اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

شباب حول الهادي والباغي


اسامة عبدالماجد

¤ وصل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وبرفقته عدد قليل من المرافقين الى سرادق عزاء والدة مدير شركة الموارد المعدنية مبارك اردول – رحمها الله وانزل عليها شآبيب رضوانه.. بعدها بقليل وصل قائد التمرد والمجموعة الانقلابية حميدتي.. محاطاً بعدد كبير من الحراس والمرافقين رغم انه يسكن على مقربة من اردول وفي اكثر الاحياء الآمنة.
¤ ارتدى حميدتي وحاشيته (كمامات)، رغم عدم وجود مهدد صحي حينذاك – العام الماضي – .. بلغ بهم الهوس مبلغاً عظيماً، وقد تفرغ أحد الحراس بتقديم منديل معقم لحميدتي، كلما صافحه احد المعزين.. صافحنا البرهان، ولم نكلف حرس المتمرد عناء تقديم منديل لقائده.. كان البرهان هادئاً كعادته ويتبادل اطراف الحديث مع كل من قصده سواء جلس بجانبه او وقف معه.
¤ تذكرت ذلك الموقف عندما شاهدت شباب البحر الاحمر، على كورنيش مدينة بورتسودان يتحلقون حول البرهان مساء امس، ويلتقطون معه صور (سيلفي).. كسر الشباب البروتوكول، بامر البرهان.. وهو تحول جديد في علاقتهم بالقوات المسلحة.. علاقة وطنية خالصة في الهواء الطلق دون (احترازات) او ارتداء (كمامات).. رباط ملئ بالثقة خالي من (التخوفات) وغير محاط بـ (الحراسات).. جلسة تخللتها (الونسات) وتقاسم (الضحكات).
¤ تناول البرهان القهوة بمزاج.. القهوة في الشرق (عشق) و(رزق).. بينما كان قائد المليشيا عند توليه المنصب الرئاسي الذي لم يكن يستحقه يستجلب من منزله المياة والاكل الى القصر.. كان صدر البرهان مفتوحا امس للشباب استمع اليهم ولم يحتمى عنهم.. لا كصدر حميدتي الذي ظل يشد عليه درعة الواقي من الرصاص، ربما حتى وهو في غرفته الخاصة.. كان الشك يطارده في صحوه ومنامه.. يعيش حياة الجبن والخوف.
¤ لم يحتاج البرهان واركان حربه لتعبئة الشباب الذين تقاطروا صوب الكورنيش بصورة (عفويه)، دون تلقي مبالغ (دولارية).. مثلما كان يفعل الباغي الشقي.. خدعوه بتاسيس جسم وهمي اطلقوا عليه (شباب حول حميدتي).. كانوا يجمعون له شباب في مقر اقامته.. يخضعون للتفتيش قبل ان يلتقوه ويلتقطون معه صورا تذكارية زائفة.. لا رابط بينهم، ولا شئ يجمعهم به، ولا يفهم الباغي الشقي لغتهم.. كل شئ كان مصنوعاً.. ولا مجال للصدفة والعفوية. ¤ اما الشباب حول البرهان ينظرون اليه بكل فخر واعجاب.. وهو يمثل الجيش بكل تاريخه وعزته.. تشع من جبينه (الهيبة) بينما الشباب حول المتمرد الذي كانما كتب على جبينه (الخيبة)، كانوا ينظرون الى جيبه.. او ربما من اتوا بهم حتى لا نظلمهم.. مع حميدتي يتم جمع الهواتف، ومع البرهان هاتفك بحوزتك وتلتقط (سيلفي) بكل اطمئنان.
¤ على الكورنيش احتفظ البرهان بهدوئه المعهود.. وبدا عليه وقار القائد، وغطت وجهه ابتسامه عريضة وهو يسمع هتاف الشباب الصادق (الجنجويد يتبل).. اما ايام الباغي الشقي كان احد (كساري التلج) المأجورين يعطيهم درسا في النفاق والدجل.. ويحفظهم شعار كاذب (انت الغايد ونحن رهن اشارتك).. لم يحتاج البرهان ان يتعهد للشباب، لان القوات المسلحة ومعها هيئة العمليات بالمخابرات تواصل دورها البطولي والوطني في سحق التمرد والمرتزقة..
¤ ان الشباب الصامد والوفي استمع بكل صدق لخطاب سابق للبرهان الذي اكد أن حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية لدولتنا.. وعندما طلب منهم وكل من يستطيع الدفاع أن لا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني.. في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية.. لبى الشباب النداء وتدافعوا للذود عن الارض والعرض.
¤ اما شباب المليشياوي ود دقلو.. اكتشفوا ان له مطامع شخصية.. وانه يقود مجموعة تمردت علي الدولة وإستعانوا لإشباع شهوتهم للسلطة بضعاف النفوس والمرتزقة كما قال البرهان.. لذلك ما من شباب عاقل اتبع المليشيا المارقة.. الا قلة قليلة من شباب بالاحياء من ضعاف النفوس.. مجردين من الغيرة والشهامة والرجولة.. لا يفرق معهم ان طالت عمليات الاغتصاب اهل بيتهم.. وقد امتد التعاون بينهم والمليشيا.
¤ ومهما بكن من امر.. سينتصر الجيش وسيسحق المليشيا طالما الشباب التفوا حوله ولسان حالهم اعتذاري (معليش عندنا جيش).

اترك رد

error: Content is protected !!