قناة الزرقاء

قناة الزرقاء
الرأي

( سكاي نيوز ) – النفاثات في العقد

عقيد بحري ركن (م)
د. اسامة محمد عبدالرحيم

لا يفوت على فطنة احد اهمية الاعلام و دوره الكبير و المتعاظم في توجيه و اسناد و دعم المعارك الحربية،لذا كان من ضمن استراتيجية الحرب الاهتمام بوضع خطتها الاعلامية المصاحبة و التي لا تقل اهمية عن خطة القتال. و حيث ان عدو السودان الحقيقي و (الراعي الرسمي) و الاكبر لمعركة الكرامة او ما يعرف بحرب 15 ابريل ذو قدرات مالية و اقتصادية عالية فقد سخر آلته الاعلامية لدعم و اسناد الدُّمى من قادة و جنود قوات المليشيا بما يعينهم على تحقيق اهدافهم في مواجهة المأزق التاريخي الذي وضعهم فيه الجيش السوداني. و لما فشلت الة العدو الحربية في ان تحقق اهدافها على الارض هاهو العدو يحاول ان يسلك دربا جديدا و يمتطي صهوة الاعلام و يسرج خيله متوجها لاثارة نقع آسن اخر عساه يفك ضيقة الميدان حيث يتناثر اذنابه و ذبابه من قوات المليشيا في كل زقاق و شارع ما بين هالك و هارب و اسير، ولما عجز الراعي كذلك عن الرتق، اتجه لشد الفتق من تلقاء قناة سكاي نيوز و السنتها البذيئة المتبرجة بوجه الفضيحة و الخديعة بلا حياء.

ان منصة اعلام العدو و عبر قناة سكاي نيوز تحاول ان تنفث في عقد البلاد الحبيبة الطاهرة سحرا عملا خبيثا عسى يفرقون به بين ابناء الوطن الواحد ليقتسمون من بعده الارض و الركاز و الثروات، لكن الله قيض لهم ابطالا رجالا و جندا من جيش السودان و مستنفري شعبه يوقعون الحق و يبطلون ما كان يعمله الخونة و المارقين و سحرة الاعلام و مرتزقة الميدان، كل يجاهد و يقوم من مقام قدرته و معرفته، بعضهم قتالا بالسنان ذات النار و اللظى و اخرين اعلاما بالسنان ذات الاحبار و الاوراق و عبر كل فضاء اثير.

و القناة لم يفتح الله عليها منذ ان بدأت الحرب في تقديم سطر واحد او عبارة واحدة تنصف فيها جيش بلادنا او تنقل عنه على الاقل الحقيقة كما هي واقعة بما يخفف عنها تهمة الانحياز الظلوم و يسمها بالحياد الحميد و لكنه زمن النفاثات في العقد بالفتن و سحر الاعلام.

لقد ظلت قناة سكاي نيوز اداة الراعي الرسمي للحرب لا تألوا جهدا في الاستماتة نحو نصرة فكرتها و خدمة اجندتها بالباطل او بغيره و هي تحشد افواه العمالة و ادلة الضلال و ائمته تملأ بهم ساعات بثها الملوث بالكذب و التلفيق، و القناة لا تكف كذلك عن النعيق الشؤم باستجلاب كل ذي غرض و مرض و كل قاصر القيمة و المقام معتل الفكر و معطوب الضمير عساها تعدل كفتها لصالح خطة الراعي و هدفه الاعلى، لكن هيهات.

ان اهم المؤشرات التي اكدتها و المحت لها سياسة القناة في تقريرها ،هذا الانحراف المشبوه سير خطة محاربة السودان و تصاعد مراحل الحرب و تصويب وجهة المعركة نحو ميدان الاعلام بمحاولتها مغازلة و اثارة المجتمع الدولي و الحديث اليه بما يؤرقه و باللغة التي يفهمها (حديث التطرف و الارهاب واخباره) في بلد يظل التسامح و التعايش الديني و الاجتماعي عنوانه و سمته المميزة و علامته التجارية عالية القيمة.

و ليس من قبيل الصدفة ان تبتدر سكاي نيوز حملتها بمحاولة الصاق تهمة التطرف و مزاعم ظهور الدواعش و الارهابيين في ازقة الخرطوم ضمن فعاليات و يوميات معركة الكرامة متزامنة مع تقديم السودان لشكواه لمجلس الامن ضد الامارت، انما هي محاولة لصرف الانظار و تشتيت الكرة من قبل المدافعين العاجزين و المستشارين الفشلة و جرنا الي ميدان بعيد يفرغ جهدنا و طاقتنا و يضعف تركيزنا، عسى ان يجدوا الى مبتغاهم سبيلا بعد ان سدت كل الدروب و اقفلت كل الطرق و خابت التقديرات.

في الحقيقة ان اعداد خطة اعلامية شاملة و متكاملة يعتبر امر ضروري و مطلوب في هذه المرحلة من عمر المعركة، خطة تستوعب كل طاقاتنا و امكاناتنا الاعلامية البشرية و الفكرية و الفنية بما يمكن ان تطويع و استخدام كل وسائل الاعلام الرسمي و الشعبي و تسخيره لصالح المعركة،و بالتاكيد لمواجهة قنوات السوء النفاثات بالعقد بما يلقف ما يافكون و يزهق الباطل. ان الجهد الاعلامي و التوعوي الكبير، المشرَّب بكل معاني الوطنية و المتشح بكل اوسمة المجد و الفخار و المسنود بالعلم و المعرفة، و الذي يقوم به ابناء السودان من اعلاميين و خبراء في مجالات السياسة و الاستراتيجية و العلاقات الدولية و خلافها، انما يظل مكان تقدير و احترام و يستحق التجلة و التعظيم، ان ما قدمه هؤلاء هو في حد ذاته معارك للكرامة و العزة يسجلها التاريخ .

29 مارس 2024

اترك رد

error: Content is protected !!