كلف المجلس السيادي السيد مالك عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال باستلام كل المبادرات التي طرحت لايجاد حلول للازمة السياسية بالبلاد ،وذلك بهدف التوصل لمبادرة واحدة .
قرار سليم اذا احكمت طريقة ادارة هذا الملف بعيدا عن الامزجة والتقارب او البعد من اصحاب المبادرة والجهة التي تمثلها.
اطلاق المبادرات للحل السياسي كثرت بطريقة مزعجة وغير مقبولة ..فبينما لاتوجد اي اختلافات جوهرية بينها بما فيها مبادرة الشيخ الجد حيث تشترك في المسائل الاساسية وتختلف قليلا في التفاصيل .
بذات النهج والطرح اطلق امس الحسن المرغني بصفته رئيسا للحزب الاتحادي الاصل مبادرة جديدة ،تدعو لوحدة الصف الوطني ومعالجة الازمات السودانية بالحوار ،وعلى وجه الخصوص مبادرة نداء اهل السودان .
مبادرة الحسن تؤمن على الا تتجاوز الفترة الانتقالية العام ،وتشكيل حكومة انتقالية من شخصيات مسؤولة مهمتها الاعداد لانتخابات حرة نزيهة ،بعد وضع قانون للاحزاب وانشاء المفوضيات ،والاحصاء السكاني ، تشكيل المحكمة الدستورية.وقيام المؤتمر الاقتصادي بمشاركة خبراء ومستثمرين ومؤسسات دولية لوضع خطة اسعافية سريعة وخطة طويلة الاجل لمعالجة معاش الناس .
التفاصيل اعلاه في مبادرة الحسن تاتي ( زي ما قال الكتاب) بالنص التطابق مع كل ما سبقها مع اختلاف طفيف لا يقدم ولا يؤخر .
نجاح مبادرة لملمة المبادرات يعتمد على شخصية مالك عقار الذي تم تكليفه واذا ما كان يمتلك ادوات اطلاق حوار بناء وموضوعي بين اطراف المعادلة السياسية دون احداث ربكة تفرضها اجندة شخصية او سياسية.
تحدثت امس مع شخصية سياسية عن امكانية ادارة مالك عقار لهذا الملف .اشار لي الى تخوفات ماثلة بحسب طبيعة شخصية عقار التي تميل الى الصراع السياسي ،والى عدم الثقة في مخالفيه الراي حتى داخل الحركة .واقرب مثال لذلك ما حدث قبل ايام بينه وياسر عرمان احد القيادات التاريخية في الحركة الشعبية شمال .
في اعتقادي ان المهمة التي كلف بها عقار ان كانت هذه المعلومة صحيحة . ليست سهلة وتحتاج الى مظلة داعمة من خبراء وحكماء ،لا ان يقوم بها فرد واحد مهما كانت قدراته ناهيك عن شخصية خلافية كمالك عقار.
امامنا عدد من المبادرات تمثل مكونات سياسية مختلفة وبينها صراع طويل وحالات تخوين لبعضها البعض ..نداء السودان..قحت التوافق الوطني.بعد ان فرزت قوى الكفاح المسلح عيشتها الايام الماضية ..قحت المركزي ..الادارات الاهلية وكل قبيلة تتابط مبادرة ..الطرق الصوفية وعلى راسها مبادرة الشيخ الطيب الجد .
التحدي الثاني والاهم حتى اذا نجح عقار في توحيد تلك المبادرات كيف له ان يطلق حوارا بين المكونات الرافضة لكل المبادرات والتي تمثل معارضة لا يمكن الاستهانة بها طالما انها تمتلك قوة تحريك الشارع ،وطالما انها تمتلك مقومات عدم احداث الاستقرار المطلوب لاي حكومة قادمة .
المطلوب ان يكون الحوار شاملا قائما على بناء الثقة بين كافة المكونات .وتوفير مناخ صحي يوقف حالة الاستقطاب وخطاب الكراهية والاستنصار بالقبيلة ..فهل يستطيع عقار ان يقوم ذلك؟
somiasayed@gmail.com