ما وراء الخبر / محمد وداعة

المؤتمرالسودانى … موقف الواهمين (2)

▪️هل يوجد نظام بائد و فلول فى منازل المواطنين التى تم احتلالها ، وهل هذه المرافق التى دمرت مملوكة للفلول ؟
▪️تحديدآ من هى الاسماء التى يتواصل معها المؤتمر السودانى فى قوات التمرد ؟
▪️ما هى طبيعة الحديث الذى يتم فى هذه الاتصالات ؟
▪️هل نصحتم هذه القيادات بان هذه الافعال وضعتهم فى خانة اعداء الشعب السودانى قاطبة
▪️هل يعتقد المؤتمر السودانى ان الدعم السريع لا يزال جزءآ من العملية السياسية ؟
▪️المؤتمر السودانى تحاشى المطالبة بمحاسبة الدعم السريع و قياداته على الانتهاكات و الجرائم التى ارتكبوها ؟

محمد وداعة

كثير من القيادات السياسية والاصدقاء ، كان من رايهم ان تناولى لمنشور المكتب السياسى للمؤتمر السودانى ، اعطاهم اكثر مما يستحقون ، و انه كان على اهمال المنشور فهو لا يستحق ان اتناوله بالتعليق ،وهم يعلمون اننى ارحب و اناقش كل وجهات النظر و احترمها ، و مع ذلك ارى ان القاء الضوء على منشور المكتب السياسى للمؤتمر السودانى مهم لجهة انه صدر بعد (50) يومآ على الحرب ، كانت فرصة كافية للحزب لمراجعة موقفه منها ، وفقآ لسياقاتها ، و ليس فقط بترديد رواية ضعيفة عن الحرب و كيف بدأت ، وهل هى بين فريقين ؟ ، ام هى حرب نشبت لتمرد الدعم السريع وهو رسميآ و حتى المحاولة الانقلابية الفاشلة فى 15 ابريل و اندلاع الحرب يعتبر احد وحدات الجيش ؟ ، ليس بمرجعية الاتفاق الاطارى ، و انما حسب الوثيقة الدستورية 2019م ( حتى بعد التعديل ) ، وهى الدستور الذى يحكم الدولة و يحكم العلاقات بين المكونات العسكرية و المدنية بنص دستورى واضح يقرر دمج الدعم السريع فى القوات المسلحة ، اما التأسيس على افتراضات الاتفاق الاطارى ، فهى ليست ملزمة و لا يمكن العمل بها الا بعد الاتفاق النهائى و تنزيله الى دستور ، وهو قول الموقعين على الاطارى ، وهذا لم يحدث حتى اندلاع الحرب .
الحرب رسميآ لم تبدأ فى 15 ابريل كما ذهب الى ذلك حزب المؤتمر السودانى ، هذا الحزب ان لم يكن من بين اعضاءه خبراء فى شؤون الحرب كان عليه ان يستشير قبل ان يفتى فى الحرب ، بتاريخ 19 مارس 2023م استأجرت قوات الدعم السريع مبانى المدينة الرياضية بعقد ايجار موثق ، و حشدت فيها قوات كبيرة قدرت بثلاثة الف مقاتل بكامل عتادهم العسكرى ، و تم هذا بدون التنسيق مع القوات المسلحة ، بتاريخ 3 ابريل وصلت جرارات نقلت جنود من قوات الدعم السريع تمركزت فى مبنى هيئة العمليات فى الرياض ، بتاريخ 11 ابريل 2023م نشرت وسائل الاعلام ان قوات الدعم السريع حشدت (28) مدرعة من منطقة الزرق و نقلتها الى الخرطوم ، و تمركزت فى المدينة الرياضية ، عززت قوات الدعم السريع من قواتها فى القيادة العامة ، القصر الجمهورى و المطار و الاذاعة و التلفزيون ، و حشدت قوات ضخمة فى شارع النيل و كبرى الحديد ، كل هذه الاعمال حدثت قبل يوم 15 ابريل 2023م وكل هذه الاعمال تعتبر اعمال حربية وفقآ لقوانين الحرب ،
