الرأي

أفكر فيهم و أتأمل: شباب السودان بين حاضر بائس و مستقبل مجهول 2/1

✍️ د. أحمد عبد الباقى
الشباب في أصلها اللغوي تعني النماء والقوة، والشباب جمع شاب ويجمع أيضا على شبان وشبيبة، هم لبنة المجتمع الأساسية التي يعول عليها في تحقيق أهدافه و أهدافهم، فهم يمتلكون الحماس الكافي لتجاوز التحديات وجميع الصعاب من اجل تحقيق تلك الأهداف، وحرَي بهم أن يُعهد إليهم بحمل راية التقدم في المجتمع والبلاد تأسيسا علي ثقافتهم ومدى تمسكهم بالأخلاق والفضيلة وقوة الإرادة، وحتي يتحقق ذلك لزِم تعهدهم بالرعاية الكافية حتي يتأهلوا لِلعب تلك الأدوار المرتجاة.

نستعرض في هذه المساهمة لمحة عامة عن الشباب في السودان و ننشرها في حلقتين لتسليط الضوء بصورة مقتضبة علي: ما هى الفئة العمرية للشباب في السودان؟ وكم نسبتهم من السكان؟ وما هو تصنيف أجيالهم؟ و عرض بعض مشاكلهم (مثل مشاكل المخدرات الخ…) وتقديم بعض المقترحات للحلول وتصور لرؤية مستقبلية لتأمين مستقبلهم.

رغم عدم وجود تعريف دولي متفق عليه عالميًا للفئة العمرية للشباب، إلا أن الأمم المتحدة – ولأغراض إحصائية ودون المساس بأي تعاريف أخرى تضعها الدول الأعضاء – تعرّف “الشباب” على انهم الأشخاص ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، وتختلف الفئة العمرية من بلد إلى آخر، وهذا يتوقف على تناسب بعض العوامل الاجتماعية والثقافية والمؤسسية والاقتصادية والسياسية لكل مجتمع.أما في السودان فالشباب هم في السن ما بين 15-24 عاما (تقرير صادر عن مركز الشباب العربي (https://arabyouthcenter.org/ar/).

الشباب في السودان
بلغ عدد سكان البلاد في عام 2018م حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء، (42) مليون نسمة، وتشير التقديرات إلى أن التعداد سيصل إلى (57.3) مليون نسمة بحلول عام 2030م ويبلغ معدل النمو السكاني السنوي 2.4% وتبيّن من أن متوسط الإنجاب بلغ 5.2 لكل امرأة (وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ،2016 نقلا عن تقرير السودان الأول عن حالة البئية والتوقعات البئية، صدر في أكتوبر 2020م).

السودان دولة فتية و حسب تقديرات تلك الإحصائيات أن فئة الشباب (15-24 سنة) مثلت في عام 2020م نسبة 20% من إجمالي السكان، وحسب تقرير الشباب العربي فإن السودان ثاني دولة في الدول العربية بعد مصر التي يبلغ إجمالي الشباب فيها نسبة 23%. بينما توقع المجلس القومي للسكان (تقرير نشر بالخرطوم في 10 يونيو 2021) أن يصل تعداد سكان السودان 62 مليون نسمة بحلول عام 2035، من بينهم نحو (37) مليون من الفئة العمرية (15 – 30) سنة.

من أي جيل شباب السودان؟
صُنفت الأجيال- وفقا لنظرية الأجيال- إلي أربعة أجيال على أساس العقد الذي ولِدوا فيه، والعادات الغالبة على تصرّفاتهم، واستخدامهم لنمط معين من الأجهزة أو التطبيقات للتواصل. وفقا لهذا التصنيف فإن جيل الشباب في السودان يقع ما بين جيل الألفية الذي ولدوا (1981-6/1994م) أي أعمارهم بين (25) عاما إلي (40) عاما، وجيل ما بعد الألفية الذين ولدوا (1997-2015م) و أعمارهم بين (6) سنوات إلي (24) سنة، وحسب تعريف السودان للشباب فإن شباب السودان يقع في تصنيف جيل ما بعد الألفية.

وفقا للدراسات المختصة نُشر أحدها في جريدة الخليج في عام 2021م، فإن العادات الغالبة علي هذين الجيلين، مثلا جيل الألفية مريح للغاية في التعامل مع الأجهزة المحمولة، و 32% يستخدمون الكمبيوتر في عمليات الشراء، وعادةً ما يكون لديهم حسابات وسائط اجتماعية متعددة. وتطبيقات “تويتر” و”فيسبوك” على رأس التطبيقات التي يستخدمونها. أما جيل ما بعد الألفية فقد لقّى متوسطهم هاتفه المحمول الأول في سن 10.3 سنوات. ونشأ العديد منهم وهم يلعبون بهواتف آبائهم المحمولة أو الأجهزة اللوحية. نشأ هذا الجيل في عالم شديد الترابط بين الإنسان والتكنولوجيا و يحصلون علي الأخبار من الفيسوك بوك والتيوتر بنسبة80%، وأن الهاتف الذكي هو وسيلة الاتصال المفضلة لديهم ويقضوني في المتوسط 3 ساعات يومياً على أجهزتهم المحمولة. هذا ليس من الضروري ينطبق علي كل أجزاء السودان ما لم تكون هنالك دراسة موثقة ولكن علي أية حال يمثل السمة العامة لهذا الجيل كما جاء في الدراسة المذكورة.

معدلات استخدام الانترنت في السودان:
نسبة الوصول إلي الأنترنت في السودان في أزدياد وبالتالي التوسع في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي أيضا في ازدياد، أفادت عدة إحصائيات أن نسبة استخدام الانترنت وسط السكان في السودان بلغت 30.9% في يناير 2012م أي ما يعادل 13.70 مليون نسمة من إجمالي السكان و بلغت نسبة مستخدمي الاتصال عبر الموبايل في يناير 2021م حوالي (33.74) مليون شخص، أتوقع أن تكون النسبة الكبيرة لاستخدام الأنترنت في السودان وسط الشباب (نحتاج لدراسة دقيقة لمعرفة نسبة استخدام الأنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي وسط الشباب لمعرفة ميولهم، طباعهم، آمالهم و طموحاتهم و مشاكلهم وبالتالي التفكير في الحلول مع العلم هنالك شريحة كبيرة خاصة في مناطق النزاعات والريف تحتاج أيضا لدراسة أحوالهم نسبة لبعض العقبات المتعلقة بخدمات الانترنت و الأوضاع الاقتصادية والأمنية لبعض فئات مجتمعات في هذه المناطق).

يتواصل……..

اترك رد

error: Content is protected !!