الرأي دعاش الخير / محمد حسن كبوشية

من أضاع القطن؟؟؟

دعاش الخير
محمد حسن كبوشية


(1)
الذهب الابيض كان وسيظل هو ثروة السودان التى لا تنضب فالاراضي الشاسعة والمياه الوفيره شكلت دوما نقطة التاكيد بأن السودان لا حل له الا في الزراعة بالرغم من تخبط حكوماته السابقة التى اضاعت الكثير علي هذا الشعب المكلوم وليس الانقاذ بأخرها ولكن كانت اسوءها ببيعها للارض وتدميرها للمشاريع الزراعية وخدعتها للشعب بالبترول الذي تحول لجيوب الكثيرين منهم واستشرى الفساد فانهار الوطن … وجاءت ديسمبر بردا وسلاما على اهل السودان لانتشالهم من هوة الضياع ولكن ضاعت الاحلام سدى..
(2)
شعارات رفعت وعزيمة لم تلين قادها رجال خلص من بني وطني نحو زيادة الانتاج والانتاجية و كانت من اروع التجارب التى ظلت تمضي الهوينه وتشكل في كل موسم زراعي اضافة لحجم المساحات المزروعة بمحصول القطن المطري بالرغم من الصراعات التى بدات تلوح بين الفينة والاخرى لايقاف تمدد مساحات الزراعة المطرية بالقطن المطري بدعاوى لم تجد اذان صاغية فعظمت المساحات وتغيرت حياة البسطاء في ولايات الانتاج الزراعي المطري وأحس الناس هناك بادوار لعبتها الشركات الكبري في تغيير المفاهيم وتطوير الانتاج بالرغم من معارضتهم لها في بداياتها .
(3)
هذا الموسم حمل للناس بشريات ضخمة بتحقيق عائد صادرات غير مسبوق لمحصول القطن في المشاريع المطرية والمرويه حيث قدرت الانتاجية للمشاريع المروية بستمائة الف بالة لمساحة ثلاثمائة الف فدان و الانتاجية للمشاريع المطرية باثنين مليون بالة لمساحة اربعمائة الف فدان واظنها المساحة التى زرعت في النيل الازرق فقط غير حساب للمساحة التى زرعت في القضارف والتى تجاوزت الخمسمائة الف فدان مما يعتبر مؤشر صريح بنجاح زراعة القطن وعودته مجددا لتصدر المشهد في الخارطة الزراعية بعد ان اثبتت تجارب و خطط الشركة الزراعية الافريقية نجاحها وما ظل يقدمه رجل الاعمال وجدي ميرغني من رؤي وافكار تدعو لتغيير التركيبة المحصولية من اجل تحقيق الارتقاء بالصادرات وزيادة الانتاج.
(4)
ولكن يبدو ان هذه البلد غير محظوظه وان اشرارها يتربصون بها لمنع الخير لها وهاكم الادلة على ذلك فقد شهدت اسواق القطن هجوم من الاجانب ( مدعوم من طرف ثالث) بالرغم من قرار وزارة التجارة بمنع تجارة الاجانب في الصادر وفي ظل غياب كامل للجهات المختصة لايقاف هذا الامر واكتملت حلقة الاشرار باغلاق ميناء بورتسودان وتوقف حركة الملاحه التجارية طوال شهور اكتوبر ونوفمبر و ديسمبر ويناير والى ان تعيد شركات الملاحة البحرية جدولة خط بواخرها فلن يشهد ميناء بورتسودان العافية الا في شهر فبراير على اقل تقدير وبذلك ستتوقف صادراتنا من القطن لاكبر دولة تستورده وهي الصين والتى ستدخل في اجازة تمتد لشهر كامل يتعطل فيها العمل ويضاف الى ذلك واقع البلد المحزن الذي استعصى علينا حله باغلاق الطرقات وسياسات بنك السودان التى تصدر دون مشورة مع اصحاب المصلحة ، ومع كل هذا لا زلنا نعشم في غد افضل و في موسم قادم يحقق احلام البلد التى طال ليل حزنها.

اترك رد

error: Content is protected !!