بتاريخ 12 ابريل 2023م اندفعت حوالى (130) تاتشرمسلحة بالثنائى و الرباعى و مضادات الدروع ، قطعت (400) كلم الى مروى و ارتكزت فى مزرعة قيل انها مملوكة لحميدتى ، وفى صباح يوم 13 ابريل 2023م قامت بمحاصرة المطار و القاعدة الجوية ، و اتخذت وضع هجومى ، هذا تم دون اى تنسيق او اخطار للجيش وهو الوضع المتبع فى اى تحركات عسكرية للدعم السريع ، قائد الفرقة ( بالرغم مما قيل عنه ) طلب من قائد هذه القوات الانسحاب لمخالفته التقاليد العسكرية المتبعة وهى التبليغ للفرقة ، بتاريخ 15 ابريل و بتوقيت متزامن مع دخول قوات الدعم السريع الى بيت الضيافة و الانتشار فى المطار ، هاجمت هذه القوات مطار مروى و القاعدة الجوية ، هذه وقائع و حقائق معلومة للكافة ،
و بعد ، بدأت الحرب بسيناريو الانقالاب وفشلت عملية تصفية القيادات العسكرية و السياسية ،لم تستطع القوات المتمردة احتلال القيادة العامة و السيطرة على معسكرات الجيش ، و عجزت عن تشغيل الاذاعة و التلفزيون فدمرت اجهزة البث ، و لم يصل الدعم الخارجى الموعود ، انهارت الخطة ، اتجهت المليشيات المتمردة الى الاحتماء بالاحياء السكنية ، احتلت المستشفيات و جعلت منها مراكز عسكرية ، نهبت البنوك و الاسواق ، دمرت الجامعات ومحطات الكهرباء و المياه ، هاجمت المنازل و طردت ملاكها و نهبتها و دمرتها و اتخذتها ملاجئ ، هذه المليشيا حرقت سجلات القضائية ، المحاكم ، الاحصاء ، وزارة التعليم ، المتحف القومى ، الاستشارات الصناعية ،كل هذه الاماكن و المرافق استبيحت و لم يكن فيها جيش ، حوداث الاغتصاب ، القتل و السحل ، تفتيش المواطنين على الطرقات ، اعتقال المدنيين و المعاشيين ، فتح السجون و اخراج النزلاء ، استهداف بنك السودان و مطبعة العملة ، هذه جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية يحرمها و يحاسب مرتكبها فى المحاكم الوطنية و الدولية ، ينبغى على المؤتمر السودانى ان يوضح ، هل يوجد نظام بائد و فلول فى منازل المواطنين التى تم احتلالها ، وهل هذه المرافق التى دمرت مملوكة للفلول ؟
هل تعتبر القوات المتمردة بعد هذه الافعال طرف فى معادلة الحرب و السلام ؟ هل تصلح هذه العصابات المجرمة للدمج فى الجيش ؟ و هل للاخوة دقلو مكان فى السودان بعد هذه الانتهاكات التى اقترفتها قواتهم ؟ يزعم منشور المؤتمر السودانى بان الحزب على تواصل مع قيادة القوات المسلحة و مع قيادة الدعم السريع ، هل يستطيع الحزب ان يعلن عن الاسماء التى يتواصل معها ؟ و فيما يتحدث معهم ؟ و اذا كان هناك مثل هذا التواصل ، هل نصحتم هذه القيادات بان افعالهم قد وضعتهم فى خانة اعداء الشعب السودانى قاطبة ؟ و هل طلبتم منهم القاء السلاح ؟ هل يعتقد المؤتمر السودانى ان الدعم السريع لا يزال جزءآ من العملية السياسية ؟ لماذا تحاشى المؤتمر السودانى المطالبة بمحاسبة الدعم السريع و قياداته على الانتهاكات و الجرائم التى ارتكبوها ؟

( الساكت عن الحق شيطان اخرس ) ،
7يونيو 2023م

اترك رد

error: Content is protected !!