رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

إتفاق وقف إطلاق النار: زاوية أخرى..(1-2)



د.إبراهيم الصديق

(1)
ردة الفعل السريعة على الإتفاق دون قراءة بنوده وتفاصيله أمر غير مستحب ، وإنتزاع بند واحد دون 24 آخر والتركيز عليه فيه إخلال بالمنظور الكلي ..
عموما ، لابد من النظر لهذا الإتفاق من زاوية هدف كل طرف حين انطلقت الشرارة في اليوم الأول وقال الجيش ان الهدف (إخضاع جماعة عسكرية تمردت) ، وكان هدف الدعم السريع (القبض علي البرهان وقيادة الجيش) ، وبإمكانكم معرفة بقية التفاصيل..

  • 85 % من قوة المليشيا تم تدميرها ،
  • وفقدت القدرة على السيطرة والهجوم ،
  • وتم قطع إمدادها ، و خطوط دعمها..
  • وتم ازاحة قيادتها ، بشكل أو آخر ..
  • ولم يبق سوى إتخاذ تراتيب دمج بقية القوة..
  • والمؤكد أن الدعم السريع لن يكون طرفا في أي معادلة أو عملية سياسية جديدة ، ولسبب بسيط ، لن تبدأ أى عملية قبل طي هذه الصفحة من خلال ترتيب أمر بما يؤدي ل(جيش وطني قومي موحد).. وهذا يعنى غياب اغلب الاسماء الآن أو تقليص تأثيرها وكثر من حولهم..
    وفي الجانب الآخر ، فإن الجيش أكثر تماسكا وترابطا ، وخطوط إمداد مفتوح وسيطرة في كل الولايات ، فما الضير في منحهم فرصة لإعادة حساباتهم وفحص محيطهم والعودة للرشد بعد اكتشاف الواقع ..
    أعتقد أن الكثيرين من جنود الدعم السريع يقاتلون في دائرة عمياء ، ليس لديهم اي معرفة بما حدث في الطرف الاخر من المدينة ، والهدنة فرصة لإجراء إتصال كفيل للإقتناع بخطوة التسليم..

(2)
ثم حقيقة أخرى ، ينبغي أبعاد الظلال السياسية عن الموقف العملياتي ، فلن تعطى حصيلة المواجهة صكا لقوة سياسية على حساب أخري ، صحيح تم إعادة ضبط المواقف وبناء قناعات جديدة حول مواقف بعض التيارات مما يقتضي أخذ الحذر واليقظة أكثر ، كما أكد على ضرورة إستصحاب الجيش للحاضنة الإجتماعية في مسار الاحداث والمشهد ، فالريف الذي استأثرت نخبة الخرطوم بالقرار هو من حمى ظهر الوطن ، والقبائل والمجموعات السكانية هي التى قامت بإسناد الجيش بوحدتها ومسارعتها بالمدد والقوافل..
وعرف الجيش ان الكيانات الوهمية كانت صناعة للتغبيش ومن ورائها ضرر بلبغ وان التغافل عنها كان خطأ كبير وجريمة في حق الوطن والحقيقة..
وتم فرز حقيقي لمعيار الوطنية ، و مكيال العمالة ، وهو أمر لا يخفى على فطن ..
7 أيام ، فترة قصيرة بحسابات الواقع ، وهي كافية لإختبار بنود كثيرة تنفيذها يعني الكثير وتحقيق الهدف بأقل الخسائر..
(3)
وكل هذا لا يعنى عدم صحة المخاوف من بعض البنود ، مع سوء نوايا بعض رعاة الإتفاق وما يمثلون من مشروعات وأجندة..
من الواضح ان ثمة الكثير من المخططات والضغوط لرهن العملية السياسية وفق خارطة معيبة ، ولا يألو السيد/ فولكر بيريتس رئيس اليونتاميس وآخرين لتمريرها ، دون الإعتبار لأى متغيرات ، وتقريره المتوقع يوم غد الإثنين شاهد على ذلك ، وهو أمر لابد من التعامل معه بأفق آخر ، دون لبس أو تردد فالوطن أكبر من هذه الرهانات قصيرة المدى والنظر..

اترك رد

error: Content is protected !!