ما وراء الخبر / محمد وداعة

التفاوض مع المتمردين .. قلة حيلة


▪️لا جدوى من اى عملية سياسية بمشاركة او وجود الدعم السريع،
▪️قوات التمرد لن تخرج من البيوت و المستشفيات و لن تلتزم بقواعد الاشتباك
▪️السودانيين يعتبرون ان مجموعة الاتفاق الاطارى حرضت على الانقلاب و الحرب ، و لم تجرؤ على ادانة انتهاكات و جرائم قوات الدعم السريع


محمد وداعة

جهات خارجية و داخلية ، تطرح سيناريوهات متعددة للحوار و التفاوض مع الدعم السريع المتمرد ، قوى سياسية من بينها مجموعة المجلس المركزى ، وبعض اطراف سلام جوبا ، بتبريرات فطيرة و مشينة تتحدث عن عملية سياسية لايقاف الحرب وفقآ للوضع الحالى و تتبنى اوهام الدعم السريع بسيطرته على (90%) من ولاية الخرطوم ،كما تدعى ان طرف ثالث قد بدأ الحرب ، هذه القوى تغض الطرف عن محاصرة مطار مروى يوم 13 ابريل ، و لم تسمع بايجار المدينة الرياضية يوم 29 مارس ، و انكرت جلب المدرعات من الزرق يوم 11 ابريل ، ومع الاسف فان قوى الاطارى باتت مختطفة من خمسة اشخاص يتحكمون فى الاتصالات و يحتكرون المعلومات ، مجموعة الخمسة تعتقد انها لم تشاهد فجر يوم 15 ابريل بصحبة عبد الرحيم دقلو فى فناء منزل حميدتى ، هذه القوى تتناسى اتفاق جدة و نصوصه الواضحة فى الزام ( الطرفين ) بقواعد القانون الدولى الانسانى ، و البرتوكول الاضافى الذى حدد قواعد الاشتباك فى مناطق المدنيين ، وحظر الاحتماء بالمدنيين و اتخاذهم دروعآ بشرية و تضمن اتفاق الهدنة نصوصآ واضحة تلزم القوات المتمردة بمغادرة بيوت المواطنين و الخروج من المستشفيات و ايقاف السلب و النهب ، و الخروج من المرافق الخدمية و المدنية ،

القوات المتمردة لم و لن تلتزم بما وقعت عليه ، بل توسعت فى كافة انواع الانتهاكات وعدم اخلاء البيوت و المستشفيات ، استمرار النهب و السلب ، الاغتصابات ، و ارتكاب كافة جرائم الحرب ، و الجرائم ضد الانسانية، و خصوصآ ما جرى من فظائع فى الجنينة و تصفية والى غرب دارفور و التمثيل بجثمانه و بث هذه الجريمة النكراء على الهواء ،
الشعب السودانى العظيم قدم تضحيات هائلة و جسيمة ، الاف القتلى و الجرحى ، الاف الاسرى و المعتقلين ، ملايين النازحين ، اخرجوا قسرآ من بيوتهم ، نهبت اموالهم ، فقدوا مصادر رزقهم ، توقف دولاب العمل فى الدولة الا القليل ، الالاف من المعلمين و اساتذة الجامعات بدون مرتبات ، حوالى (800) الف من موظفى الخدمة المدنية، آلاف المحامين ، ملايين الطلاب ، الحرفيين و عمال اليومية ، مصانع نهبت و حرقت ، شركات توقفت عن العمل ، موسم زراعى مهدد بالفشل ، بالاضافة الى الاضرار الاجتماعية و النفسية ، ومع ذلك انخرط مئات الالاف تطوعآ فى معسكرات التدريب لمساندة الجيش و دفاعآ عن انفسهم و اموالهم و اعراضهم ، خبراء قدروا الخسائر المادية فى القطاع المدنى وحده بحوالى (100) مليار دولار ، كيف تعوض هذه الخسائر ؟ من يجبر الضرر؟ ومن سيقوم باعادة البناء؟
من يتحدثون عن الحوار وعن استعادة العملية السياسية لا يتحدثون فى هذه القضايا الرئيسية ، يقولون وقف اطلاق النار و اطلاق عملية سياسية ،كيف ؟ نعم لوقف اطلاق النار الذى يتيح للمواطنين العودة لبيوتهم بخروج القوات المتمردة منها و من الاحياء و الشوارع ، لا قيمة لوقف اطلاق النار دون اخلاء المستشفيات و المرافق الخدمية من القوات المتمردة ، و لا مجال لعملية سياسية تبحث وقف اطلاق النار ، و لن يقبل الشعب السودانى مناقشة دمج القوات المتمردة ، تغييرات ضخمة فى الوعى و الوجدان السودانى تجاه قوات التمرد التى اتضح ان معظمها من المرتزقة الاجانب ( نهابة و غنامين ) ، و حشية و قسوة و حقد ، لم تشهده اى حرب منذ بدء الخليقة ، و لذلك فقدت قوى سياسية عديدة احترامها و مكانتها وسط ( جماهير شعبنا ) ،غالبية المواطنين يعتبرون مجموعة الاتفاق الاطارى حرضت على الانقلاب و الحرب ، و لم تجرؤ على ادانة انتهاكات و جرائم قوات الدعم السريع ، و يستنكرون ظهور بعض عضوية هذه القوى و هى تقاتل ضمن القوات المتمردة ، يتحسرون بألم ( زاعمين ) ان ما فعله حميدتى فى ثلاثة اشهر ، لم يفعله البشير خلال ثلاثون عامآ ، لا جدوى من اى عملية سياسية بمشاركة او وجود الدعم السريع، هذه العملية لن تجد القبول من الشعب السودانى ، و سترفض بشدة ،بما فى ذلك مقاومتها بالسلاح، و ما فيش حد احسن من حد،
3 اغسطس2023م

اترك رد

error: Content is protected !!