قناة الزرقاء

قناة الزرقاء
الرأي

في يوم الحرية مهنة الصحافة بالسودان في مهب الريح …

بقلم : مرتضى شطة

الدكتور محمود قلندر رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة في أواخر عهد حكومة الإئتلاف الحزبي قبيل انقلاب الإنقاذ وأستاذ الإعلام بالجامعات القطرية رفد المكتبة السودانية بكتاب مهم حلل فيه تدخلات الصحافة الحزبية وهيمنتها على الصحافة السودانية وتأثيراتها السالبة على المهنية إلى جانب قضايا أخرى إختار عنوانا ملهما لكتابه ذاك بوصفه الصحافة السودانية بأنها ( مهنة في محنة ) ؛

الذي أراه اليوم أن الصحافة السودانية قد تجاوزت محطة المحنة تلك إلى نفق مظلم وقاع سحيق أكثر بكثير من الذي كان قلندر يشخص مشكلاته؛فمنذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب وبداية التمرد على سلطة الدولة تم القضاء على ما تبقى من بنية تحتية للصحافة السودانية ؛فالتمرد سيطر على المنطقة الواقعة شرق السوق العربي والمشهورة بأنها مربع مقار كبريات الصحف السودانية ؛فخرجت بضربة واحدة كل الصحف الورقية التي كانت تصدر في الخرطوم والتي كانت تكافح من أجل البقاء في ظل إحلال قسري لصحافة الانترنت وصحافة المواطن لم تحسن معظم الصحف الورقية التخطيط والإعداد له برؤية استشرافية للمستقبل ؛

بل أكثر من ذلك احتل المتمردون مقر وكالة السودان للأنباء مثلما احتلوا مقار الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وهيئة تلفزيون وإذاعة ولاية الخرطوم والمسرح القومي الواقع بين الهيئتين وقناة الخرطوم الفضائية ومحطة البث الإذاعي لكل الإذاعات السودانية ومقار كافة القنوات الفضائية والإذاعات الخاصة بمدن العاصمة القومية الثلاث وأكثر من ذلك أنهم اعتقلوا العشرات من الصحفيين والفنيين في المقار التي إحتلوها وأخضعوهم لأبشع الانتهاكات لحقوق الإنسان .

درجت المنظمة المعنية بالاتصال في الأمم المتحدة (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ) المعروفة إختصارا ب(اليونسكو )و الاتحاد الدولي للصحفيين واتحادات الصحفيين القطرية والإقليمية والعديد من الهيئات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان على الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة سنويا والذي يصادف اليوم الثالث من مايو ؛فكيف للصحفيين السودانيين أن يحتفلوا بحرية الصحافة و قد تفرقت بهم السبل بل وفرقتهم الحرب أيدي سبأ بين لاجئ ونازح ومختطف ؛وقبل هذا وذاك تشريدهم من مهنتهم ومؤسساتهم والحيلولة دون ممارسة مهنتهم وحرمانهم من سبل كسب عيشهم ومن خلفهم آلاف الأسر التي يعولونها .

لقد دمرت المليشيا البنية التحتية للمؤسسات الإعلامية وقضت على ما تبقى من صبر الصحفيين على أوضاع المهنة المتراجعة وصادرت آمالهم وأحلامهم في النهوض بتلك المؤسسات ومقاومة الآثار الاقتصادية إلى القضاء عليها من الأساس ليكون الواقع هو البداية من الصفر .

يجب أن نرفع الصوت عاليا في هذا اليوم بأن تشمل الملاحقات القانونية المتوقعة ضد المليشيا والدول الداعمة لها في حربها على الشعب السوداني مطالبات بجبر الضرر والتعويض لكل المؤسسات الإعلامية والعاملين بها عن الذي لحقهم من ضرر مادي ومعنوي وإختطاف أو أسر حتى تنهض المؤسسات الإعلامية من جديد وتواصل رسالتها مع التشديد على ملاحقة كل من تسبب في قتل صحفي أو الاعتداء عليه بسبب مهنته وعدم السماح للجناة أفرادا أو مليشيا بالافلات من العقاب وتقديم كل صحفي متهم بالتعاون مع المليشيا لمحاكمة عادلة تضمن حق الدفاع ليدان المتورط ولا يؤخذ البرئ بتقديرات فردية خاطئة أو حساسيات شخصية دون أدلة .

كامل التضامن مع الزملاء الذين عانوا من ويلات الحرب أيما معاناة والتحية لأسر الضحايا من الصحفيين ؛ولترتفع راية الحقيقة في فضح انتهاكات وتجاوزات المليشيا والقوى السياسية المساندة لها والدول المعتدية على السودان من خلفها .

اترك رد

error: Content is protected !!