اسامة عبدالماجد

¤ قبل ثلاثة ايام وجهت شرطة الجزيرة، إنذاراً شديد اللهجة لعصابات (9 طويلة) وغيرها.. وأعلنت شروعها في استخدام سلاح التشهير لفضح مرتكبي تلك الجرائم بتصويرهم كي يراهم كل العالم.. ونوهت على منصة (فيسبوك): (أما بالنسبة للناس التي تقول إن هذا تشهير وانتهاك حقوق شخصية.. فنحن نتعامل بشفافية لأن السرقة وترويع المواطنين تحت تهديد السلاح أكبر مُهدد وفيه انتهاكٌ أيضاً للحقوق).
¤ أحيي الشرطة التي تقوم بجهود كبيرة على قرارها الجرئ.. واتمنى ان يعمم على كل الولايات.. وسعدت جدا بالقرار ، سيما واني دعوت لاستخدام هذا المنهج في هذة الزاوية يوم 26 فبراير الماضي.. حيث كتبت تحت عنوان (لصوص الزلازل).. وبهذه المناسبة نعيد ماسطرناه

• + + + + + +

¤ شاهدت ثلاثة مقاطع فيديو قصيرة تظهر قوات نظامية ومدنية تركية وهي تضرب وتصفع من تم القبض عليهم بسبب اعمال سرقة ونهب.. طالت المساعدات الانسانية، التي وصلت للشعب التركي المنكوب بفعل الزلازل.. استوقفني فيما رأيت امرين.. ان عمليات الضرب والركل كانت تتم بوحشية.. والثاني عملية التشهير الموثقة صورة وصوت للذين قيل انهم نهبوا المساعدات الانسانية.
¤ لاحظت ان المجموعة كانت تركل وتضرب بعنف مفرط وقسوة شديدة كان يبدو عليها الغضب الشديد.. وكانوا يصيحون في وجه من قيل انهم جناة.. وكأن لسان حالهم يقول (انتو في شنو و الناس في شنو؟) .. عشرات الآلاف راحوا جراء الزلزال واضعاف تلك الاعداد اصيبوا.. وحدث دمار شامل انها كارثة بكل ماتحملة الكلمة من معنى.
¤ قد يرى البعض انه كان الأوفق ان ياخذ القانون مجراة.. وان لا يشاع اخذ الحق بالقوة.. ولا مبرر للتشهير.. لكن في تقديري ان الدمار الذي حاق بتركيا كان كفيلا بان تقدم تلك القوات على ما اقدمت عليه من ضرب وتشهير.
¤ اننا في السودان بحاجه ماسة لاتباع النهج التركي في ضرب اللصوص والتشهير بهم.. وهي ليست دعوة لتغييب القانون.. لكن للترهيب حتى يتم اعمال القانون لاحقا.. هب ان كل مجموعة ضبطت شراذم (تسعة طويلة) و (ادوهم علقة) ساخنة وقاموا بتصويرهم.. مؤكد لن يجرؤ اخرين على السرقة والنهب.
¤ دعكم من اللصوص الصغار.. لماذا لا يتم تصوير مهربي الوقود والذهب وتجار العملة.. بل ومرتكبي جرائم الاغتصاب؟.. كلها جرائم خطيرة وتحتاج لعقاب رادع.. ليس فيه رأفة او مجاملة.
¤ صحيح توجد قيود ومحاذير بشان مسألة التشهير.. واحيانا لا تطبق عقوبة التشهير إلا بعد صدور حكم من السلطات القضائية بجوازه.. وقريبا من ذلك النشرات التي تصدر في الصحف لمتهمين هاربين مصحوبة بالصورة.. والتي تتم باذن نشر صادر من النيابة.
¤ ان تركيا كانت في امس الحاجة للمساعدات .. قاذا علم الخيرين من الدول الصديقة والشقيقة ان الاغاثة تذهب الى (الجيوب) لا مواطن (منكوب).. دون شك ستتضرر تركيا وفي ذلك مساس بسمعتها دوليا واقليميا.. وكم من دول اتهمت حكوماتها باكل أموال المساعدات.. مثلما حدث مع سوريا المغلوبة على امرها.
¤ قد تتسبب عمليات السرقة في احجام المساعدات المقدمة هذا حال لم تنقطع.. وبالفعل علق الجيش النمساوي والهيئة الفيدرالية الألمانية للإغاثة الفنية عمليات الإنقاذ في جنوب تركيا.. بسبب ما قيل إنه وضع أمني يزداد صعوبة.. جراء عمليات النهب.
¤ يجب ان نتدارس سويا امر التشهير بالمفسدين واللصوص ومنتهكي الاعراض.. لابد من ايقاف الفوضي وحالة الترويع التي انتشرت ببلادنا بشتى الطرق.. وكما قيل فان التشهير بالفساد يقوم بتعرية الفاسدين من الأغلفة التي يتخفون وراءها ويظهرهم على حقيقتهم.. في تركيا حول الفنان مكسيم خليل حسابه على إنستغرام إلى منصة لمساعدة ضحايا الزلزال.. ونادى بفضح (سارقي المساعدات)
¤ التشهير اقوى اسلحة لضرب المفسدين واللصوص.. كما انه يحقق ردع عام في المجتمع.. لا يكغي فقط ان نقوم بالكتابة عن وجود فاسدين ولصوص هنا وهناك دون ان نقدم حلولا.. وان كانت تبدو قاسية، او مرعبة.. أويختلف معنا البعض في اساليب المعالجة للتعامل مع المفسدين والمجرمين.
¤ ومهما يكن من امر لنجرب التشهير ولو على بعض انواع الجرائم لا الفئات التي تقوم بتلك الافعال.. حتى لا يقال ان الحكم والعقاب يطال (الصغار) ويتجاوز (الكبار).
سبب أخر :
اللهم هيئ قلوبنا لرمضان حُباً للعباده وفرحاً بقدومه وتقديراً لفضله.. شهر مبارك عليكم