✍️ بكري خيري – الدوحة
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﺎﺑﻌﺎً ﻟﻬﺎ ( ﺗﺤﺖ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ) ، ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ستشارك ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺿﺪ ﻫﺘﻠﺮ ﻭﻣﻮﺳﻠﻴﻨﻲ
ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ) ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺳتمنح ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍﻟﻤﺼﻴﺮ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻔﺼﻴﻞ ﻣﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻹﻧﺘﻈﺎﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻭﻓﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻮﻑ ﺑﻮﻋﺪﻫﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻗﺪ ﺗﺪﺭﺑﺖ ﻭﺣﻤﻠﺖ ﺍﻟﺴﻼﺡ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﺤﻮ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ .
ﻓﺎﻧﺨﺮﻁ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻭﻣﻦ ﺛَﻢ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ .
ﻭﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻄﻮﻋﻮﺍ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺼﺎﻍ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺮ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺍً ﻟﻤﺪﻳﺮ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻄﺒﺮﻩ ،، ﻓﺎﺳﺘﻘﺎﻝ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ .
وﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻌﺪ ﺗﻄﻮﻋﻪ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﺼﺪﻳﻘﻪ ﻧﻘﻴﺐ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻘﻴﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻘﻴﻞ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﻘﺼﺔ ﺗﻄﻮﻋﻪ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺩﺍﻋﺐ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮﺑﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻘﻠﻼً ﻣﻦ ﺻﺪﻗﻴﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻮﻋﺪﻫﻢ ..
ﻭﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ : ﻳﺎ ﻧﺴﺮ ﺩﻉ ﻋﻨﻚ
ﺃﻭﻫﺎﻣﺎً ﺗﺠﺊ ﺑﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺤﺾ ﺇﻏﺮﺍﺀ ﻭﺗﻜﺬﻳﺐ …
ﻭﻫﻨﺎ ﺟﺎﺩﺕ ﻗﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺑﻘﺼﻴﺪﺓ ( ﺻﻪ ﻳﺎ ﻛﻨﺎﺭ ) ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻋﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺭﻣﺰﺍً ﻭﺷﻌﺎﺭﺍً ﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ { ﻣﺎﺭﺳﻴﻴﺰ } ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ..
ﻭﺻﺎﺩﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻔﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎﺭ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺎﻓﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺘﻠﺤﻴﻦﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ :
ﺻﻪَ ﻳﺎ ﻛﻨﺎﺭ ﻭﺿﻊ ﻳﻤﻴﻨﻚ
ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﻭﺩﻉِ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡ ﻟﺬﻱ ﺍﻟﻄﻼﻗﺔ ﻭﺍﻟﺪﺩ ﺻﻪ ﻏﻴﺮ
ﻣﺄﻣﻮﺭٍ ﻭﻫﺎﺕ ﻫﻮﺍﺗﻨﺎً ﺩﻱِ ﻣَﺎً ﺗﻬﺶ ﻋﻠﻰ ﺃَﺻِﻴﺪﺍﻷﻏﻴﺪ …
ﻟﻘﺪ ﺣﺎﺭﺏ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﻭﻗﻠﻤﻪ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻄﻮﻋﻮﺍ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻄﻠﻴﺎﻥ ﻭﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﻭﻧﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎﺭﺑﻮﺍ ﻓﻲ ﻛﺮﻥ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺼﺮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺃﻏﻨﻴﺔ ( ﻃﻴﺎﺭﺓ ﺟﺎﺕ ﺑﻔﻮﻕ ) .. ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ – ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪ ﻃﺎﺭﻕ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ – ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻄﻮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍﻟﺤﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺸﻮﺗﺎﻝ ( السكين المعقوفة ) ﺷﻌﺎﺭﺍً ﻟﻔﺮﻗﺘﻬﻢ ،،، ﻭﻗﺪ ﺃﺑﻠﻮﺍ ﺑﻼﺀً ﺣﺴﻨﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻮﻫﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﻄﻠﻴﺎﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻛﺮﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﺷﺎﺩﺕ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻟﻔﻼﺗﻴﺔ ﻭﻏﻨﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﻏﻨﻴﺔ ( ﻳﺠﻮﺍ ﻋﺎﺋﺪﻳﻦ ) .
