✍️ بكري خيري – الدوحة
أغنية (يا الغرامك لى جسمي ناحل) أطلّ بها الفنان عوض الجّاك و من بعده الفنان خوجلي عثمان بإعتبارها أغنية حقيبة نالت حظها من القبول والرواج . أفاد صديقي البورتسوداني هاشم بابكر بأن شاعر هذه الأغنية من منسوبي مدينة بورتسودان المبدعة واسمه محمد الحسن أحمد محمد صالح الملقب بأبو عمة وأصوله من قبيلة الشايقية . هذا الشاعر كان يعمل في مدينة بورتسودان بشركة الجزيرة وسكن مدينة الثورة فى المنازل الخاصة بشركة الجزيرة وبعدها أصبح رئيساً لنقابة الدلالين بالسوق الكبير . جمعته صداقة مع الطبيب الجراح الأديب الشاعر د. إسماعيل نابري عندما كان مديراً طبياً لمستشفى بورتسودان ويقول الرواة إنه كان يتردد على المستشفى فى زيارات منتظمة لصديقه نابري الذى يهوى الأدب ومجالسة الشعراء وتصادف أن رأى أبو عمة ممرضة هناك فأعجبته وأسرت قلبه الرهيف فأصبح يتردد على العنبر لرؤيتها. الفتاة كانت سعيدة بهذا الإعجاب مع انها كانت تتوارى خجلاً عندما يداعبنها زميلاتها قائلات : (جِدّك جا) . لحسن حظ الفن السوداني حرّكت هذه الممرضة البسيطة فى صاحبنا جرثومة الشعر فكتب فيها هذه الأغنية التى نالت نصيبها من الإنتشار لكن الغريبة أن اسم شاعرها لم يُعرف فى الأوساط الفنية آنذاك برغم انها مصنّفة كأغنية حقيبة . في مجمع من أهل الفن والمَغنى جاءت سيرة من هو شاعرها فقال لهم الحصيف الظريف محمد بشير عتيق : (أبحثوا عن شاعر هذه الأغنية فى بورتسودان لأن عبارة جوزعيونو مدافع السواحل دي ما بقولا إلا زول من بورتسودان) .. وكان كلامه عين الحقيقة لأن عتيق يعرف بورتسودان جيداً وسبق أن جاء إليها فى عام 1936م منقولا فى وظيفة برّاد فى مصلحة السكة حديد محطة بورتسودان ومكث فيها لفترة كتب خلالها بعض الروائع ومنها اغنية (أرجوك يا نسيم روح ليهو) فى إحدى حسان مدينة الثغر . بعدها عرف الناس إسم الشاعر الذى كان أيضاً قد كتب للفنان النعام آدم الاغنية الشهيرة (ست الجمال المفدوع قواما) وقصائد أخرى مغنّاه وجرى إحترام إبداعه لهذه القصيدة (يا الغرامك) وفي ما يلى نصها الكامل :
يا الغرامك لي جسمي ناحل
يا المضمّر مفدوع وكاحل
جسمي بيك محروق اضحي ناحل
اما نوم عيني راح مراحل
زي سحاب الضحي مشيو راحل
وجوز عيونو مدافع السواحل
يا أزاي البي حبي جاهل
يا حلو النفحات والمناهل
يا القسيت بالشوق ماك ساهل
بيك مساهر الليل دمعي باهل
أهدي ليك روحي بدون مقابل
بالأذى وهجرك برضى قابل
في غناي صارحت الـبلابل
وباحترام لي شخصك اقابل
يا الجميل في هواي ماك سائل
وليك أبكي واحكي المسائل
ما بهم القال و الأقايل
يا اب طريفآ مكحول و واجل
ليك مخلص وجد ماني هازل
يا البعيد فى سابع المناهل
كل مناى أبقى عليك أغازل
أهوى قُربك أكوي العوازل
ايدو جدلة ولي ديسو سابل
الكـثيب اللي قوامو هادل
بدلالو ما اتأخرتَ قابل
امتى تنصف وتبقالي عادل
فى ثياب الحيا انت رافل
وبيك تنور تزدهر المحافل
طرفي جافا النوم ماهو غافل
ومن دلالك نافر وجافل
