اللامبالاة حسب علم النفس هي حالة وجدانية سلوكية وهي تعني: أن يتصرف المرء بلا اهتمام في شؤون حياته أو حتى في الأحداث العامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلخ… وإن كان هذا في غير صالحه مع عدم توفر الإرادة على الفعل وعدم القدرة على الاهتمام بشأن نتائج تلك الأحداث، وقد يكون هذا التصرف جراء عدم قدرة المرء على مجابهة التحديات التي تواجهه أو ضعفه أمامها، اللامبالي شخص يستخف بمشاعر الآخرين أو باهتماماتهم كالطموح والآمال والهوايات الفردية أو المشاعر العاطفية المختلفة كالحب والكراهية والخصام والحسد والمصائب التي تحل بالآخرين وغيرها؛ إذ إن اللا مبالي لا يجد أي فرق بين كل تلك المشاعر، وإن لم يبد هذا الأمر صراحة أمام الآخرين. تتمظهر هذه اللامبالاة للأسف فيما نراه في كثير من مواقفنا تجاه القضايا العامة في السودان؛ مما عقد الأمور، وجلب لنا كثير من الويلات وآخرها الحرب الغاشمة التي مس ضَرَّها كل أفراد الشعب السوداني بلا استثناء. أول من استخدم مصطلح اللامبالاة (psychological condition of indifference or apathy) هم الرواقيون (Stoicism)، وهي مدرسة فلسفية أنشأها زينون القبرصي (Zeno of Citium) وعلى الرغم من الاختلاف معها، إلا أنها تُشدد على ضرورة تحمل المسؤولية الاجتماعية بالاهتمام بالآخرين كاهتمام الإنسان بذاته ومعاملتهم كمعاملة الإنسان ذاته، رغم أن الإسلام سبق ذلك بقرون حينما دعي إلى تحمل المسؤولية الاجتماعية في تعاليمه الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة. ثم دخل مفهوم اللامبالاة الفكر الديني في النصرانية على يد كلمنس الكسندروس (Clemens Alexandrinu) الذي اعتمد المصطلح للتعبير عن الزهد في شواغل الدنيا، كما أن المصطلح اشتهر في الغرب بعد الحرب العالمية الأولى؛ بسبب ما يسمى بـ “صدمة القذيفة” أو (shell shock) عندما لُوحظ شعور اللامبالاة وفقدان الحس بالتفاعل الاجتماعي عند الجنود الذين كانوا يعيشون في الخنادق، والذين شهدوا ميادين معارك مع رفاقهم القتلى والمشوهين وسط القصف ونيران الرشاشات في أثناء الحرب. تنقسم اللامبالاة إلى فردية وجماعية، لا نتطرق هنا إلى اللامبالاة الفردية، ليس لعدم أهميتها ولا من باب المعارضة أو التأييد، بل من باب الإيمان بالحرية الفردية واعتبارها خصوصية من خصوصيات الفرد، فمن اختار أن يكون لامبالياً فهذا شأنه، ولِيستخلص العبر وحده أما اللامبالاة الجماعية التي هي محور اهتمامنا فتعني عدم الاكتراث لما يجري خارج إطار البيت كالحي أو البلدة أو المدينة أو الدولة، فقد نكون أكثر الناس اهتماما بأنفسنا وعملنا وتحصيلنا وجمال منظرنا ونظافة ساحتنا، وقد نتفانى بتوفير كل وسائل الراحة لأهل بيتنا، لكننا نختار أن نكون غير مبالين بالنظافة العامة للبلد أو غير آبهين بمستوى التعليم المتدهور أو غير مكترثين بالأخطار المحدقة بنا أو بالروائح الكريهة المنبعثة من المزابل والنفايات وحظائر المواشي أو بالفوضى العارمة في حركة السير أو ممارسة المحسوبية والواسطة أو الجشع (على سبيل المثال للحصر) وغيره من منغصات بناء الوطن وحبه. إن من “يحترفون” اللامبالاة تجاه مجتمعهم أو شعبهم لا يعبئون بهمومه ولا بفشله مقارنة بباقي المجتمعات أو الشعوب، فكيف نبني وطنا وَهُمْ الفرد في نفسه فقط، ولا يبالي بمن حوله؟ كيف نبني وطنا، ونظن أن النجاح كله في تحقيق ذات الفرد دون المشاركة في نهضة المجتمع وبنائه؟، كيف نبني وطنا، ونحن نسُبه ونلعنه بسبب عثرات كنا نحن السبب فيها أو جزء منها بعدم المبالاة بالشأن العام. إذا أردنا أن نبني الوطن فليكن هو محوراً من محاور اهتمامنا العميق، وليس بالهتافات أو الشعارات أو التعصب أو الانفعالات، بل بالعمل والإقدام وحماية الشأن العام والعمل على ترقيته، العشم أن يتغير هذا النمط من السلوك في المجتمع السوداني في ظل هذه الحرب الغاشمة التي كشفت عن كثير من سلوكيات اللامبالاة في عدة مناحي من أوجه الحياة في السودان.
تحياتي دكتور احمد عبد الباقي الا مبالاه نشأت لزهد الشعب السوداني في الوصول لمجتمع الكفايه والمساواه والعدل الاجتماعي والتنميه في كافة الصعد توالت ثورات وتوالت حكومات والوضع ال اخيرا لما
ال اليه والشعب حقا لامبالي ليقينهم بان ثوراتهم وثرواتهم
منهوبه …..