الرأي

كتب المهندس عبدالمنعم عوض الله: ما هي أسباب وأبعاد دعم “الحزب الاتحادي الاصل” للجيش السوداني ؟؟

أطلق السيد جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أمس السبت تصريحًا قويًا من مدينة جوبا عبر فيه عن موقف الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل الثابت في دعم ومساندة الجيش السوداني منذ بداية الحرب ورفضه وإدانته الواضحة لمليشيا الدعم السريع المتمردة وما تقوم به من جرائم وحشية وما ترتكبه من انتهاكات محرمة بحق المواطنين السودانيين.


هذا التصريح القوي تضمن تهنئة خاصة للجيش السوداني كانت أول تهنئة يتلقاها الجيش من القوي السياسية بمناسبة انتصاراته المبهرة علي مليشيا الدعم السريع وكان للتصريح صدي واسعًا ووجد حظه من الانتشار العريض في الوسائط الاعلامية المختلفة وفوق ذلك رأينا وشاهدنا حجم الترحيب به والارتياح له في أوساط الجيش السوداني قيادة وجنودًا .ولا غرو ولا غرابة في أن يسبق حزب الاستقلال غيره بالتهنئة ،فبما أنه كان سباقًا في دعمه ومساندته للجيش فمن الطبيعي جدأ أن يكون طليعيًا وسباقًا في تهنئتهم بالانتصار .

تهنئة السيد جعفر الميرغني للجيش السوداني كانت واجبة ومستحقة وأتت في توقيتها الصحيح للجيش السوداني العظيم الذي سطر فى يوم أمس الاول ، ملحمة عسكرية في مدينة أم درمان لن ينسها التاريخ، وستظل عالقة فى أذهان السودانيين أبد الدهر، بعدما سحق فيها أبطال القوات المسلحة البواسل، مليشيات العمالة والارتزاق المتمردة، ولقنوها درسًا لم تتوقعه أو تتخيله فى حياتها أو منامها، تلك المعركة التى قضت على أحلام الدعم السريع وحلفائه من بعض القوي السياسية غير الوطنية التي كانت تراهن علي انتصار المليشيا ولكن خاب فألهم وخسر رهانهم بهذا الانتصار العظيم .

أظهر الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل موقفًا ثابتًا فيما يتعلق بدعم ومساندة الجيش الوطني السوداني يمكن تفسيره بكونه معبرًا عن خصوصية ظل الاتحاديون يحرصون على تأكيدها منذ أمد طويل، وتتجسد في حرصهم علي إظهار دعمهم الكامل و اللا محدود لمؤسسات الدولة القومية والدستورية باعتبارها من الثوابت الوطنية بصرف النظر عن وجودهم في الحكم أو في المعارضة والشواهد علي ذلك كثيرة وعديدة لا يتسع المجال لسردها.

وعليه ظهرت مبكرًا استقلالية المواقف الاتحادية عن مثيلتها من القوي السياسية السودانية ،فمنذ اللحظة الاولى لاندلاع الحرب بين الجيش الوطني السوداني ومليشيا الدعم السريع كانت الإدانة الصريحة والواضحة من قبل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل للدعم السريع، والتأكيد على أنه مليشيا إرهابية، وكان التأييد والدعم القوي والمساندة للجيش السوداني ،وكفالة حقه في الدفاع عن نفسه وعن الشعب والبلاد بكل الطرق، مع ضرورة مراعاة قواعد القانون الدولي لحماية المدنيين في مناطق العمليات من تبعات الحرب. علاوة علي أن السيد رئيس الحزب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني أعلن في يناير ٢٠٢٤ م عن عمق تضامن حزبه مع القوات المسلحة السودانية ، حيث أطلق مبادرته لتعزيز دور المقاومة الشعبية ودعا المواطنين للتحالف مع الجيش .

تمايز رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا السيد محمد عثمان الميرغني منذ بدء الحرب عن عدد كبير من الفرقاء السودانيين بتأكيده المستمر ودعوته المتواصلة الوقوف إلى جانب الجيش الوطني السوداني ، وإعطائه توجيهات واضحة وصريحة لأهل حزبه للوقوف مع الجيش والانخراط في عملية المقاومة الشعبية لحماية الانفس والاعراض والممتلكات . وقد لاقت هذه المواقف الوطنية للزعيم الميرغني ردود فعل إيجابية في بيئة الحزب وعند حلفائه ووسط عامة الشعب السوداني، وقابلتها رسائل ترحيب وارتياح واضحة من قبل قيادة الجيش السوداني ، وهو ما يعكس تموضعاً ثابتاً بالنسبة إلى الاتحادي الديمقراطي الأصل حيال رفضه حمل السلاح خارج القوات النظامية، ورفضه للمليشيات ولتعدد الجيوش .

إن موقف الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من الحرب بين الجيش الوطني السوداني ومليشيا الدعم السريع والمعلن منذ لحظتها الأولى يتلخص في اعتبار الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع وتعديها علي الممتلكات العامة والخاصة ونهبها وتدميرها والمجازر التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء من الرضع والأطفال والنساء يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وجريمة حرب تصل إلى مستوى الوحشية ينبغي ان يحاسبوا عليها .

واذا قلنا لماذا يتشدد الاتحاديون الديمقراطيون في دعمهم للجيش وادانتهم للدعم السريع ؟؟ ولماذا دأب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب على الإشادة بالجيش وقائده؟؟ الاجابة تقتضي توضيح أن هذا التشديد من جانب قيادات وقواعد الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ليس مجرد أقوال عابرة ، وإنما دليل وعي بأن من مخاطر هذه الحرب تهديد وحدة البلاد الوطنية وتغيير هويتها، وهو الأمر الذي يعيه الاتحاديون تماماً، فرغم كل محاولات التدليس والتلبيس التي قام بها البعض من النخب الفاسدة والمهرجين وباعة الوهم المتحالفين مع المليشيا لتبرير الحرب والمتاجرة بها وإلباسها لبوسا على غير حقيقتها؛ لكن يحمد للاتحادي الأصل أنه لم يغفل خطورة الأمر وعواقبه الوخيمة علي الوطن والمواطن ،لأنه يعي تماماً طبيعة المليشيا وخطورة مشروعها اللا وطني ، ولذلك كان في طليعة المدافعين عن الوحدة والسيادة الوطنية وهو الأمر الذي لن يجامل فيه أحدًا.

كانت تلك هي الأسباب والدوافع لدعم ومساندة الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل للجيش السوداني وغدًا نكتب عن أبعاد وحدود عملية الدعم والمساندة .
تعظيم سلام الاتحادي الأصل
وشكرا السيد جعفر الميرغني

aboelshareef@gmail.com

اترك رد

error: Content is protected !!