ثقافة ومنوعات

حسن فضل المولي يكتب : ليلة زفاف …

كان حالي ليلتها ، كما صوره صديقنا المرهف ( مدني النخلي ) ..
( واقف براك والرِيح عَصَف
ريحاً كسح زهرة صباك
ليلاً فتح شُرفة وجع
قمراً رحل فارق سماك
مطر الحزن عاود هطل
ضي المصابيح البعيد
أتعب عيونك .. و انطفا ) ..
و كان الناس من حولي يستبد بهم الخوف و الإشفاق على حياتهم ، التي أصبحت نهباً للشقاق و الانفلات ، فلا تكاد تجد أحداً إلا وفي نفسه حسرة ،
و في حلقه غُصة ، لما آل إليه الحال وانحدرت إليه بِيْضُ الآمال ..
لكن بالرغم من ذلك ، تتجلى للأنفس سنةُ الله الغالبة ، التي تجعل الحياة تمضي ، على نحوٍ لا مناص من أن يرتضيه الإنسان ، و هو يتقلب من حزن إلى فرح ، و من ضيقٍ إلى سَعَة ، و من خوفٍ إلى أمان ..
فإذا كان الموت يختَطِف فإن الحياة تُعطي أضعافاً ، وإذا كانت المكارِه تُحدِق فإن مع العسر يُسرا ، و إذا كانت الأحزان تُخَيِّم فإن الأفراح تأبى إلا أن تُطل بألف وجهٍ ، و ألف لسان ..

بهذا الإحساس المُطبِق والمُسْتيقَن ، ظللت أسعى بين الناس وأعايش أحوالهم و أطوارهم ، في كل مظاهرها و تجلياتها ..
و لكن ياترى !!
هل كنت مُحتاجاً إلى هذه ( التَوْطِئة ) لمجرد حضوري ذلك ( العُرس ) ؟ .. رُبما ..
المهم ..
كانت دعوتي من ما هو مألوف في مثل هذه ( المناسبات ) ..
وكان حضوري استجابة طبيعية لمثل هذه ( الدعوات ) ..

عند مدخل ( الصالة ) و كالعادة ، وجدت الأقرب إلى ( العِرسان ) يتوزعون في صفين متقابلين ..
اتخذت لنفسي مكاناً يُمَكِّنُني من كشف ( الملعب ) ، و رؤية ما يجري أمامي من مظاهر الفرح الطاغي ، و كان أن انضم إليَّ أحد الأصدقاء ، و الذي أسعدتني رؤيته بعد أن تفرقت بنا الدروب لقرابة العشرين عاماً ، ورغم التجاعيد التي رسمت على و جهه خطوطا متعرجة ، والشيب الذي غزا رأسه و مفرقيه ،إلا أنه لايزال يحمل وجهاً منبسط الأسارير ،
وتتخلل تعليقاته و قفشاته ضحكة مُجَلْجِلة ، كثيراً ما تسترعي انتباه الذين يجلسون قريباً منا ..
وانضم إلينا ثالثٌ ، و رابعُ ، و اثنان ، أحدهما لم يترك شاردة و لا واردة إلا أحصاها ، فكان كلما رأى منظراً حسناً أو عجباً وَكَزَ صاحبه بِمِرْفَقِهِ .. و أنا بطبعي يضايقني مثل هذا السلوك الأرعن ..
ما علينا ..

