ليمانيات / د. إدريس ليمان

يأيها الوطن الجريح ..


سبعةُ أشهر وبلادنا تنامُ وتصحو على دَوِّى المدافع ونباح الكلاب البَريَّة وعواء ذئاب الصحراء ..
سبعةُ أشهر من الأحزان والآلام والمعاناة عاشها أهل السودان ضاعت فيها ملامحهم وتَصَدَّعتْ علاقاتهم الإجتماعية ..
سبعة أشهر وإيماننا بهذا الوطن الذى لانملك غيره يخبو تارةً ويزداد بهاءًا وتوهجاً حيناً آخر ..
سبعة أشهر والباغى الشقى وجُنده يؤدون رقصة الهِيَاج كطائر الشؤم على آثار الخراب وجماجم ضحاياهم بعد أن رَمَوهُم ببلواهم وأرغموهم على الإذلال ..
سبعة أشهر وقلوبنا الدامية وجراحنا النازفة أضحت عصِيَّة على الإلتئام والتتار يَذِرِّون عليها من مِلحِ غدرِهم وغِلِّهم وطمعهم وخِسَّتِهم فيزداد الألم ويخبو الأمل ..
سبعة أشهر وكلاب الصحراء يُحاصرون هذا الشعب الصابر خارج التاريخ الإنسانى بعد أن كشفوا عن مكنوناتهم وديموقراطيتهم وعن كُلِّ مستور كان يستتر به قادتهم فبان غدرهم وإستبدادهم وقُبحَهُم وقتلِهم للناس غِيلة ، ورغبتهم الجامحة فى الإغتصاب والنهب والسلب وكثيرٍ من الأفعال المقززة التى لا ساتر ويعُدُّونها سِلعةً رابحة ..
سبعة أشهر والأرض أخرجت خبثها من الطوابير الخائنة التى يجب محوها أو إخراجها من بلادنا إلى حيث ولاءاتهم الدَقْلَوِيَّة فلا إكراه فى حُبَّ الوطن ولا مكان بيننا لخائن ، ولا حاجة لبلادنا لمن كان ولاؤه لغيرها ..
سبعة أشهر وهذه المليشيا المتمردة وظهيرها الإقليمى والدولى أوغلوا فى إذلال المواطن المسكين بهمجيتهم وقذارتهم وأحقادهم ..
سبعة أشهر وقائدنا المُفَدَّى الذى منح التراخيص للمتمرد لذبحنا وسلخنا وإذلالنا من قبل يقفُ اليوم عاجزاً عن تغيير واقعنا المأزوم ورسم الأمل قلوب الناس إنتصاراً فى ميدان القتال أو إنتصاراً فى قاعات التفاوض ..
فيا ربنا أنتَ وحدَك الأعلم بهذه الفئة الباغية فنسألك يا الله أن تُفَرِّق شَملهم وأن لا تُغادِر أحداً منهم وأن تأخذهم أخذ عزيزٍ مُقتدِر .

الأربعاء ٨ نوفمبر ٢٠٢٣م

اترك رد

error: Content is protected !!