الرأي على شط النيل / مكي المغربي

النقاش الأهم


✍️ مكي المغربي 

هل المهم أنو اللواء بكراوي كوز ولا بعثي ولا زول سوداني عادي؟ أم المهم أنو مرتب اللواء يعادل ٣٠ طلب فول و٤ كيلو جبنة و٣ زيت سمسم والباقي عيش تجاري لأسرة من ٥ أشخاص… هذا بدون حليب ولا غاز ولا فحم.

لاحظ هذا لواء يعني لو حسبت للجندي إلا نضربها بالفول والتسالي.

اذن بغرض تأمين الجيش ليكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن الحكومة المدنية وإن فشلت، الافضل هو ليس فصل نصف الجيش أو ربعه من الخدمة باتهام أنهم فلول، الافضل فصلهم كلهم وتسريح الجيش بالكامل لأنهم بشر وتعيين جيش من الملائكة .. لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغوطون ولا ينامون.

هل ممكن تطبيق فكرة مرتبات الموظفين ال ١٥ في مكتب رئيس الوزراء الذين يتقاضون أجرهم من الاتحاد الاوربي؟ فلنفرض أن الجيش وافق على تلقي المرتبات من الأجانب مثل الموظفين المدنيين الثوريين الأطهار الذين وافقوا؟ هل يحتاج الاتحاد الأوربي لتمويل كل الجيش السوداني ام شوية موظفين مدنيين في أماكن حساسة في رأس الدولة؟!

فلنفرض انه تم حل المشكلة بطباعة عملة سودانية .. رب رب .. على طريقة الفاتح عز الدين … لو نجحت الفكرة تكون الحكومة أمنت جانب الجيش فقط، لكن العصيان المدني سينتظرها لان مرتبات المعلمين والأطباء والشرطة وكل الخدمة المدنية لا يمكن أن تغطي لهم مواصلات ورغيف حاف. 

اذن المشكلة اقتصادية إدارية.. أما شماعة الفلول الذين يحركون عصابات النيقرز ستصبح أيضا وهما .. لأن الحال قد يفضي إلى الموظفين وليس المشردين في التفكير بالتحول إلى نيقرز بعد الظهر دون أي عناء من فلول ولا بهلول!

هل الأزمة في سياسة التحرير الاقتصادي؟ أم في طريقة تنفيذها؟

هل المشكلة في برنامج الحكومة أم هي عدم وجود برنامج من الاساس؟ أم في المنفذين أم في المتنفذين خارج دولاب الدولة في لجنة التمكين أو غيرها؟ 

أعتقد نقاش هذه الأسئلة أفضل من الاجتهاد في كوزنة بعثي أو بعثنة كوز!

أن يكون هنالك شخص انصرافي في قارعة الطريق يرفض النقاش الأهم هذا أمر متوقع. أن يكون هنالك دبلوماسيين أجانب لا يعنيهم هذا النقاش ويرغبون في كتابة تقارير تصنيفات سياسية حتى للمطربين والفنانين هذا أمر مقبول، لكن أن تحيد آلة حكومة إعلامية كاملة عن النقاش الأهم والأخطر .. هذا مؤشر خطر وشيك.. وشيك جدا!

اترك رد

error: Content is protected !!