اسامة عبدالماجد
¤ قحت المركزي ومليشيا حميدتي يضيق عليهما الخناق شيئاً فشيئاً.. كل الامور تمضي في غير صالحهما.. سعيا لتفكيك الجيش، وتحول الشعب كله الى جيش.. اجتمعت قحت في اديس ابابا تحت مظلة الاتفاق الإطاري بغرض توسعته بعد ان لفظها الشعب لتواطؤها مع حميدتي.. فشل الاجتماع وبالمقابل توحد الداخل تحت مظلة الجبهة الوطنية.. بالاعلان عن الناظر ترك رئيساً مؤقتاً ومؤتمر في البحر الأحمر لتاسيس اضخم تحالف سياسي ومجتمعي تشهده البلاد.
¤ تلجأ قحت الى جمع الشتات مثل حميدتي الذي جمع عربان الشتات لغزو البلاد.. مجموعة من حملة الجوازات الاجنبية و(عطالى) السياسة امثال حمدوك.. ومعاشيين اكلوا في إناء النظام السابق ولعقوه.. وكادوا ان يلعقوا احذية قادة الانقاذ ومن امثالهم السفير نور الدين ساتي.. اسالوه عن مقاس حذاء النائب الاول الاسبق على عثمان محمد طه ربما عرفه.. كل هؤلاء ومعهم قحت ارادت جهات خارجية ان تجمعهم في ملتقى مشبوه تحت مظلة الاتحاد الافريقي.. ولكن انهار المشروع وضاعت الاموال المدفوعة.
¤ وجد الاتحاد الافريقي نفسه في مأزق.. عدد من الجهات التي قدمت لها الدعوة سواء احزاب اوشخصيات مثل الكاتبين المرموقين د. عبد الوهاب الافندي ود. خالد النجاني يوقعون في قائمة الاعتذار.. ثم قوى حية ومؤثرة مثل مسار شرق السودان بقيادة خالد شاويش تسخر من تجاوزها، وتلاحق اللعنات الحدث.. المحصلة ان الاتحاد الافريقي يرفع لافتة ويكتب عليها (تعليق الى أجل غير مسمى).
¤ من اسباب التعليق التي لم ولن تعلن ان الاتحاد الافريقي والولايات المتحدة واخرين.. تيقنوا بفشل اي حل للمشكل السوداني يتجاوز الاسلاميين.. الذين انخرطوا في صفوف الجيش في معركة الكرامة دفاعا عن (الوطن) لا (الوطني) وقالت قيادتهم :(الانتخابات بس).
¤ يظهر ياسر عرمان وتبدو عليه الوداعة بعد صفعة خارجية افاقته من سكرته – اقصد السياسية – .. وقد عاد اليه قليل من الرشد .. يصرح لقناة الجزيرة مباشر : (قوى الثورة لم تحسن التعامل مع السلطة ونعتذر للشعب بعدم توفير القيادة التي يستحقها).. كل ذلك بسبب الحقيقة المرة – بالنسبة اليهم – ان العالم تيقن بحوار (سوداني سوداني)، دون اقصاء لأحد.
¤ تتواصل المتغيرات في المشهد بعكس ماتشتهي قحت والمليشيا.. يغادر القائد البرهان عرين الجيش (القيادة العامة) ويبدأ زيارات ميدانية ترفع الروح المعنوية للشعب قبل جيشه.. تنهار معها معنويات القحاته وعصابات حميدتي التي كانت تصدق اكاذيب( عرمان المليشيا) يوسف عزت ان البرهان حبيس (البدروم).. ولن يتحرك الا باذن من الهالك حميدتي .. يا للسذاجة.
¤ تبدأ الحكومة في ترتيب اوراقها.. ويجتمع نائب الرئيس مالك عقار بالسفراء المعتمدين بالخرطوم.. ويؤكد لهم ان ماحدث تمرد مدعوماً من الداخل والخارج.. وتبدأ الحكومة في محاصرة قادة قحت.. وتسحب الجوازات الدبلوماسية حتى من وزيرة الخارجية المقالة مريم الصادق.. والخطوة القادمة توجيه اتهامات لهم بالمشاركة في تدبير انقلاب الباغي الشقي.
¤ تشرع الولايات في حملات استنفار ضخمة.. واستعدت القواعد الشعبية للتصدي للمليشيا.. اذا سعت للغدر بها.. حتى لا تقع في الفخ الذي تعرض له سكان ولاية الخرطوم.. وتتوالى ادانات المجتمع الدولي للجرائم المروعة التي ارتكبتها مليشيات حميدتي.. وواشنطن تقول : (الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها مسؤولة عن العنف الجنسي ويجب محاسبتهم).. ويغادر سلطان عموم المساليت سعد عبد الرحمن بحر الدين الذي ارتكبت المليشيا في حق اهله عمليات تطهير عرقي وابادة.. يغادر تشاد ويعقد اجتماعات مهمة في القاهرة.. ويصل بعدها الى بورتسودان للاسهام في سحق المليشيا بكشف جرائمها.
¤ وفي الخارج تؤمن البعثة الدائمة للسودان لدى الامم المتحدة ظهر الوطن.. ويحرس رئيس البعثة السفير الحارث ادريس ونائبه السفير معاوية التوم البوابة.. ويتم تحرير شهادة وفاة لمستقبل رئيس بعثة يونتامس فولكر بيرتس.
¤ ومهما يكن من امر.. كل شئ يمضي في غير صالح قحت والمليشيا.. ويخشيان ان تنطبق عليهما ماتردده الفنانة ميادة قمر الدين ( بل بل بس غيرو مافي حل).