ليمانيات / د. إدريس ليمان

التغرير يُوجٌبُ الندامة سيِّدى الرئيس ..!!

جاء فى بيان القوات المسلحة ( أنٌَ الخائن المتمرد كيكل قد إنحاز لجانب الحقِّ والوطن بعد مغادرته لصفوف المتمردين .. !! ) وهذا أمرٌ مفهوم .. لكن أن يأتى فى ذات البيان ( مقرراً القتال جنباً إلى جنب مع قواتنا المسلحة ..!! ) فهذا هو الذى إستعصى علينا فهمه ..!! كما جاء فى ذات البيان عفو السيد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة عن أىٌّ متمرد ينحاز لجانب الوطن ..!!
سيِّدى الرئيس لا تكن قائداً متخاذلاً يُؤخِره العجز ويقطع عليه الطريق فى المنتصف ..!! ألم تقرأ فى سِيَر الأقدمين بأنَّ الحزم مِنْ أنفس الحظوظ ..!!؟ ألَمْ تعلم بإنَّ بأن تلك المليشيا التى أعلنتم العفو عن قادتها حال إنحيازهم لجانب الوطن قد أحدثت جروحاً عميقة فى جسد هذا الشعب المكلوم بعد أن سبقت رغبتها إرادتها ، وجمعت الحُجج والمبررات للخروج عن سلطان الدولة السودانية وإيذاء أهلها ..!! فهل بعد كل تلك الخيانة التى أدَّت إلى تدمير إنسان السودان وإهانته وجرح كبريائه ، وبعد كل هذا العمل الخؤون الذى يعكس الإنحلال الأخلاقى للمليشيا الذى عرّض الأمة السودانية بأكملها للضياع ..!! فهل بعد كل ذلك تريدون من الخونة أن يكونوا جزءًا من مؤسستنا العسكرية ومن حياتنا ..!!؟
إنَّ منطق الخيانة العظمى الذى يُناقض قيم الإنتماء للوطن إذا ما تم السكوت عنه بالعفو سيٌّدى الرئيس فإنّ ذلك يُشجع كل من يزعم أنه مغبون كى يرتكب جريمة الخيانة العظمى ضد بلادنا ، وستظل عُرضة للتهديد من الداخل .. فالخيانة خبث لا تُطيبه العطور وعارٌ لا تغسله البحور .. !! فهذا الذى تريدونه أن يُقاتل بجانب قواتنا المسلحة قد إستبدل الذى هو أدنى بالذي هو خير ، وباع عِزَّة أهله وكرامتهم الغالية بثمنٍ رخيص قبضه من إمامهم وأميرهم الهالك ، وفارق جميل خصال أهله فى الجزيرة والبطانة ، وسكن إلى القبيح وإرتكاب المظالم التى هى أعلى مراتب إستفزار مشاعر البسطاء الكرماء .
إنَّ الخائن كيكل وأمثاله سيِّدى الرئيس قد نبذهم الشعب ولن يهدأ له بال ويهنأ له عيش إلاَّ أن يرى عدالة الأرض قد إقتَّصت لهم منهم حتى يرتدع كل من تسول له نفسه يوماً ويفكر ببيع الوطن من أجل السلطة والمال ، فخيانة الوطن جريمة عظمى لا تُغتفر أبداً لأن المجنى عليه (وطن) وشعب بأكمله ..!! فأىِّ خلافٍ سياسى مهما كانت حِدّتِه يُمكن أن نجد لأصحابه مبرراً يستحقون به العفو سيٌّدى الرئيس إلاّ خيانة الوطن وقتل وتهجير أهله .. فلا أهلاً ولا مرحباً ولا تسامح مع الخائن أيَّاً كانت منزلته وأسباب خيانته .. فالوطن هو العرض والشرف ومن هان عليه وطنه هان عليه عرضه وشرفه ..!!
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .

الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤م

اترك رد

error: Content is protected !!