ما وراء الخبر / محمد وداعة

الجيش يكسب الحرب.. الاحزاب تخسرالشعب

▪️سكوت مجموعة الاتفاق الاطارى على انتهاكات و جرائم القوات المتمردة غير مفهوم
▪️اكثر المتفائلين لم يتوقع تدافع آلاف الشباب للانخراط طوعآ فى معسكرات التدريب ،
▪️الموقف الوطنى الصحيح من الحرب سيحدد ملامح الاصطفاف السياسى فى المرحلة القادمة
▪️على القوى السياسية الاستفادة من اخطائها ، و مغادرة محطة الاوهام و الاستعانة بالاجنبى و العودة لحظيرة الوطن
▪️الشعب السودانى لا يرى اى وجود للقوات المتمردة و قادتها من اسرة آل دقلو فى مستقبل السودان ،
▪️المعادلة السياسية و توازن القوى الجديد يرجح بقاء الجيش خارج الثكنات لفترة طويلة ،

محمد وداعة

خسائر فادحها سببها انقلاب حميدتى على الجيش ، و اصراره على حرب شاملة زج فيها بكل الموارد المتاحة ، مائة الف او يزيدون من المقاتلين ، الاف العربات المقاتلة و المدرعات والمليارات من الدولارات بالاضافة الى الامدادات الضخمة التى وصلت عبر الحدود بعد اندلاع المعارك ، دعم سياسى خارجى و داخلى تمثل فى وقوف فولكر و الرباعية والقوى الموقعة على الاتفاق الاطارى ، بالاضافة الى تحول وجهة بعض الدول الى اتخاذ مواقف مدفوعة الاجر لصالح القوات المتمردة من دول الاياد و الاتحاد الافريقى، هذه الدول منها من استلم اموالآ طائلة ، بعضها موعود من حميدتى بحصة من موارد و ارض السودان ، و منها من يرى فى استمرار هذه الحرب انهاكآ للجيش السودانى و تقزيم دوره و تفكيكه فى نهاية الامر ، خسائر فادحة فى الارواح و الممتلكات ، نزوح و تهجير قسرى وتطهير عرقى و ابادة جماعية، سرقة و نهب للمواطنين ، احتلال بيوتهم و اغتصاب للنساء و اذلال للرجال ، اعتقال الاف المدنيين و تعذيبهم ، آثار نفسية و اجتماعية مدمرة بسبب الانتهاكات و الجرائم التى ارتكبتها القوات المتمردة ، تلفت الشعب فلم يجد قوى الاطارى بجانبه ،

مع الاسف القوى السياسية الموقعة على الاطارى خسرت الشعب السودانى ، هذه القوى لم تخف وقوفها و تعاطفها مع المتمردين ، و لم تستطع ادانة الانتهاكات الجسيمة و الجرائم التى ارتكبتها قوات حميدتى فى اى منطقة تواجدت فيها بما فى ذلك العدوان على ممتلكات و مقرات هذه القوى نفسها وهو امر غير مفهوم ، و هذا الموقف تسبب فى اختلافات و انشقاقات داخل هذه القوى مما ينذر بانقسامات حادة فى صفوفها قريبآ ،
بعض القيادات تسببت فى قطيعة ليس بينها و بين عامة الشعب فحسب ، بل وصل الامر الى قواعدها ، فبينما تم توثيق وجود بعض كوادر هذه القوى فى صفوف المتمردين ، شاركت الاغلبية منهم فى دعم الجيش عبر الانخراط فى معسكرات التدريب ، او بتقديم المعلومات عن تحركات المتمردين و اماكن تمركزاتهم ،
المزاج العام السودانى بكلياته ضد القوات المتمردة ، لا يوجد شخص لم يتضرر مباشرة او بطريقة غير مباشرة من جرائم المتمرديين مما اوجد قطيعة كاملة بينها و بين الشعب السودانى ، هذه المعركة اظهرت جهلآ فاضحآ فى تفكير بعض القيادات السياسية ، فانحازت ضد المنطق و التاريخ ، و هى بلا شك لا تفقه و لا تفهم اسس الصراع السياسى و الاجتماعى فى السودان ، و لا كيفية ادارة هذا الصراع سلميآ لمصلحة التنوع و التعايش السلمى بين الفئات المختلفة ، وهو امر لا يتأتى الا عبر مؤتمر دستورى بمشاركة كل السودانيين للاتفاق على اعادة بناء و هيكلة الدولة السودانية ،

قطعآ لا ديمقراطية بلا احزاب، و لا يمكن المضى قدمآ فى التحول الديمقراطى بدون قوى سياسية و منظمات مجتمعية ، المؤسف ان هذه القوى السياسية تكبدت خسائر فادحة و جفوة فى علاقتها بالشعب السودانى ، المراقب لمواقع التواصل الاجتماعى يلاحظ ان عدم التعاطف مع هذه القوى تحول الى عداء وصل حد التخوين ، فى وقت يتقدم الجيش ، ليس فى المعركة فحسب ، بل وجد دعم سياسى و التفاف جماهيرى غير مسبوق ، اكثر المتفائلين لم يتوقع تدافع آلاف الشباب للانخراط طوعآ فى معسكرات التدريب ، الخارطة السياسية تتغير ، الشارع يتغير، ما كان سائدآ قبل الحرب لا وجود له فى المستقبل، المعادلة السياسية و توازن القوى الجديد يرجح بقاء الجيش خارج الثكنات لفترة طويلة ،
الجيش رغم الخسائر و التضحيات سيزداد قوة بعد انهاء الحرب ، القوات المتمردة تتجرع هزيمة قاسية ،الجيش المنتصر يمتلك شرعية الانتصار و التفويض الشعبى ، الالاف الذين قاتلوا مع الجيش لن يذهبوا فى اجازة بعد انتهاء القتال ، الموقف الوطنى الصحيح من الحرب سيحدد ملامح الاصطفاف السياسى فى المرحلة القادمة ، تعامل القوى السياسية يجب ان يستصحب هذه المتغيرات ، على القوى السياسية الاستفادة من اخطائها ، و مغادرة محطة الاوهام و الاستعانة بالاجنبى، و العودة لحظيرة الوطن ، وان تجد طريقة للتصالح مع النفس و الشعب ، هذا يتطلب نقدآ ذاتيآ و اعتذارآ علنيآ ، هذه القوى السياسية مطالبة بادانة جرائم و انتهاكات القوات المتمردة ، كما عليها ان تدرك ان الشعب السودانى لا يرى اى وجود لهذه القوات و قادتها من اسرة آل دقلو فى مستقبل السودان ، القوى السياسية الموقعة على الاطارى تخسر يوميآ من قواعدها ومن التعاطف الشعبى جراء موقفها السالب مما يتعرض له الشعب من عدوان المليشيا المتمردة ، هل تستطيع هذه القوى ان ( تزعم) انها تمثل الشعب ؟ اذهبوا الى حلفا و بوتسودان و مراكز الايواء فى الجزيرة و نهر النيل و الشمالية ، سترون و تسمعون ما لا يسركم ، ايها القوم ادركوا انفسكم ، انكم تخسرون ،
15 يوليو 2023م

اترك رد

error: Content is protected !!