إن الله عز وجل يجري في الكون
أقدارَه ،
فتجري تبعاً لها أقدار العباد ..
فما من واقعةٍ ،
و ما من نازلةٍ ،
إلا و تتبدل بين يديها أحوال العباد ..
و كما أن في ( الحروب ) خسائر
و مضار و فواجع و قوارع ،
تجعل الولدان شيبا ،
فإن فيها منافع و مغانم كثيرة
مما يدخره الله لعباده مِنَحَاً في
طيات المحن ..
و ( الحرب ) التي نشهدها ، رغم
شدة وطأتها ، لم تكن شراً
محضاً ..
لقد اصطفى الله فيها ، من بيننا ،
شهداء نسأله أن يَمُنَّ عليهم بحياة
غير منقطعة و نعيمٍ مُقيم ، جزاء
ما قدَّموا ..
و لقد انتبه الكثيرون إلى أنهم
كانوا في نِعَمٍ سابغة لم يدركوا
قيمتها إلا بعد زوالها فأقبلوا
على الله شكراً على أقلَّ
القليل ..
و لقد ساق الله بها خيراً غشيَّ
الكثيرين فأبدلهم حالاً وجدوا
فيه أفضل مما افتقدوه فيما
مضى من أيامهم ، فانفتحت
أمامهم أبوابُ رزقٍ كانت مُغلَقَة ،
من توظيف و تجارة ، و مآرب
أخرى ، بعد أن ضربوا في الأرض
و تفرقت بهم السبل ..
و لقد أنعم الله على آخرين
( بقرينةٍ ) لم تكن تخطر على
بالهم أبداً أبداً ،
فمن كان يصدق أن ( فُلاناً )
سيأتي مُرتحِلاً مغلوباً على أمره ،
إلى هذه ( البلدة ) ، أو هذه
( الدولة ) فيجد ضالته في
( فُلانة ) فتُزف إليه ..
و منهم من عادوا إلى ( منابت )
آبائهم و أجدادهم ، فكانت سانحة
لهم ليَصِلوا ما انقطع من و شائج
كادت أن تنفصم عراها ، بعد أن
نشؤوا بعيداً عنها فألِفوا فيها
من الإطمئنان و راحة البال
و حُسن المآل ما يُنسِى العناءَ
و يُعوِّض الفقد و يُريح النفس ..
فمنهم من زرع و حصد ،
و منهم من شيَّد و بنى ،
و منهم من رُزِق البنين و البنات ،
و منهم من قُبِرَ ،
و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ،
و منهم من أكمل نصف دينه ،
و منهم و منهم ..
و ها هو ابني ( أكرم ) يهنأ اليوم
بإكمال مراسم زواجه في
( الكتياب ) ، و التي ظل ينعَمُ
بالعيش فيها و كأنه لم يُغادرها
منذ شهقة الميلاد ، الأمر الذي
ضاعف من سعادتي و أبهجني
كثيراً ..
و إني لأضرع إلى الله أن يبارك
لهما و عليهما ، و أن يجمع بينهما
في خير ،
و أن يحفظ بلادنا من شرور
الأشرار و كيد الكائدين ..
و ( إنَّ اللهَ بالغُ أمرِهِ قد جعل اللهُ
لكلِ شيءٍ قَدْرا ) ..
و بالله التوفيق ..
الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤ ..