من تلقاء سياساتهم الداخلية والخارجية الرعناء او ابتزازا لتورطهم المفضوح بجريمة محاولة الاغتيال الاشهر، فكان الانخراط المنافق الاعمي دونما بصيرة ومصلحة وطنية الا من رغبة محمومة لاجل خلاص شخصي بالمقام الاول ثم بالمقام الثاني للعصبة المتنفذة المتورطة بسوء فعالها ورهانها وبائس مشروع مصالحها بالداخل والخارج… لتركب طغمة غير مبدئية لا تؤمن اصلا بحجية الفكر والثقافة وولايتهما علي السياسة، ومن قبل ذلك السلام نفسه ، بحسبانه الحالة الطبيعية :حراكا مجتمعيا ، تداعيا حرا بقواه المدنية وبالياته السلمية، دون سواهما من ادوات لا تنتمي لحقليهما المحايد ولخارج مجاليهما الحيويين: تعويلا مطلقا واوحد علي اساليب الترغيب والترهيب وسلطتي اكراهما المادي والمعنوي، بعنفي المال والسلاح، والذي في كثير من حالنا بالامس وراهن اليوم لا يعترف الا بهما لصناعة ادورار الامر الواقع وبناء(اوشراء)الولاء السياسي ومايترتب عليهما من ظاهرات الهشاشة البنيوية لهياكل وبرامج السلطة السياسية المنبثقه عنها خصوصا لدي مخاطبتها لاهم اشتغالها،ممثلا بالتحول الديمقراطي الكامل والسلام غير المنقوص،كما بتجربة الانقاذ (المباد) لخمس سنوات انتقالية (اولي) بداءت توقيعا علي اتفاق وانتهت استفتاءا لم يجعل من الوحدة خيارا جاذبا وحال لم يوصل بالطبع لعتبتي سلام او ديمقراطية وبالاحري تفكيك سلطتي الاستبداد والحرب،كما جاء باهم بنود برامج حكومتها…سينجح الاستثمار السالب في اختطاف المشهدية (النيفاشوية)…وسيبدل الفرصة (التاريخية)من ان تكون لحظة (الاتفاقية) لحظة من اجل الوطن والحقيقية والمصالحة الشاملة بزخم السياسة الاخلاقي الانساني وعمقها العلمي المعرفي،الي محض ان تكون لحظة (سياسوية) مبتسرة بين خصمين اختطا لنفسيهما:شراكة بعنوان (استراتيجية) وتحالف باسم (وحدة وطنية) بحظوظ من رؤي وكسب حزبي ضيق ولكنه غير محدود بما يضفيا به و عليه من اوضاع حصرية وقداسة (فوق دستورية) والاسوا من ذاك هو انه بعد برهه ليست بالطويلة سرعان ما خبات جذوتها ومدها الوحدوي،بعد غياب رمزي التفاهم الوطني الذين اسسا لاحتمالية بزوغ مشروع واعد للمساومة التاريخية (د.قرنف و د.الترابي) الاول بالغياب المادي علي اثر الموت المفاجئ المريب والثاني بالغياب المعنوي علي اثر ابطال متعمد لدوره و لمفاعيل تفاهماته علي الساحة الوطنية: بفعل ماوقع فيه من اخطاء وما قابله به الطرف الضرار المتحفز من وحشية وعنف طالته ومايمثل ليس وحده هذة المرة،بل وايضا لمهددين حقيقيين لوضع الاستبداد المهترئ ولقوي الردة والرجعية التدينيةوهم ثلة متقدمه علي صفه (طرحا وموقفا) واوسع منه بتيار الاستنارة والوعي الديمقراطي المتضامن والتي حمت ظهر المذكرة ومن بعد الاتفاقية بل والمرحلة برمتها،و نافحت عن خيار الحرية عن قناعة ومصداقية، وقاومت كل اشكال المشاركة بالسلطة حتي سقوطها الداوي، وقد لاقت في ذلك صنوفا من الاذي والكبت والتهميش وذلك ليس بغريب من طرف المعادلة الاخر النقيض وماهو قادر عليه من طرح انتهازي وعطاء باداوات الثروة و ديناميات السلطة…ولكن الاسوأ من ذلك هو عوضا عن تقدير الموقف كما ينبغي وتحسس الاطار العام الصائب المستشرف لروح ومادة المستقبل الديمقراطي كان اولا: سعي مجموعة تفاوض الانقاذ المحموم وقد استشعرت الخطر في ان تدافع عن نفسها في وجه اي مهدد وجودي لدورها المستقبلي وفي اقصاء اي لاعب محتمل خصوصا اذا