اسامة عبدالماجد
¤ قبيل غروب شمس الانقاذ بقليل، قدم احد الشباب في تقديم افكار ذكية لقائد التمرد حميدتي.. احضر له استاذ لتعليمه اللغة الانجليزية.. واقنعه بالرياضة، وبدأ معه فعليا المشي في الساحة الخضراء.. واتفق معه على استقدام اجنبي يعلمه قواعد (الاتيكيت والبروتوكول).. ابتعدت الانقاذ عن السلطة وابتعد الشاب الهمام عن محيط حميدتي وانزوى بمكتب بمقر شركة شقيقه رجل الاعمال، ولم تشفع له صلة الدم.. بعد اقناع انتهازيين لحميدتي انه من (الكي زان)، ووجوده الى جانبك خصما عليك.
¤ بعدها بدأ حميدتي رحلة التخبط السياسي وصولا الى انتحاره عسكريا.. قبل ايام تواصلت الفوضي.. قررت المليشيا – ولا اقول قائدها – تشكيل لجنة سياسية للتواصل مع القوى السياسية والمجتمعية والحركات.. برئاسة (عرمان المليشيا) يوسف عزت والمدهش حقا ضمت اثنتين من النساء.
¤ لم تقدم المليشيا منذ نشأتها عنصرا نسائيا. في الواجهة.. لديهم قطيعة نفسية مع المرأة.. لم يسمع احدهم باحدى زوجات حميدتي، تظهر في الاعلام تقوم بنشاط طوعي او اجتماعي بحكم موقعه السيادي الذي كان يشغله.. بل ان حميدتي في وقت ما كان لا يصافح النساء.
¤ فيما عدا ذلك كان هناك ظهور محدود وفي نطاق ضيق لاثنتين بجوار عبد الرحيم دقلو.. واحدة تسللت من نافذة الاعلام.. والثانية تقربت بطريقة ماكرة من خلال تغلغلها في المجتمعات المرموقة.. كانت حلقة الوصل بينه ومجالس الخرطوم.. لكنه حضور ليس بالسياسي.. فما الذي دفع المليشيا هذة المرة لاستخدام مساحيق التجميل ؟.
¤ من الخبل السياسي ان تحاول المليشيا العمل علي خلق جناح سياسي او التحول الى حزب في المستقبل.. بعد الجرائم التي ارتكبتها.. هي فقيرة سياسيا رغم ثرائها ماليا.. انظروا ليوسف عزت وستصل بسرعة الى النتيجة المذكورة.. (الصحاف) يكذب كما يتنفس عند كل اطلاله اعلاميه.. يعجز في توفير اجابه معقولة دعكم من ان تكون تكون منطقية.
¤ لكن القرار بوجود نساء داخل (الغرفة) السياسية للمليشيا مؤشر صريح لغياب حميدتي فعليا، او عجزه التام في اصدار القرارات.. لاسيما وان القرار داخل المليشيا ظل ينحصر في شخصه.. ولو توسع لا يتجاوز شقيقه عبد الرحيم.. ولذلك تنعدم الشفافية، وتكثر المفاجأت الضاره في احايين كثيرة.. ابرزها التهور بمحاولة الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح.
¤ وجود نساء وسط المليشيا وان لم يرتدين الميري.. يشئ بوجود متغيرات ابرزها سيطرة عزت على مقاليد الامور خارج الميدان العسكري لا سيما وان واحدة من اعضاء لجنته مقربة جدا منه.. وربما قد يكون دانت له كذلك السيطرة على اموال المليشيا.. رغم وجود شقيق حميدتي مسؤول الاستثمارات الخارجية القوني بالخارج.. لكن يتفوق عليه عزت بسهولة حركته لامتلاكه جواز سفر كندي.. وإن كان القوني لا يعجزه التنقل لتوفر المال.
¤ ان علاقات عزت بالسياسيين اقوى كونه المستشار السياسي للمليشيا.. كما هو عضو بالحزب الشيوعي – لا ادري ان كان سابقا ام لا يزال – لكن حنى ولو كان حميدتي في حالة عجز او غياب.. فان عبد الرحيم كذلك فقد السيطرة على الاوضاع ولم يعد بمقدوره حشر انفه في كل صغيرة وكبيرة كما كان يفعل في السابق.. هذا حال قدرنا ان عزت خدعه باهمية التنوع وابعاد حقيقة التورط في مستنقع القبيلة الآسن.. وكان ممكنا الاكتفاء بامراة واحدة لا اثنتين.
¤ آخذين في الاعتبار ان من تمت الاستعانه بهن في اللجنة يخلو سجلهن من الحصافة السياسية، والخبرة والدربة.. بل ان احداهن مصابة بداء (القلق السياسي) وهي (متحولة) من حزب الى حزب وهذا نوع من (الشذوذ السياسي) – إذا جاز التعبير- يفقد صاحبه التقدير في المجتمع.. ويشوه سمعته. ولا يجعله محل ثقة.. وهذا يؤكد سيطرة عزت على (اولاد دقلو).
¤ حسنا.. لن تتغير الصورة القبيحة التي ترسخت عن المليشيا مهما حاولت ان تجري (عمليات تجميل) لوجهها القبيح.. او عملية (تكبير) لصدرها السياسي.. او عملية (تخسيس) لجسمها غير المتناسق جراء ضربات الجيش الموجعة.. وحتى خضعت لعمليات (شفط دهون) فستظل بطنها كبيرة مليئة بالمال الحرام.. ستظل المليشيا مجرمة ولو حاولت تغطية عيونها المليئة بالشر ب (عدسات) التنوع.. حتى وان اجرت عملية تكبير لشفاهها التي يخرج من بينها الدم.. ولو حاولت التزين بكل ذهب حميدتي.. ولو تحدثت بصوت ناعم بعيدا عن صوت الرصاص الذي تتحدث به مع المواطنين قبل الجيش.. كانت المليشيا تبلع حبوب (الجيران اتخلعوا).. لكن ظهرت على حقيقتها.
¤ ومهما يكن من امر.. لن تستطيع لجنة عزت ان توقع احدا في شباكها، ولن تقنع احدا.. ولن نأمن حميدتي ولو ظهر من حوله حارسات مثل القذافي او مالك عقار.. فهو يقود مليشيا مغتصبه للنساء.