¤ لم نظلم وزير الخارجية علي الصادق عندما خصصنا هذة المساحة امس للحديث عن المسكوت عنه في الوزارة.. واشرنا للتراجع الكبير في اداء الدبلوماسية السودانية منذ 2019.. ووصفنا فترة دبلوماسيته بالمترددة ،الخاملة ،غير مبالية وتهاب قحت.. وضح جليا ماذهبنا اليه امس بتعمده تاخر كشف تنقلات السفراء للخارج وغيرها من النقاط التي اشرنا اليها.
¤ لكن لم اتوقع ان يصل الامر الى درجة اجبار المتحدث باسم الوزارة السفير الهمام بابكر الصديق اصدار توضيح مخجل بشان عدم تجديد قنصلية السودان بدبي لجواز خاص بابنة (القحاتي) طه عثمان اسحق .. بعد صراخ طه – كعادة القحاتة ومواقفهم الانتهازية معتبرا الخطوة موقفا سياسيا.
¤ ان الأمر مسؤولية القنصلية وتعالجه بالطريقة التي تراها.. وسؤالي الى الوزير هل ستقوم رئاسة الوزارة باصدار بيانات متلاحقة بشان قصور او خطأ او اجراء – سمه ماشئت – باي قنصلية او سفارة خاص بأي مواطن طرق ابوابها ؟.. بيانات الخارجية من المفترض ان تكون في القضايا الكبري ذات الوزن و التأثير وليس في القضايا القنصلية و الاجرائية.. هل يعقل اصدار بيان لتجديد جواز . لا تفسير لدي الا ان الوزير على تواصل مباشر مع (القحاتة)، وهو امر يستوجب وقفة.. في وقت تخون فيه قحت الوطن بمناصرتها للمليشيا.
¤ ظلت وزارة الخارجيه طوال تاريخها المجيد تمثل حائط الصد الاول في وجه المؤامرات الخارجيه حيث كانت لها صولات وجولات في المحافل الدوليه والاقليميه.. اذ تسنم قيادتها عدد من الاسماء الكبيرة التي تحملت المسؤولية امثال المحجوب واحمد خير ومنصور خالد وخلال عهد الانقاذ اهتمت بالخارجيه ودفعت برجال الصف الاول لقيادتها امثال علي عثمان محمد طه ، ابراهيم غندور و. الدرديري محمد احمد.
¤ ذكرت امس وبكل اسف اسباب تطاول الدبلوماسي المخضرم ود لبات علينا .. واليوم نبين لماذا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فكي هو الأخر لا يحترمنا.. ظل فكي وهو وزير خارجية اسبق يلحظ تهاون قيادة الخارجية السودانية مع سفيرنا باثيوبيا الذي يتولي قيادة بعثه مهمه تضم قيادة الإتحاد الأفريقي ومقره.
¤ لم يحرك السفير جمال الشيخ ساكنا عندما تم تجميد عضوية السودان بالاتحاد الافريقي.. وتعامل باستسهال شديد.. بالمقابل اقامت مصر الدنيا ولم تقعدها عندما تم تجميد عضويتها في يوليو 2013.. وحركت كل آلتها السياسية والدبلوماسية والاعلامية وعادت الى الحضن الافريقي بعد (11) شهر فقط.. صدر قرار عودة مصر باجماع الدول الـ (15) الأعضاء في مجلس السلم والامن في القارة الافريقية.. وقتها يكاد يكون كل العالم عرف سفيرها باثيوبيا وممثلها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي محمد ادريس الذي دافع عن بلاده بتجرد ووطنية وشهامة ورجولة باستخدامه كافة انماط الدبلوماسية.
¤ ان موسى فكي عرف منذ زمن ضعفنا.. حتى ولو اعتبره سودانيين انه باع نفسه وود لبات للمتمرد حميدتي.. يعلم فكي ان راس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك كان اكبر خائنا لبلده ومعه قحاته بالخارجية.. سعوا وفي خطوة وقحة تمثل قمة الإستهانة بالسودان وشعبه لسحب الاستاذة اميرة الفاضل، من موقع مفوض الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الافريقي.. أرفع منصب خارجي تحصل عليه بلادنا منذ الاستقلال.. وخاب مسعاهم مع اميرة.. لكن نجحوا في هدفهم الخبيث حيث فقد السودان الترشح والظفر بالمنصب بعد مغادرة اميرة.
¤ تدفقت مجموعات قحت على اديس ابابا.. بل والالتقاء بالمسؤولين في المنظمه واصدار القرارات المجحفه في حق السودان.. وكان علي الصادق يكافئ جمال بالتمديد له تلو التمديد.. في تقديري ان الوزير هو امتداد للحقبة القحتاوية الغابرة الغارقة في التخبط.. ووكيل الوزارة دفع الله الحاج يسير على خطاه.. فعقب تمرد المليشيا وسعيها للانقلاب على الجيش واستلام السلطة.. شكل دفع الله – مشكورا – فريقا طاف به عدة دول مبعوثا من الرئيس البرهان.. استعان فيه بسفيرة السودان بالمانيا الهام شانتير لتكون ضمن الكتيبة الدبلوماسية.
¤ ولا ادري سبب الاختيار و غير (الهمامة)، من يومها ضد الجيش – كانت ضمن مجموعة السفراء الذين اظهروا موقفا غريبا وادانوا وكأنهم سياسيين اجراءات البرهان (الاكتوبرية).. جاءت الفرصة لشانتير لتبرئ ذمتها امام التاريخ والوطن الجريح.. قدمت من برلين (وورت وشها) في عاصمة عربية.. وعادت الى مقر عملها.. وكأن شيئا لم يكن، تخاذلت عن نصرة الوطن والجيش في وقت مفصلي ان يكون السودان او لا يكون.
¤ بالمناسبة لم تكلف السفيرة الهام نفسها ان تقدم تنويرا للسفراء المعتمدين بالمانيا مثلها وعدد من السفراء حول العالم بشان تمرد المليشيا.. وقام بالخطوة مشكورا نائبها بعد مغادرتها برلين للقاء الوكيل.. وصمت الوزير والوكيل عن مواقفها المخزية .. ذات فريق الوكيل ضم سفيرنا ببكين عمر صديق وكان الاوفق والبديهي الابقاء عليه في محطته ليسد ثغرة الصين.. وقارنوا بين موقف الاخيرة ازاء الاوضاع في السودان والنيجر اذ عرض سفيرها في نيامي التوسط بين الاطراف
¤ ومهما يكن من امر ان القضية ليست جواز صغيرة طه اسحق.. وانما المواقف الغريبة والناعمة – ولا اود وفصفها بالمريبة – لوزير ووكيل الخارجية .. وسنحدثكم عن المثير في الوزارة