الرأي في الفكر والسياسة / عثمان جلال

عثمان جلال يكتب : الإسلاميون احذروا السم في الدسم

(1)
كما ذكرنا في مقال سابق فإن اليسار الجزافي مجموعة منقطعة السند الجماهيري، وسواقط الحزب الشيوعي كما وصفهم بروف عبد الله علي ابراهيم، ورؤيتهم تفكيك ممسكات الثقافة العربية والإسلامية وتحطيم المؤسسة العسكرية الوطنية، ونزعوا إلى تحقيق هذه الغايات بتكتيكات متنوعة منها التحالف مع الغابة المسلحة،وحركات الهامش المسلح،وتأليب المجتمع الإقليمي والدولي وعتاة التيارات العلمانية اللائكية العالمية، وبعد انتفاضة ديسمبر 2018 تسللوا مستشارين ومنظرين إلى الدائرة الضيقة حول الدكتور حمدوك وطفقوا في تحقيق اجندتهم الإيديولوجية بإعمال التجريف الثقافي والتعليمي والهوياتي، والقانوني ولكن إذا أراد الله أمرا هيا له الأسباب،فكان الفشل واليأس السمة الملازمة لهذه المجموعة، ثم التعازل أو العزل من الجماعات المسلحة التى احتضنتهم وما طار طائر وارتفع الا كما طار وقع.
(2)
تنشط حاليا مجموعة اليسار الجزافي وفي طليعتهم (كبير اليائسين) في دق اسفين بين التيار الإسلامي الوطني والمؤسسة العسكرية الوطنية، ونسج قطيعة بين الإسلاميين من جهة والمجتمع والقوى السياسية الوطنية من جهة أخرى، وخلق ثنائيات ومفاصلة وهمية بين تيارات الاسلاميين لاستمالة (جماعة وظيفية منهم) في تأجيج الشارع لإعادة التاريخ إلى قبل يوم 2021/10/25،لأنهم يدركون قدرة وجسارة الإسلاميين في تحريك وتعبئة الشارع، وادوارهم الطليعية في هبات وانتفاضات 1964، 1985، ودورهم التراكمي الحاسم في إضعاف وإسقاط نظام الرئيس السابق البشير، بل فإن أعضاء التيار الإسلامي الوطني كانوا الأكثر احتشادا أمام القيادة العامة في يوم 2019/4/6 ولكن نشالي الثورة أرادوها غنيمة (الفأر يلتهم الفأر)، وما ان ابتعد الإسلاميون حتى فقدت الثورة حزمها ووقارها وآلت إلى رمرمة ثورية على النحو الذي تعلمون.
(3)
لاشك أن هناك خلاف تباين وتنوع بين أحزاب ومجموعات التيار الإسلامي الوطني، ولكن ليس خلاف تضاد وتناقض كما تتوهم مجموعة اليسار الجزافي وحتى يتم افشال مشروع وتكتيكات هذه المجموعة البائسة، ينبغي أن يكون الاتجاه الاستراتيجي للاسلاميين في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان إعلاء قيم الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي،وتقوية المؤسسة العسكرية كشريك في مهام المرحلة الانتقالية والتحول الديمقراطي المستدام، ومحصنة للهوية الوطنية،وعلى الإسلاميين إطلاق الحوار الشامل مع كل القوى السياسية والمجتمعية للتوافق حول محددات ومهام إدارة المرحلة الانتقالية بكفاءات وطنية مستقلة، والضغط لمنع أي اتفاقات ثنائية تفضي إلى محاصصات وأدلجة جديدة لما تبقى من المرحلة الانتقالية وصولا إلى مرحلة الانتخابات العامة وكذلك على التيار الإسلامي الوطني الانتشار الكثيف وإدارة حوار عميق مع التيارات الشبابية والطلابية لإعادة بناء الثقة مع هذه الشرائح والتي تشكل الغالبية من المجتمع وجذبهم للتنظيمات الإسلامية، وانهاء عملية التوظيف السالب لهم من قبل القوى اليسارية ومجموعة قحت المجلس والدفع في تجاه عقلنة الشارع الثائر وإنهاء هدر الطاقات السالبة، وتحويلها إلى طاقات فكرية وبناءة داعمة للانتقال الديمقراطي المستدام.
(4)
ان التحدي الاستراتيجي الذي يواجه التيار الإسلامي الوطني ضرورة صيانة وحدة السودان من مخاطر التفكيك، والوقوع في اتون الاحتراب الاهلي، ولذلك فإن تحقيق هذه المقاصد الوطنية تستدعي وحدة التيار الإسلامي الوطني إلى تنظيم جديد وفي طليعته قيادة جديدة.

اترك رد

error: Content is protected !!