الراصد / فضل الله رابح

أمام محكمة الضمير… كلهم مشوهون…!!

فضل الله رابح

إن ما حدث خلال حرب العشرة شهور الماضية بتفاعلاتها وأضرارها الداخلية والخارجية وضع كل العقول السودانية خاصة تلك التي تدعي النخبة السياسية المدنية أمام امتحان عسير وتحد جدي، وحتى يعود المجتمع السوداني قويا وقادرا علي تأمين وجوده وفاعليته بين الشعوب نحن بحاجة إلى من يوقظ كثيرا من الضمائر التي ماتت…

أصبت بحسرة وانا أراغب شباب زي الورد في الوقت الذي يطاردون فيه المرتزقة علي شوارع أم درمان يحاولون اصلاح ما أفسدته النخبة المدنية والطاغية (حميدتي) وإتفاقهم الإطاري، ذات النخبة السياسية التي سبق لشباب السودان أن وضعوا عليها آمالهم فإكتشفوا خلال سنوات قليلة أنها نخبة هجين مصدرة من الغرب لتستعمرهم، ذات النخبة نراهم ما زالوا يتجولون من عاصمة الي أخري يبحثوا عن مخرج آمن للمليشيا وقيادتها ويحاولون تحسين صورتهم الذهنية تحت مشروع وقف الحرب، يحاولون دغدغة مشاعر الجماهير حتي تخرج هاتفة باسمهم في الشوارع وتحملهم للجلوس علي كرسي الحكم… يتدثرون خلف… لا للحرب، وهي كلمة حق أريد بها باطل… أنها نخبة غير ناضجة ولا تعبر الا عن رؤاها لا عن رؤي الوطن الجريح…

عبد الله حمدوك الذي اعتبره البعض من الراغبين في التغيير ملهما صار احد وجوه النخبة المشوهة واحد أهم فواعل الكارثة الوطنية الحالية بعدما صار دمية يتلاعب بها عبد الرحيم دقلو كيف يشاء منذ أن أقنعه بالعودة الي كرسي الحكم بعد قرارت ٢٥ اكتوبر الشهيرة ، عبد الله حمدوك لم يدرك المعنى الحقيقي للأمانة التي ردها وهو يقول في ثنايا خطاب إستقالته : (هذه أمانتكم ردت إليكم) اليوم عاد بذات ملامحه الباهتة لقيادة ذات الوجوه الكالحة تحت إسم (تقدم) دون أن يرتجف له جفن ويتذكر تلك الأمانة التي ضيعها… أظن أن الغالبية تتذكر التاريخ الذي حل فيه حمدوك في الخرطوم قائدا لسفينة التغيير وكيف أنتظره السودانيون علي ابواب المطار وشرفات الطرق حالمين باي رياح للتغيير تهب عليهم نحو الأفضل فتحقق أحلامهم وآمالهم في وطن جديد يستحق أن يتفاخر به الجميع إنتماءا، لكن اصدقكم القول أن حمدوك سقط في نظر الكثير منذ أن استمعوا له في الحلقة الحوارية مع الاستاذ عثمان ميرغني، أدرك الجميع أن الرجل (ماسورة) بلغة الشارع…

ذات الرجل الذي يفتقر الرؤية والوسيلة لتحقيق ما يتحدث عنه هو اليوم اعيد للواجهة وهو يقود قطيع النخبة المدنية المشوهة (تقدم) بذات طريقته في أداء الدور الثاني في مسرحية الاستعمار الناعم وفق مشروع التحول الديمقراطي المدني المزعوم …

عبد الله حمدوك وقوي الحرية والتغيير لم يعوضوا الشعب السوداني فقده نظاما سياسيا شوهوا صورته وأسهزأوا برجاله وقيادته وحكومته تحت هتاف : (الجوع ولا الكيزان) لكن الشعب السوداني اليوم أدرك أن جهات كانت تستأجر هؤلاء للقيام بمهمة الاستهزاء من نظام سياسي محترم كان يحافظ علي أمن البلد وسيادتها يدفع دماء شبابه وشيوخه رخيصة ، ومهما كانت سوءات حكوماته وتهالكها والام الناس مع معاناة ضعف الخدمات خلال فترات الانقاذ الأخيرة إلا أن نظام حكمها يظل الأفضل علي الاطلاق من نظام عبد الله حمدوك وجوغته بل متجاوزهم بسنوات ضوئية…

إن الشعب السوداني يحمل عبد الله حمدوك و (تقدم) مسؤولية الخراب كاملة مع حليفهم (المليشيا)، يتحملون مسؤولية خداع الشعب السوداني والرأي العام الذي اوحوا اليه أن عبد الله حمدوك يحمل في حقيبته مشروع الخلاص الوطني وبيده العصاة السحرية ، اليوم بعد كل هذا الفشل وبعد هذه الحرب التي قضت علي الاخضر واليابس ما زال هؤلاء في ضلالهم يبررون جرائم المليشيا وإنتهاكاتها إلتزاما بشراكة الدماء والأشلاء ، يتحملون كل أوزار جرائم المليشيا وان الشعب السوداني ليس أمامه سوي القضاء عليهم والمليشيا معا ، وليس لديه بعد كل الذي خسره ما يخشي أن يخسره مرة اخري، إن الشعب السوداني لن يتقبل بأن يكون الدعم السريع ومناصريه جزءا من اي معادلة سياسية قادمة لأن هؤلاء تسببوا في تقسيم الوطن الي شيع قبلية وجهوية ويتحملون كل نزيف الدم في شوارع مدن السودان المختلفة… وأن لسان حال السودانيين داخل وخارج السودان اليوم : (لا يضير الشاة سلخها بعد زبحها… وربما يقبل السودانيين بالاعتذار بعد الاعتراف بالجرم والخطيئة وبكل ما فعلته المليشيا بالسودان وأهله وبقصر رؤيتكم السياسية وعدم تحملكم مسؤولية النضال الحقيقي لشباب السودان لكن الشعب لا يقبل بكم لتحكموه مرة اخري ولن يهتف لكم هذه المرة …

اترك رد

error: Content is protected !!