اسامة عبدالماجد

¤ ما سر الدفاع المستميت للرئيس الكيني وليام روتو عن المتمرد حميدتى، وما الرابط بينهما .. هل هو شغفهما بالحيوان ؟.. الاول كان يبيع الدجاج على قارعة الطريق ونال شهادته الجامعية في علم الحيوان والنبات.. بينما تشير تقارير صحفية الى ان الثاني بدأ حياته بالتجارة في الحمير، ثم تأمين الابل المصدرة الى ليبيا.. ولا احد يعرف له تاريخا في العلم.
¤ لكن يتشابهان ان كليهما اصبحت لديه ثروة طائلة، ظل مصدرها موضوعا للعديد من الشكوك والاقاويل.. فالرئيس الكيني اصبح مستثمرا في زراعة الذرة وإنتاج الألبان وتربية الدواجن وامتلك مساحات شاسعة من الأراضي.. لكنه واجه عدة مزاعم بالفساد والاستيلاء على مئات الأفدنة من الأراضي السكنية والاستثمارية والزراعية.. واتهم في عدد من قضايا الفساد التي شككت في مصادر أمواله التي تضخمت بشكل كبير خلال العقدين الماضيين
¤ بينما لا يعرف احد حقيقة مليارات حميدتي.. الذي صورت له جهات في العامين المنصرمين انه قذافي آخر يمكن ان يمول حركات وانتخابات.. وبمقدوره تغيير انظمة، والاستيلاء على السلطة في الخرطوم.. فاز روتو بانتخابات الرئاسة في بلاده اغسطس 2022 بنسبة ضئيلة عن منافسه حاصلا على 50.5%.. حامت حولها شكوك حيث رفض أربعة من أعضاء مفوضية الانتخابات السبعة المصادقة على النتائج، قائلين إنها (غير شفافة).
¤ مع ذلك بدأ حميدتي مفتونا بها.. لدى زيارته نيروبي قبل تمرده بثلاثة اشهر.. ولقائه بالرئيس روتو حيث تمنى الوصول لحكومة مدنية، ببلادنا توصلنا لإنتخابات حرة ونزيهة، وقال مثلما شهدت كينيا، وبعض البلدان الأفريقية التواقه للديمقراطيه.. عجبا للباغي الشقي الذي يتحدث عن الديمقراطية.
¤ لن يجرؤ قائد المليشيا ولا روتو على الافصاح عن مصدر تمويل حملة تلك الانتخابات.. ولا مصدر اموالهما.. وكان روتو يذهب إلى المدرسة حافي القدمين، حتى انه امتلك حذاء للمرة الأولى في حياته وعمره 15 عاما.. هكذا حال كثير من الكينيين حيث يعيش ثلاثة أشخاص من كل عشرة في فقر مدقع.. ويشترون الطماطم والبصل وغيرها من السلع الزراعية بالواحدة وليس بالكيلو
وشهدت كينيا أسوأ موجة جفاف مؤخرا لم تشهدها منذ أكثر من 40 عاما.
¤ من هنا قد تفسر عزيزي القارئ سر تمسك روتو باعادة المتمرد حميدتي (الثري) للحياة السياسية.. ومع ان الصورة واضحة ظلت الحكومة صامتة مع وقاحة القيادة الكينية التى تختزل الصراع على إنه قتال بين جنرالين.. وعقدت اجتماعا للآلية الرباعية لبحث الوضع في السودان بينما اكتفت حكومتنا بالاعتراض على عقد الاجتماع، وغير معنية بمخرجاته.
¤ بينما تملك اهم سلاح يمكن ان تؤدب به كينيا وهو وقف استيراد الشاي – العمود الفقري لاقتصادها – .. خاصة وان لؤمها ليس بجديد صفحتها المفتوحة معنا سوداء.. سجلها حافل بالمخازي، لها موقفين قبيحين.. في مفاوضات نيفاشا انحازت للمتمردين بقيادة قرنق.. وكان وسيطها سيمبويو مثل روتو غير مؤتمن مع العلم ان الاخير حشر انفه وليس وسيطا.. فطنت الحكومة (ايام في البلد حكومة) للخبث الكيني.. (لوت) ذراع نيروبي التي تؤلمها بتضييق الخناق على صادر الشاي.. والسودان واحد من اهم الاسواق في العالم للشاي الكيني.
¤ كان قرار الخرطوم مثل صخرة ضخمة على صدر نيروبي.. اضطرت القيادة الكينية ابتعاث وزيرين الى الخرطوم كادا يقبلان قدمي المشير البشير الذي ارغمهم على تليين مواقفهم.. الحادثة الثانية اصدار احدى المحاكم الكينية غير الامينة مذكرة توقيف في حق المشير البشير العام 2011.. ردت الخرطوم الصفعة اشد إيلاما، ابلغت السفير الكيني مغادرة الخرطوم خلال ثلاثة ايام فقط وطلبت من سفيرنا هناك العودة فورا.. (بلت كينيا قرارها وشربت مويته).
¤ ومهما يكن من امر، تاديب كينيا ورئيسها ذو العلاقة المشبوهة مع المليشيا، يحتاج فقط لقرارات.. سيما وانه يغلب مصالحه الشخصية على مصالح بلاده.. ولتكون البداية بمصادرة ممتلكات المتمرد حميدتي بكينيا لصالح حكومة السودان. وتكليف سفيرنا كمال بمتابعة الملف بدلا من انشغاله باستقبال حمدوك وثلة المتامرين.
وسنواصل