والشابات ليتقدموا الصفوف طوعاً لا كرهاً، خاصة ان الوضع الحالي تجاوز العقليات القديمة وبات بحاجة لاجيال معاصرة تمتلك ادوات مختلفة وقادرة على اختراق الصورة المشوهة للاسلاميين التي ترسخت منذ عام 2019م بفعل اليسار).
وكانت منظومة الشباب الاتحادية للحركة قد اقامت افطاراً بمنزل الامين العام السابق للحركة الراحل الزبير احمد الحسن وسط حضور كبير، حيث خاطب المحفل عدد من القيادات الاسلامية، ومنهم القيادي بالاصلاح الآن حسن رزق ورئيس القطاع السياسي بالوطني انس عمر وآخرون.

ويرى مراقبون أن التيار الإسلامي استطاع ان يستخلص عدة فوائد لترتيب وضعه، ولعل ابرزها انشغال القوى المدنية والمكون العسكري بالازمة السياسية، فضلاً عن تلاشي الصدمة التي اصابت التيار عقب ذهاب نظام حكهم، مما جعلهم ينخرطون في المجتمع سريعاً، خاصة مع تمدد المقاربات بين نظام حكهم والفترة الانتقالية، حيث بدأت الكفة تميل في النقاشات العامة بين العوام والمواطنين للانقاذيين، كما انهم استفادوا من تمدد عضويتهم في الولايات ويلتمس ذلك من خلال النشاط الكبير لهم بالاقاليم، حيث ان اعينهم على الانتخابات ويراهنون عليها

اترك رد

error: Content is protected !!