الرأي

الماضي ولي خلاص

العميد د. الطاهر أبوهاجة

أيها الناس.لن ترضى عنكم هذه الأصوات المتعالية ولن يهدأ لها بال حتى تعودوا الي حظيرة الإطاري مستسلمين خاضعين مطأطي الرؤوس .
أيها الناس لن يرضى عنكم هؤلاء القوم إلا بعد أن تعيدوا للمليشيات شوكتها المكسورة ومعسكراتها المدمرة وأسلحتها المستولي عليها وذهبها وبنوكها ومرتزقتها وقوتها الهائمة
لن يرضى عنكم الغزاة الأجانب حتى يبلغ تحالف المليشيات والعملاء ومن شايعهم مبتغاه لكن هذا عين المستحيل ولن يتحقق إلا إذا ولج الجمل في سم الخياط
لعله من نوازل السياسة محاولات المساواة (كتف بكتف) بين الجيش والتمرد فهاهم يسارعون بالمقترحات الميتة التى تختزل القضية كلها في ضرورة أن تجلس القيادة مع المتمرد حميدتي بكل سهولة وكأن شيئا لم يكن
كأنما لسان حالهم يقول ضمناً وإيحاءً ليس من حق السودان تأديب التمرد ودحره
يقولون ذلك صراحة هنا وهناك وكأنهم يريدون أن يشتتوا دم هذا الجيش الحار بين الهيئات والمنظمات والمبادرات والمسافات
ثم تسأل لماذا هذه الضجة الكبرى والإستماته لمساواة الجيش بالتمرد? وتشبيه الحديد بالقش.?
حتى الآن لم يدرك هؤلاء أن الامة بأكملها خلف جيشها عزمت دونما رجعة علي فناء التمرد حتى لو أدى ذلك الي المجازفة بأرواحها وممتلكاتها ومدخراتها فلا وجود للوطن إلا بدحر التمرد
قال الشاعر عبد الله البردوني
فظيع جهـل مـا يجـري
وأفظـع منـه أن تـدري
وهل تدريـن يـا صنعـاء
مـن المستعمـر السـري
غــزاة لا أشـاهـدهـم
وسيف الغزو في صـدري
فقـد يأتـون تبغـا
فــي سجائـر لونهـا يـغـري
وفـي صدقـات وحـشـي
يؤنسن وجهـه الصخـري.
لو غفر الجميع سبعين مرة للمليشيات وعملائها فلن يغفر الشعب خلاص لن يعود الماضي. فالماضي ولي خلاص.
هامش:
قال لي وما تفسيرك لما يدور حول لقاء حميدتي ؟
قلت:
وأين حميدتي؟
وأقول: هي الأخبار آفتها الرواة!
اللغة – يا عزيزي – تؤخذ بأساليبها كلها، لا بالترجمة المبنية على المنطوق فقط، فهل تثق في أن الناقلين استوعبوا المراد؟
لوقلت لي : هل ستتخلى عن الدفاع عن الجيش، فكان ردي : نعم!
يوم يشيب الغراب.
فهل ستترجمها : اقتنع فلان بالتخلي عن الدفاع عن الجيش يوم يشيب الغراب؟
قطعا أنا أعني : هذا مستحيل!

اترك رد

error: Content is protected !!