إن ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﻠﻨﻮﻩ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎﺀ ﺑﺠﻬﻮﺩ ﻭﺩﻣﺎﺀ ﺟﻨﻮﺩ ﻣﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ .
ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺻَﻪْ ﻳﺎ ﻛﻨﺎﺭ
ﺻَﻪْ ﻳﺎ ﻛﻨﺎﺭُ ﻭﺿﻊْ ﻳﻤﻴﻨﻚَ ﻓﻲ ﻳـﺪﻱ ﻭﺩﻉِ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡَ ﻟﺬﻱ ﺍﻟﻄﻼﻗـﺔِ ﻭﺍﻟﺪﺩِ
ﺻﻪ ﻏﻴﺮَ ﻣﺄﻣـﻮﺭٍ ﻭﻫـﺎﺕِ ﻫـﻮﺍﺗﻨﺎً ﺩِﻳَﻤﺎً ﺗﻬﺶّ ﻋﻠـﻰﺃَﺻِـﻴﺪ ﺍﻷﻏـﻴﺪ
ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻐـﺮﺕَ ﻓﻜـﻦْ ﻭﺿـﻴﺌﺎً ﻧَﻴّﺮﺍً
ﻣﺜﻞَ ﺍﻟﻴﺮﺍﻋـﺔِ ﻓﻲ ﺍﻟﻈـﻼﻡ ﺍﻷﺳﻮﺩ
ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟـﺪﺕَ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜـﺎﻙ ﺑﻮﺍﺩﺭﺍً
ﻓﺎﺑﺬﻝْ ﺣﻴﺎﺗَـﻚَ ﻏـﻴﺮَ ﻣﻐﻠـﻮﻝِ ﺍﻟﻴﺪ
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺩّﺧـﺮﺕَ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﺴﺎﻟـﺔً ﻓﺎﻋﻠﻢْ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﺃﻧﺴﺐُ ﻣﻦ ﻏـﺪ
ﻭﺍﺳـﺒﻖْ ﺭﻓﺎﻗَﻚَ ﻟﻠﻘﻴـﻮﺩ ﻓـﺈﻧﻨﻲ
ﺁﻣـﻨﺖُ ﺃﻥْ ﻻ ﺣـﺮَّ ﻏﻴﺮُ ﻣُﻘﻴَّﺪ
ﻭﺃﻣـﻸْ ﻓـﺆﺍﺩَﻙَ ﺑﺎﻟـﺮﺟﺎﺀ ﻓﺈﻧﻬﺎ
« ﺑﻠﻘﻴﺲُ » ﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﺫﻫـﺎﺏُ ﺍﻟﻬﺪﻫـﺪ
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺒﺪّﺩ ﺷـﻤﻞُ ﻗﻮﻣﻚَ ﻓﺎﺟْﻤَﻌﻦْ
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺑَﻮْﺍ ﻓﺎﺿﺮﺏْ ﺑﻌﺰﻣـﺔ ﻣُﻔـﺮَﺩ
ﻓﺎﻟﺒﻨﺪﻗﻴـﺔُ ﻓﻲ ﺑـﺪﺍﺩِ ﺑﻴﻮﺗـﻬـﺎ
ﻃﻠﻌـﺖْ ﺑﻤﺠـﺪٍ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﺘﺒـﺪّﺩ
ﺻﻪ ﻳﺎ ﻛﻨﺎﺭُ ﻓﻤﺎ ﻓـﺆﺍﺩﻱ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ
ﻃـﻮﺭﺍً ﺃﺿـﻞُّ ﻭﺗﺎﺭﺓً ﻗﺪ ﺃﻫﺘﺪﻱ
