✍️ العميد د.الطاهر ابوهاجة
المادة الإعلامية المبثوثة عبر القناة الرسمية للدولة(تلفزيون السودان) بلا شك هي محل إهتمام ومتابعة من كل الجمهور السوداني والرأي العام العالمي لذلك من الضروري أن تكون هذه المادة قائمة على المبادئ العامة لاستراتيجية الدولة الإعلامية المرسومة علي ثوابت متفق عليها بين كل السودانيين وغير مقيدة بذهاب مدراء المؤسسات الإعلامية الحكومية أو بقاءهم في مناصبهم..
الخطوط الحمراء في الدول ذات السيادة ليست خطوطاً كنتوريه وهمية أخترعتها وفرضتها تعليمات عسكرية وإنما هي خطوط حقيقة نابعة من وجدان الشعوب المحبة لاوطانها ومؤسساتها العسكرية كما هو حال الشعب السوداني…
الفطرة السليمة هي أن يكون المدنيين من أبناء شعبنا أكثر حرصاً من العسكريين على سيادة الدولة وهيبتها لذا يغضبون عندما يجدون أن تلفزيونهم القومي يتجاهل أخبار القوات المسلحة أو يفتح المجال لتعرض لها ولقادتها بصورة غير جميلة كأن تبث أخبار القائد العام في ذيل النشرة الرئيسة وهو رئيس البلاد والتلفزيون مملوك لحكومة السودان….
كانوا يحاجوننا بأن للأخبار الأخرى أهمية دون أخبار رئاسة المجلس السيادي فستعجبنا أي أهمية تلك التي تضع رأس الدولة في ذيل الأخبار…
تراتبية برتوكول الأخبار كان يمكن أن يأخذ معيار عدم أهمية أخبار رئاسة الدولة إذا كانت الوسيلة الإعلامية التي تبث الخبر خاصة ولكن تلفزيون السودان وسيلة حكومية تخضع لبرتوكل الدول وتحفظ قيمة المقامات الوظيفية فيها …
الغريب أن القنوات الخاصة تضع إعتباراً وتهتم بالبروتوكول ووضعية المناصب السيادية والتنفيذية في الدولة أكثر من القناة الرسمية أحياناً، هذا فضلاً عن تضخيم المظاهرات وتوجيه القناة الرسمية لدولة لتسبح عكس التيار والواقع….
عدم إهتمام التلفزيون القومي بتحرير الفشقة وزيارات القيادة العسكرية لها وتسخير القناة الرسمية واستخدامها بصورة واضحة وإستغلالها لتعمل ضد الدولة وضد الحكومة وضد رأس الدولة بلاشك أمور يرفضها كل وطني غيور…
أروني في أي دولة يحدث هذا؟!؟
انظروا إلى كل دول الجوار بل انظروا لتاريخ اعتى الديمقراطيات واعتى الديكتاتوريات فهل ستجدون مثل هذا؟!
هل سيحدث مثل هذا في بريطانيا أو النمسا أو ألمانيا أو أمريكا أو روسيا وبينكم الآن الحرب الروسية الأوكرانية وكيف يتم توظيف الآلة الإعلامية الوطنية في خدمة أهداف الدولة العليا …
الخطوط الحمراء ليست وهمية وإنما هي موجودة في كل العالم لذلك الفترة القادمة سيكون هنالك تفعيل لميثاق الشرف الصحفي وتفعيل القوانين واللوائح التي تحكم عمل كل القنوات الإعلامية وغيرها، لا للحد من الحريات وإنما للحد من الفهم الخاطئ للحريات وجرائم النشر، لابد أن يكون هذا الأمر أمراً جلياً واضحاً…
تجربة قحت الأولى كانت خارج المألوف، حيث أتت بما لم يأت به الأوائل، لكن تلك أمة خلت لها ما كسب ولا نسأل عن ما كانوا يعملون …
سيتم بإذن الله تطوير القنوات الإعلامية القومية حتى تجبر للمتابعة بما تقدم من برامج جذابة تتصف بالمهنية العالية والوطنية التلاحميه وعملها المخلص من أجل تماسك الجبهة الداخلية وعملها الدوؤب على سد الذرائع والإهتمام بالمشروعات التنموية الكبرى ومعالجة قضايا الإقتصاد والتوافق الوطني و التنمية والطفل والمرأة والمشروعات الزراعية الضخمة والاهتمام من قبل ومن بعد بالأمن القومي لأن التفريط فيه إنما هو هلاك للعباد والبلاد وغيرها من البرامج التي تبعث الأمل وتشحذ الهمم وتخرج السودان من أزمته الحالية
تصحيح مفهوم مدنيين وعسكريين يحتاج لهمة وإخلاص اعلامي يبين لناس أن الجيش خرج من رحم الشعب والشعب هو السند الحقيقي لموسسنه العسكرية…
فلا مدنية يمكن أن تتطور و تنمو دونما جيش قوي بمعنويات عالية وثقه في القيادة واحساس حقيقي بوجود الشعب في ظهره معضدا وداعما…
مطلوب من التلفزيون القومي دور كبير لابد أن نتكاتف جميعا حتى ينجح..
فتح أبواب الحوار الإعلامي وتفعيل الورش العلمية للخرو برؤي وفهم جديد يوطن للحرية الديمقراطية دونما إفراط أو تفريط أمور مهمة تعبد الطريق نحو تحول ديمقراطي حقيقي يجمع ولايفرق، يبني ولايهدم، يبعث الأمل لا الإحباط…