هاهم ( المَعَازِيم ) يَفِدون بلا انقطاع ، زرافاتٍ و وحدانا ، شيباً و شباباً ، و من هم بين ذلك ..
و الأزواج قلة منهم يأتون جنباً إلى جنب ، و كثيرون في تباعد بيِّن ، و لا تكاد تجد اثنين تشابكت يديهما ، ( زي ما بيحصل في بلاد بَرَه ) ..
و تلك مجموعة أشبه ( بهوانم قاردن سيتي ) بينهن تلك ( الخمسينية ) تتهادى و قد أحاطت نفسها بكلما استطاعت من زينة و ( جواهر ).. تتبعها فتاة غَضَة بَضَة ، ليست أقل من تلك التي ورد وصفها في رواية ( جين إير ) ، إن لم تكن قد بَزَّتها ..
( فارعة القوام ، ناهدة الصدر ، ذات نحرٍ طويلٍ رشيق ، ومُحيَّا أسمر صافٍ في لون الزيتون ، وقسمات نبيلة ، وعينان كبيرتان سوداوان لهما وميض اللآلئ ، و شعرٌ جميلٌ حالكُ السواد ، تفننت في تسويته ، و عَقَصَتْهُ من الخلف على هيئة تاج من الضفائر ، و أسدلته من الأمام خصلات لا تُضاهَي طولاً و نعومة واتساقاً .. و كانت ترتدي ثوباً ناصع البياض ، وتضع على كتفها و صدرها وشاحاً بلون الكهرمان ، عقدته على جانب من خصرها وأرخت أهدابه الطويلة المزركشة على ساقيها و … ) ..
و من يماثلنها قد سبقن إلى داخل ( الصالة) ، لذا فإن فرصتها في التَمَيُّز ، ستكون صعبة ، إذ أنها تَنفُش ريشها الليلة في حديقة الطواويس ..
( و كم في العُرس أبهى من عَروسٍ
ولكن للعروس الدهر ساعد ) ..
و إن كان في مثل هذه الليلة ليس كل مايلمع ذهباً ..
و ليس كل ما يُبهر يصدر عن خِلقةَ
و طبع ..

و رأيت من يتوكأ على عصاه ، و تلك التي أكل عليها الدهر وشرب ، ولسان حالهما :
( كانت لنا أيام
في قلبي ذكراها
مازلت أطراها
ياليتنا عدنا أو عادت الأيام ) ..
يتبعهما بنين و حَفَدة ، هم زينة الحياة الدنيا ، و زُخر ( الأيام الجاية ) و مددها ..
و أطل ( شيخ الأمين ) بقامته المديدة وثيابه الفريده ، يتبعه رَهَطٌ من حيرانه ، فمالت إليه الأعناق و تكاثر حوله المُحتفون من الجنسين ..
و ( شيخ الأمين ) الذي كلما زرته أو قابلته ، يمنحني من بشاشته و كأني الأقرب إليه من سائر العالمين ، وهو إحساس يغمر كل من اقترب منه .. إنه مسكون بالجمال ، و ( مسيده ) موئل عذب للجمال ، لذلك فقد نصحت مرة أحد الذين أضناهم البحث عن ( نصفه ) المأمول ، أن عليك ( بمسيده ) فقد تجد هناك ضالتك المنشودة و كذلك عونه المعهود ..

وبينما الحضور منهمكون في أُنسٍ بهيج ، و طربٍ متدفق ، أُطفئت الأنوار لتلوح طلائع موكب ( العِرسان ) يرسمها في أبهى لوحة ثُلة من الفتيان و الفتيات بِزِيٍ متماثلٍ أنيق ، وهم يتسللون في خِفة ورشاقة و ابتهاج ..
و من خلفهم أقبلا ..
يداً بيد ..
يطآن الأرض في رفقٍ وتؤدة ..
و إن كانت العروس في مشيتها ، أشبه (بالقطاة ) ، وهي طائر في خَطْوِه تَقَارُبٌ مع نشاطٍ و دلال ..
و (البنيات ) من خلفها يسحبن ذيل ( الفستان ) الممتد في زهوٍ وخُيَّلاء ..
و بينماهما يخطوان بمحاذاتنا ، استوقفتني تلك المرأة الوقور ، و هي تَلمُّ إليها ابنتها المُلْتهِبَة لتهمس في أذنها ، و كأني بها تقول : ( أريتو حالِك يابتي ) ، و هي الأمنية التي لا تفتأ تبوح بها الصدور ، و تطلقها الشفاه النَشَاوَى ، في تلك الليلة المعبأة بالفرح و ( الأماني العذبة ) ، و التي هي في وجدان العروسين ( ليلة عمر ) ..
( ليلة لو باقي ليلة في عمري
أبيه الليلة ) ..
و يالها من ليلة ..
إن لم يُقدِّر الله “عز وجل” بعدها ما
ما يذهب بحلو ذكراها ..