ﻭﺃﺭﻯ ﺍﻟﻌﻮﺍﺫﻝَ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﻠﻜﻨﻲ ﺍﻟﻈﻤﺎ
ﻓﺄﻣـﻮﺕ ﻣﻦ ﻇـﻤﺄٍ ﺃﻣﺎﻡَ ﺍﻟﻤـﻮﺭﺩ
ﻭﺃﺭﻭﺩ ﺃﺭﺟـﺎﺀَ ﺍﻟﺒـﻴﺎﻥِ ﺩﻭﺍﺟـﻴﺎً
ﻓﺄﺿـﻴﻖ ﻣـﻦ ﺁﻧﺎﺋـﻪ ﺑﺎﻟﺸُّﺮَّﺩ
ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﻛﻨﺎﺭُ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛـﺐِ ﺳﺎﻫﺪٌ
ﺃﺳـﺮﻱ ﺑﺨﻔـﻖ ﻭﻣﻴﻀﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪّﺩ
ﻭﻋﺮﻓﺖُ ﺃﺧﻼﻕَ ﺍﻟﻨﺠـﻮﻡِ، ﻓﻜﻮﻛﺐٌ
ﻳﻬﺐُ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥَ ﻭﻛﻮﻛﺐٌ ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻱ
ﻭﻛﻮﻳﻜﺐٌ ﺟﻢُّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀِ ﻭﻛﻮﻛـﺐٌ
ﻳﻌﺼـﻲ ﺍﻟﺼـﺒﺎﺡَ ﺑﻀﻮﺋﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮّﺩ
ﺇﻥ ﻛﻨﺖَ ﺗﺴﺘﻬﺪﻱ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡَ ﻓﺘﻬﺘﺪﻱ
ﻓﺎﻧﺸﺪْ ﺭﺿﺎﻱَ ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺪﺕَ ﻭﺟَﺪِّﺩ
ﺃﻭ ﻛﻨﺖَ ﻟﺴﺖَ ﺗﻄﻴﻖ ﻟﻮﻣـﺔَ ﻻﺋﻢٍ
ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﻤﻠـﻮﻡُ ﻋﻠﻰ ﻋـﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻗﺪ
ﺻﻪ ﻳﺎ ﻛﻨﺎﺭُ، ﻭﺑﻌﺾُ ﺻﻤﺘِﻚَ ﻣﻮﺟِﻊٌ
ﻗـﻠﺒﻲ ﻭﻣُـﻮﺭﺩِﻱَ ﺍﻟﺮﺩﻯ ﻭﻣﺨﻠّﺪﻱ
ﺃﺭﺃﻳﺖَ ﻟﻮﻻ ﺃﻥْ ﺷـﺪﻭﺕَ ﻟﻤﺎ ﺳﺮﺕْ
ﺑﻲ ﺳﺎﺭﻳﺎﺗُﻚَ ﻭﺍﻟﺴُّﺮﻯ ﻟﻢ ﻳُﺤﻤَﺪ
ﺣـﺘﻰ ﻳُﺜﻮِّﺏَ ﻟﻠﻜﻤـﺎﺓ ﻣُـﺜَﻮِّﺏٌ
ﻟﻴﺬﻳﺐَ ﺗﺎﻣﻮﺭﻱ ﻭﻳﺤﺼﺐ ﻣﻮﻗﺪﻱ
ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺧﺎﻑ ﻣـﻦ ﺍﻟﻤﻨﻮﻥ ﻭﺭﻳﺒِﻬﺎ
ﻣـﺎ ﺩﺍﻡ ﻋﺰﻣﻲ ﻳﺎ ﻛﻨﺎﺭُ ﻣُﻬﻨَّـﺪﻱ
ﺳـﺄﺫﻭﺩ ﻋﻦ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﺃﻫﻠﻚ ﺩﻭﻧَﻪُ
ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﻟﻜـﻴﻦ ﻓﻴﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔُ ﺍﺷﻬﺪﻱ