كان اكثر منها اصالة في الرؤية التقدمية ومبدئية بالايمان بحتمية المسار التسالمي وقد تقارب اجل استنفاذ دورها المطلوب منها علي مستويي الداخل والخارج، ان تستميت في ان تحافط علي مصالحها الاقتصادية بالدرجة الاولي ثم السياسية، عبر سيادتها المطلقة علي المجال العام، الذي لاتقبل شريكا معها فيه بالوطن او كطرف ثالث بعلاقتها الجديدة الا باختيارها ورضائها في وجه اي تهديد حال او وشيك ثم كان ثانيا:وهو الاهم (القاصم) ان المتنكبون المحرفون لميراث:الرجل الاول بالحركة الشعبية في الوحدة، والرجل الثاني بمؤتمري التاسلم الوطني والشعبي في الحرية، سيضعا يديهما علي يدي بضع مصالحهما الضيقة ويسيران كتفا بكتف نحو خمسية حاكمة، ستختار مع سبق الاصرار والترصد، نخب مابات يعرف بالقوي الديمقراطية الجديدة ومتنفذي الحركة الشعبية من قياداتها المدنية المتعسكرة وعلي خلاف السير الطبيعي لمنطق التاريخ ومن خلفهما السياسة و الاجتماع كله ان يتحالفا بقصر النطر وبسوء تقديرالسياسة،بل وربما بالمراهنة (التكتيكية) علي حساب الرهان (الاستراتيجي) مع عصب التاسلم النيفاشي اوتحديدا مع متنفذي مجموعة التفاوض الامنية المتمدنة،وعلي راسها من (علي) خفي متامر الرجل الاول بالحركة والدولة، وقد ظنوا بماسولت لهم انفسهم وما جبلت عليها من شك وعقولهم المعلوماتية وما الفت من مكر ، وربما بصادق امنياتهم او متوهم احلامهم:اعتقدوا انها السانحة والفرصة التي قد لاتعوض لتجاوز قيادة ومرحلة تاريخية، تاتي من خلفية اخري ومن ماضي استمدت منه شكل وعيها و تجاربها بغير ما اساليبهم البالية .
وانها كانت تعرف جيدا احتمالية انها قد تقف حجر عثرة امام خطتها (الاتاريخية) لاحداث التحول التاريخي، بغير ما ادوات التاربخ: بمفاهيمه ومناهجه وقواه وحراكه المجتمعي العفوي الحر،ليستعيضوا عنه ويستبدلوه باليات مصطنعة متعالية تقع خارجه وتمارس عليه سلطتها تحت عناوين مختلفة:تطهرية ثورية، قوامية اخلاقية، بل حتي ادعاءباحتكار المعرفة وتمامية الحقيقة، وهو عيب شائع وعرض جانبي جوهري وصفة اصيل لمتلازمة تصيب الزاعميين، من حركات السياسة العقائدية:تحكما بالمصائر العامة والخاصة، تدخلا بالوصاية علي الناس والتاريخ، حدث ذلك مبتدا عند تبربر الانقاذ الاولي لخطيئتها التاريخية التي قد لا تغتفر بالانقلاب علي مسار ديمقراطي ثم باخطائها السياسية المتلاحقة التي قد لاتنسي بمحطات تلبسها لمشروعها (الحضاري) الفاشل ثم من بعد ، تسميا باقنعة السلام والحوار بالامس القريب والخشية اليوم ان تعاود الكرة بذات النهج القديم والاصطفاف المقيت، وقد حذرنا منه قوي الديمقراطية والسودان الجديد ومن عواقب الركون لتدبيرهم والثقة بنواياهم ولكنهم لم يستمعوا لخالص نصحنا ومتجرد قراءتنا لما نعلم من تاريخ حقيقي لمتاسلمي نيفاشا:لامبدئيتهم المتاصلة ولجذر موقفهم من قضايا الثورة والتغير،وعلي راس الدولة والحركة منظريهما مثال:المتسيس ال(علي) و والمتفيقه ال (امين) وقد جمعهما ايمان مشترك بالشمولية (التوليتارية) وبالهيمنة (الدولاتية) المطلقة كفضاء اوحد وممكن للفعل السياسي لطبقة (الاوليغارشية) الجديدة استخداما لامحدودا لامكاناتها القامعة تعاملا مع الكيانات والمشروعات السياسية بحسبانها موضوعات تابعة وخاضعة ومجالا للتجريب والانتهاك الامني المستمر الذي يحدد سقوف فاعليتها ودورها السياسي (الممنوح) بالساحة وليس بحسبانها مشروعات