و لعل أكثر ما يَنْقُض عُرى هذا الرِباط المقدس، ويذهب بحلو الذكرى ، أن تكون ( الزيجة ) قد انعقدت على عدم تناغم أو خداع أو طمع أو إكراه ..
و الإكراه هو مايجعل العلاقة جحيماً لا يطاق ، إن لم يُعَّجِل بالنهاية الأليمة ..
و على ذِكْر الإكراه ..
فقد تلاقينا يوماً و نحن نقدم واجب العزاء لأخونا ( جلطة ) فأشار الصديق ( الشاذلي عبدالمجيد ) والذي يرأس حالياً ( اتحاد الكرة لولاية الخرطوم ) ، أشار إلى مَن كان يجلس على مَقْرُبة منا ، متابعاً لحديثنا ، وكان ( برجلٍ صناعية ) فقال لي شاذلي : ( تعرف ياحسن ( فُلان ) ده على حِس أنو ( عُمدة ) أو ود ( عمدة ) إتعابط في بت ( الجيران ) وأصر على الزواج منها وهي رافضة كأشد مايكون الرفض ، فأكرهها والدها على الزواج منه ، و بعد العِرِس ذهب بها إلى الفندق ، و بمجرد أن أغلق باب الغرفة ، وقبل أن يجْهَز على فريسته ، خلع ( رجله الصناعية ) ، و دخل ( الحمام ) ، و في هذا الأثناء ، ماكان من ( العروس ) إلا أن أخذت حقيبتها ( ورِجْلَه ) ، وهربت واختبأت ، و عندما فشل الرجل وأهله في استردادها ، قالوا لأهلها : ( ياجماعة نحن بِتَكُم دي خليناها ، بس عايزين ( كُراع ) ولدنا ) ..

كان ( العريس ) يبدو بلا ملامح ، شارد الذهن ، ينظر في تعالٍ و كبرياء ، بينما ظلت (العروس) ، و هي تَمِيسُ وضًَاحة الجبين ، تُطِل على الجميع بابتسامة عريضة تسع الحاضرين وتحتويهم ، إلا أنها لا تفتأ تُغالِبُ سَحابَةً من الحزن تعاودها بعد كل حين ، و تتطور أحياناً إلى دموع طافرة ، تكاد تفسد ما علق بالوجه من مساحيق ومظاهر التجميل ، و ذلك مَرَّدُه إلى أنها تفتقد في ليلة عُرسها ، أعزَّ و أجل و أحب الناس إليها ، ( أمَها ) ، التي كانت تنتظر مثل هذا اليوم بفارغ الصبر ، و تضرع إلى الله أن يحييها حتى تفرح ( بجديد ) إبنتها (الوحيدة ) ..
و لكن أقدار الله تأبى إلا أن يدركها الموت ، قبل سنين عددا ، و هاهي الفرحة تأتي منقوصة ..
إذ أنه ليست هناك فرحة مكتملة في غياب ( الأم ) ، و ليس هناك ما يَسُر في غياب ( الأب ) ..
و لكن الحياة لا تتوقف ..

