يستهل هلال السودان إبتداءً من يوم غد الثلاثاء سلسلة المباريات الإعدادية التي تسبق إنطلاقة بطولة الأندية الأفريقية الأبطال حيث يلتقي الأشانتي كوتوكو الغاني الذي يستعد هو الآخر لإنطلاقة الموسم الرياضي التنافسي الجديد.
تأخرت تأشيرات الدخول لبعثة الأشانتي التي كانت تستعد للسفر إلى إستكمال الإعداد في تركيا لذلك قرروا الحضور إلى السودان وقبول الدعوة التي قدمها لهم نادي الهلال من واقع التعاون والشراكة التي تجمع بين الناديين الكبيرين.
مثل هذه العلاقات الطيبة والمثمرة هي المطلوبة وعلاقة نادي الهلال مع أكبر الأندية الأفريقية والعربية تعتبر مثلاً يحتذى من كافة الأندية.
تحضرني هنا قيادة الباشمهندس الشاب محمد إبراهيم العليقي لبعثة نادي الهلال التي غادرت العام الماضي إلى جنوب أفريقيا .
ومن واقع العقلية الكبيرة التي يتمتع بها الباشمهندس العليقي فقد إستفاد من تلك الرحلة لبناء علاقات بين نادي الهلال ونادي ميمالودي صن داونز الجنوب أفريقي .
زار العليقي النادي وجلس مع إدارييه ووقف بنفسه على البنى التحتية والفروقات التي لاحظها بينهم وبيننا في السودان ولذلك عكف على دراسة مشروعه الذي بدأ بحلم وفي الوقت الحالي يجري الإنزال على أرض الواقع.
مثل هذه العقليات هي المطلوبة فكم من الإداريين يسافرون كل عام مع أنديتنا ومنتخباتنا ولكنهم لا يتفاعلون مع ما يشاهدونه في تلك الأصقاع والدول المختلفة ولذلك لم يسهموا في تطور الرياضة ببلادنا.
الأسفار مهمة جداً بالنسبة للإداري لأنها تتيح له المشاهدة والمقارنة والعمل على إيجاد الحلول للسلبيات التي ترافق المسيرة وهي بالطبع شيء حتمي ولا بد منه فقط يبقى البحث عن الحلول.
وبمباراة الغد الإعدادية يكون الهلال قد قطع شوطاً بعيداً في رحلة تجهيز الفريق للموسم المقبل وليس لمباراة سانت جورج وحسب .
الأشانتي فريق كبير وقد أكمل فترتين من فترات الإعداد التي حددها جهازه الفني وتبقت له الفترة الأخيرة والخاصة بالمباريات الإعدادية ولذلك نتوقع أن تأتي مباراته أمام الهلال قوية وبالتالي تتيح للجهاز الفني بقيادة المدرب الكنغولي فلوران أبينجي فرصة الوقوف على نقاط القوة والضعف وإختيار الطريقة المثلى التي تتناسب واللاعبين المتاحين أمامه في كشف الهلال.
ومن المنتظر أن يخوض الهلال مباراة ثانية أمام الأشانتي ثم مباراة أمام هلال الساحل وأخرى أمام الأهلي الخرطومي وكلاهما يمثلان الكرة السودانية في بطولة كأس الإتحاد الإفريقي .
مثل هذه المباريات لا ينظر خلالها إلى النتائج فقط النظر يكون إلى خطوط اللعب والجاهزية البدنية للاعبين والوقوف على نقاط الضعب لوضع الحلول الناجعة لها ونقاط القوة لتعزيزها.
وعلى جماهير الهلال التدافع صوب الجوهرة الزرقاء لتشجيع ومؤازرة اللاعبين خلال مباراة الغد وذلك لسببين أولهما إرسال رسالة تطمين للجهاز لفني الجديد والمحترفين بأنهم في النادي الذي يحقق لهم آمالهم وطموحاتهم بفضل جماهيريته الكبيرة فعلاً لا قولاً والسبب الثاني هو تشجيع اللاعبين للظهور بأفضل ما عندهم.
الهلال قادر على إستعدال الصورة المقلوبة والعودة أقوى من ذي قبل وبأسرع مما يتخيل البعض.
