رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

الزعم الملغوم: لقاء كرتي حميدتي

إبراهيم الصديق على

(1)
لا أعتقد أن نشر إشاعة لقاء سري بين أمين عام الحركة الإسلامية على كرتي وقائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ، مجرد إدعاءات كاذبة أو خطرفات مغرضة ، ففي ظل تعقيدات كثيرة داخلية وخارجية، فإن صناعة المحتوى تتحول لجزء من صراع المواقف والتجاذبات السياسية ذات المدى البعيد والقصير…
ومع إستبعاد فرضية اللقاء بمقتصيات المنطق والواقع، فلا التوقيت مناسب أو البيئة السياسية تسمح بذلك، فإن الزعم المنشور وتداوله السريع يهدف لإعادة خلط الأوراق السياسية والتنافس المحموم بين أطراف تبحث عن حاضنة..
(2)
فمنذ ٢٥/تشرين الأول / أكتوبر ٢٠٢١م دخلت البلاد في معادلة جديدة تتطلب حاضنة سياسية ونشطت في ذلك أطراف متعددة، داخلية (قوى التوافق) وخارجية (الآلية الثلاثية) و مبادرات إشفاق (نداء السودان ومبادرة عقار وآخرين)، وكل طرف محل توظيف وتكييف الظرف..
وغير خفي ان أطراف السعي (على تباعد)، بينما قاعدة فولكر في حواراته وحتى (تزوير) البيانات هادفة لإعادة الحرية والتغيير وبذات الوثيقة الدستورية، كما أن قائد الدعم السريع ميال إلى ضمان مشاركة أطراف دون أخرى (حزب الأمة والمؤتمر السوداني)، فإن هناك قاعدة بين العسكر ترفض الحرية والتغيير جملة واحدة تأسيساً على متغيرات الواقع (إنقسامات، وقلة الخبرة وقلة الفاعلية الشعبية والمواقف العدائية ضد الأجهزة الأمنية)، هذه التعقيدات بحاجة لجمع وطرح.. كما أن مدة الانتظار تطاولت..
(3)
ومع كارثة السيول والفيضانات وحجم الخسائر وإكتشاف غياب المؤسسات ، فإن الإسراع فى تشكيل حكومة أصبح أمراً أكثر إلحاحاً، ولهذا برزت مزاعم كثيرة، لفرز المواقف وفتح مسارات جديدة في الأفق المسدود..
ومن ذلك الزعم بلقاء قائد الدعم السريع مع أمين عام الحركة الإسلامية، و كما وردت أحاديث لقاءات (بالليل) كما أسماها اركو مناوي بين قحت والعسكر.. فإن مناخ الزعم متاح ومشرع على إحتمالات كثيرة..
(4)
قد لا يناسب المرحلة الراهنة بناء المواقف على توليفات محددة أو قاعدة حزبية أو تحالفات مرحلية ، وإنما على مشروع وطني جامع يستوعب الجميع ويحقق إنتقال سلس إلى إنتخابات معبرة عن إرادة الأمة، فليس من المصلحة البحث عن الشركاء، بينما حال البلاد والعباد من بؤس إلى بؤس…
لنعود للشعار القديم (العسكر للثكنات والأحزاب للإنتخابات) وليكن ما تبقى من هذه المرحلة الإنتقالية لحكومة مهام قصيرة للعبور الآمن إلى إرادة مدنية ديمقراطية، بينما تؤسس التحالفات للدخول في معركة الإنتخابات والتنافس لكسب قاعدة ذات مشروعية..

اترك رد

error: Content is protected !!