ثم آهٍ.. وآآآه ..
فها أنذا أغمض عيني و أتذكر ، و نحن صغار ، كيف كانت تمضي هذه الليلة …
تذكرت ( السَيرة ) و توابعها ..
و كيف كنا نتقافز في مرح و انشراح ..
و تلك الليلة ( الموعودة ) التي يأبى
فيها البعض ، إلا أن يتلصص ، علَّه يسترق السمع ليُشْبِع فضوله الهائج المُستَفَز ..
و ماكان بوسعي ، و انا غارق في هذا التَذَّكُر ، أن أتجاوز ذلك الوصف المُوحي ، الذي خلعه ( محمد المهدي المجذوب ) على وقائع ( السَيرة ) ..
( البِنَيات في ضِرام الدَلالِيك
تسترن فتنة و انبهارا ..
من عيون تَلفَّت الكُحلُ فيهن
و أصغى هُنَيهَةً ثم طارا ..
نحن جئنا إليك يا أُمها الليلة
بالزين و العديل المُنقى ..
نحن جئنا حاملين جريد النخل
فألاً على اخضرار و رِزْقا ) ..

و كُل فَرَحٍ لا يَعْدُم من يُعَكِّر صفْوَه ..
فبينما استغرق البعض في فَض غِطَاء ( صحون العشاء ) ، والتي هي في نظر الكثيرين لا تُسْمِنُ ولا تَغْنِي من جوع ، بعد أن اختفت الصينية ( الماخمج ) ، بضَلْعِها ومحشييها و سلطاتها ..
في هذا الأثناء ، إذا بي أرى مجموعة يقتادون شاباً بعنف ، إلى خارج ( الصالة ) بعد أن كان يتعامل بطيش ونزق ، من خلال مايصدر عنه من أقوال وأفعال ، و كأن شيئاً قد خامر عقله ، أو لعله الإحساس بتضخم الذات ، ذلك الإحساس الممقوت الذي يجعل المُبتلى به لايقيم وزناً للآخرين ، و لا يراعي مشاعرهم و حُرمة المناسبة ..
هذا فيما بقي السواد ، كلٌ يغني على ليلاه ..

( جمال فرفور ) يُلهب المَسامَ بغِناء من ( العِيار التقيل ) ..
فالوضع المُستعِر أمامه يُشَجِّعُ على الغناء ، ويُغْرِي به ، و ليس كحال (أبو داؤود ) ، عندما طلب منه أحد الحضور أغنية ( فريع البان ) ، و صادف أن كل من أمامه من ( الحجم العائلي ) ..
فرد عليه :
( فريع البان وين مع شدر التبلدي ده !! ) ، و العُهدة على الراوي ..
و مرة طلبت مني إحدى المُقرَبات التواصل مع الأستاذ ( كمال ترباس ) ، للغناء في حفل زفاف إبنة خالتها ، و كان عداده يومها ( ستين ألفَ ج ) ، فرجوته أن أن يغني لهم( بأربعين ألفاً ) ، بناءً على طلبهم ، و لأن أمرهم يهمني ، فوافق بلا تَمَنُّع ..
و أتيت مهنئاً ، وكان ( العُرس ) في البراح المحيط بحوض السباحة ، في فندق ( كورال ) الهيلتون سابقاً ، فوجدت ( ترباس ) مُنداحاً يغني كعادته بإيقاع زاخر بالحياة ، و حوله أسرابٌ من اللائي
في وضاءة الزنَابِق ، سيماهُنّ أناقة يشوبها التنَّعُم و الرفَاه ، و عندما دنوت منه قال لي ضاحكاً : ( ياحسن !! ديل ناس يغنوا ليهم بي ( أربعين ) ، كان تخليني ليهم) ..
قلت له : ( ديل يستاهلوا تغني ليهم مجاااان ) ..