مستقلة تملك حقا اصيلا ومتكافئا بالنماء الثقافي والسياسي الحر،الاول:بعدم اعترافه وبماصرح لنا به من عدم ايمانه القاطع بفكرة المجتمع القائد المبادر واولويته (فهو يجد نفسة:جذريا ضد نظرية تلاشي الدولة، بزعم انها تصلح لحالمي الفكرالسياسي المثالي ولكنها لاتصلح لسودان نطمح فيه كما قال وقد دخل لاول سنيه عهد النفط ان نرتع فيه وان ناكل من خير ريعه خريف اوخريفان، ثم بعد ذلك ننظر كما اوضح في امكانية بسط الحريات،وحتي نصل لذلك فالواجب المغلظ هو في ان: نحتفط بالدولة بكامل سطوتها لتحقيق اكبر قدر من التمكين للمشروع الحضاري، والقول مازال مسترسلا حرفيا علي لسان ساخر:ان ابوبكر الصديق كان اسمه خليفة المسلمين،ولم يكن امينا للجنة الشعبية العامة اولحزب) اما الثاني: فبما ظل يردده علي مسامعنا دون كلل، لا من حياء لقصور وتفاهه فكرة او وجل من تحدي موضوعي لطرحه من داخل منظومته او خارجها وهو يجاهر: بان ليس هنالك من احزاب تستحق الحياة وان يدار بها ومعها الشان العام الا من تمتلك سلطتي المال و السلاح وهما حينها المؤتمر والحركة وما دونهما توابع تدور في فلكيهما وعدم تعويله علي كسب سياسي لايتاتي من محصلة قوة او ناتج لصراعها:مجسدا لمقولة قديمة و لخبله (المتمركس) التليد المبطل لمفاعيل الافكار والسياسة وابعادهما الانسانية الاخلاقية (اوالمؤنسنة) في اتجاه يستند علي شرعيةالقوة غير المعظمة لشرعية الحق، وفي اتجاه اخر صنو له لايؤمن بالديمقراطية كما نعرفها انتخابا حرا وارادة شعبية مصدرة للسلطات ومحل لاصلها،بل بالديمقراطية القطبية (المهندسة) التي تقوم علي مركز احادي اوثنائي مهيمن علي المجال العام ثم بتفريع مستصنع هجين من نواتها، ومن عجب الرجلين اليوم بعد افاقتهما من سكرة السلطة ضحي بعد ان داهمتهم بغتة بصبح مطل كالحريق ظهيرة شمس الحقيقة، ان ادعوا وبضع رهطهم، بمعلول القلم وملحون الكلم نسبا وصلة بلاسند بقضايا الحريات وتيار دفعها المتنامي، الذي ما انتصرا له يوما حتي سقوطهما الداوي مع نظامهما المقتلع، بل بتاريخ لجماعتهم،مشهود متنكب لمبادئها مسطور ومحفور بجدار ممارساتهم السياسية ولكنها سماحة الثورة التي تمنحهم حرية التعبير واريحية الاطلالة، لاسيما من يتسلل علينا لوذا وبدواخله شئ من حتي، وكثير غرض مسكوت عنه، بمدوناته المرسلة تتابعا بدروس مبتسرة وساذجة في بدهيات انكرها دهرا وصمت عنها طويلا وتذكرها هكذا فجاءة بعد ان غيبها عن (فطنته) بتعمد متواطئ في زمان حموة معركة الحريات و الحقوق الاساسية، وقد بلغ به الزهو بالسلطة حد الثمالة،بعد ان خان هو وامينه العام الجديد امينهم العام القديم، بمن استظهروا بهم ظلما وعدوانا،ان صرح:بانه يعتقد جازما في معرض حديث لنا، بان شيخه الاول لا يستطيع لاهو ولا المئتي شخص الذين معه ان يقلبوا طاولة، ناهيك عن سلطة ولو كان الامر بيده اوحدا لاطلق سراحه من محابسه بكل جولة صراع ومن شايعه من قوي و احزاب هامشية، لاتغير شيئا بمعادلات الواقع الوطني، وهو انذاك (متفيفه الحركة) الاشهر الذي يصبغ علي (قبيح) السلطة والسلوك (المتعسكر) مسوح (تجمله) المتدين (المتمدن) والعسكر في ذلل قد لايلام الا بالدرجةالثانية فذلك ماجبلوا عليه ب (عقلية الامرة التراتبية)…..>>>يتبع
( انتهي في السادس من أبريل2021.)
• كاتب صحفي وباحث في مجال دراسات السلام والتنمية.
• عضو مؤسس لحركة تضامن اجل الديمقراطية والعدالة الإجتماعية.