و ( فرفور ) يتألق ..
وعندما غنى ..
( يازازازااااااهية
قلبي الشلتي جيبي) ..
إنخرط كثيرون وكثيرات ، في نوبة من الانفعال المُعرْبِد ، تُصور لك و كأن كل القلوب ( مفقودة ) بفعل فاعل ، و قد أحاطوا ( بالعرسان ) إحاطة السوار بالمعصم ، في مشهد..
سالت فيه مشاعر الناس جداول ..
و استيقظت فيه أحلام العذارى بالخِصاب و الخِضاب ..
و ارتفعت فيه مناسيب آمال ( العُزّاب ) ..
و انتعشت فيه ذكريات الذين سبقوا و( ضاقوا الهنا ) ..
و إن كان هناك من الذين ( ضاقوا ) ، مَنْ يرى أن الأمر لا يستحق هذا الابتهاج المحموم ، ذلك أن الأمر مِن بَعْد، ليس بهذه الحلاوة و لا بهذا الاشراق
و لا بهذه النَصَاعة ..
كذالك ، هناك من الحضور من افترقا بعد زيجة تجرعا جراءها ما هو أمرّ من ( الحنظل ) .. بعد أن وجدها أقرب إلى ( الوَهَم ) إن لم تكن هي ( الوهم ) ذاته ، أو بعد أن وجدته أقرب إلى ( السَجَم ) إن لم يكن هو ( السجم ) يمشي على رجلين ، فلم يعد ما يجرى أمامها من ما يبعث على الحُبور والسرور ، إن لم يكن باعثاً على الانكفاء والنُفور والضيق ..
فياااا أنتَ الذي أعني ..
و ياااا أنتِ التي أعني ..
خُذا مني ..
بالرغم من أن الزواج غير محتوم ،
و لكنه مطلوب و مرغوب ، وقد حضَّ عليه رسولنا الكريم ( ص ) ، في قوله : ( من أحب فطرتي ، فليستنَّ بسنتي ،
و من سنتي التزويج ) ..
إلا أن من لم تواتيه ( القِسْمة ) فلا يُذهِبنَّ نفسه حسرات ، فإذا كان في الجسد ( قوة ) و في العمر ( بقية ) ، فإن في النساء ( رُقَيَّة ) ..
و من أبطأ نَصِيبُها منه أو تأخر عنها ( القِطار ) فلعل الله قد أراد بها خيراً ،
فأن تعيش ( single ) ، أفضل من بعْلٍ
قد يجعل حياتها كدراً و طيناً..

إنها ليلة ليلاء ، تحتشد فيها كل المُفارقات ، من امتزاج الفرح بالشَجَا ، الذي هو الهَمُّ والحُزْن والغُصَّة ..
ويبدو ذلك عندما تكون هنا أهازيج الغبطة والسرور تكاد تلامس السماء ، وهناك على البُعد ، مَنْ تتجرع تباريح ( عزمي أحمد خليل ) المُثقلة بالتَحَسُرِ و اللوعة إلى حد الاشتعال ، بعد أن فجعها ، و اغتال كبرياءها ، من ( يَتْوَهَّط ) لحظتها في ( الكوشة ) ..
( حان الزفاف
وأنا حالي كيفن بوصفو
ياريت هواك لي ما انقسم
ولا قلبي ” ريدَك ” نَشَّفو ) ..
و ليس بمستبعد أن يكون بيننا ، في تلك الليلة ، من يحترق ، و يتمزق ، و يكاد فؤاده ينفطر ، تحت وطأة الفقدان المُزَلْزِل ..
و هو الإحساس المُمِّض ، الذي برع في تصويره ( بابكر الطاهر ) ، في الليلة ديك ، و التي هي أشبه بالليلة دي ..
( في الليلة ديك
لا هان علي أرضى وأسامحِك
ولا هان علي أعتب عليك
شلت الجراح والابتسامة
وكل حرمان اليتامى
جيت أهنيكِ وأصافحِك
جيت أقول مبروك عليك
و مديت يميني بلا كلام
و ما قدرت قدامك أقيف
ورجعت حابس أدمعي
في الليلة ديك ) ..

و انتهت الليلة ديك ..
و أدام الله الأفراح و الليالي المِلاح ..


• القاهرة … ٢٨ / ١ / ٢٠٢٢م

اترك رد

error: Content is protected !!