الرأي

ماذا كسبت حكومة السودان من الموافقة على الحوار و ماذا خسرت من تعليقه ؟

د. كرار التهامي

لا ادري كيف توقف العقل التفاوضي للوفد الحكومي وغرق في شبر ماء وتعثر في شرك العراقيل التي نصبها الطرف الاخر الذي يعتمد على اللامبالاة ولا يمتلك الكفاءة والخبرة ولا المرجعية وليس لديه ما يخسره
▪️نجح الوفد الحكومي في البداية باحراز نقاط كثيرة لصالحه تجلى ذلك في بنود اعلان جده في الثاني عشر من مايو المنصرم و ثم اتفاق جدة في ذات الشهر بعد مدة قصيرة من الاعلان وظل وفد الحكومةً هو الاحرص على استقرار الحياة في السودان لان الدولة السودانية هي التي تخسر على مدار الساعة مما شكل ضغطا اكثر على المفاوض الحكومي
▪️كانت بنود اتفاق جدة العشرين كفيلة بتقييد التمرد ومصادرة كل ادواته غير القانونية وغير الانسانية التي استخدمها ضد قوات الحكومة والمواطنين ولعل اهمها

  • الاعمال والهجمات العدائية وهجمات القناصة
  • استهداف البنية التحتية المدنية والمراكز السكنية
  • والاعتقالات غير القانونية واخذ الرهائن
  • استخدام المدنيين كدروع بشرية
  • الاخفاء القسري او الاحتجاز التعسفي للاشخاص
  • احتلال المستشفيات ومرافق البنية التحتية الاساسية بما في ذلك منشآت المياه والكهرباء والوقود
  • النهب والسلب والتخريب
  • التعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاانسانية للموقوفين
  • استعمال وسائل النقل الطبي لاغراض عسكرية
    ▪️كل هذه المخالفات كانت ولازالت تتم من جانب المتمردين و ايقافها حسب اتفاق جدة كفيل بتجفيف موارد التمرد لان الجيش بعقيدته العسكرية السليمة من المستحيل ان يحتل مباني سكنية او يرتكب تلك الموبقات
    ▪️الحرص على تطبيق فقرات اتفاق جدة وفي ذلك يحتاج الوفد الحكومي لمرونة وذكاء لان التمرد وفي حال تطبيق تلك البنود لن يكون بقادر علي البقاء في ساحة المعركة ليوم اخر وهو مكشوف الظهر وخارج الاعيان المدنية ومنازل المواطنين التي يختبيء فيها ويروع اهلها ويحولها الى ثكنات عسكرية
    ▪️اذن ماذا حدث كيف اضاع الوفد الحكومي هذه المكاسب الكبرى ؟ لتصبح الدولة والدعم السريع فصيل الجيش المتمرد في نظر المجتمع الدولي سيان ؟ وتعود سيرة العقوبات المذمومة الى الذاكرة من جديد دون سبب اصيل
    ▪️لقد سجل مفاوضو التمرد انتصارا بالتعادل السلبي ودون ان يحرزوا اهدافاً و دخلت البلاد في حرج معنوي ورهق اعلامي كانت في غنىً عنه
    ▪️التمرد ليس له سمعة حتى يخسرها وليس له دولة او اصول اقتصادية ليخسرها ولن تستطيع كل الغرف الاعلامية في الداخل والخارج و لا مكاتب العلاقات العامة المستأجرة ولا المستشارين الذين طفحوا في الفضائيات هذي الايام ان يحسنوا صورته البشعة
    ماهي المعالجات الممكنة الان ؟؟
    اولا
    ان يرجع الوفد الحكومي الى مائدة التفاوض ويصر على التطبيق الفوري لمبادئ الاعلان ونصوص الاتفاق ويكشف عدم التزام المتمردين بالاتفاق ويحمل الوسطاء والمجتمع الدولي المسئولية بدلا من توضع حكومة السودان في كفة واحد مع المتمردين في نظر المجتمع الدولي
    ثانيا
    ان يكون الوفد الحكومي اكثر مرونة وان يتحمل كل (الجرجرة )ومحاولات التطويل والهروب من استحقاقات اتفاق جدة اذا كان ذلك الهروب من وفد التمرد او الوسطاء ويصل معهم الى اخر المدى ويظل متمسكا بصورة حرفية ببنود بالاعلان والاتفاق
    ثالثاً
    على وزارة الخارجية في كل المحطات دون استثناء ان تؤسس مع الجاليات المختلفة خلايا عمل لنشر البيانات والصور وعقد اللقاءات والمؤتمرات الصحفية وعقد مؤتمرات لسفراء الدول في محطاتهم المختلفة ومقابلة المسئولين الحكوميين ومنظمات المجتمع المدني
    رابعا
    على الاعلام الرسمى المدني والعسكري ان يخرج من حالة البيات الشتوي التي يعيشها الان وينشر الادلة والبراهين على مشروع الانقلاب الذي ادى الى هذه الحرب وبداية العدائيات والترتيبات والتحشدات التي ظلت تجري من زمن على الصعيدين السياسي والعسكري لانجاح هذا الانقلاب خامسا
    الى حين استقرار الدولة وتمليك الامر للقضاء تتم الاستعانة بمؤرخين وصحفيين استقصائيين واعلاميين في مختلف التخصصات لتوثيق من كان يقف وراء هذه الحرب والدوافع والمحفزات التي حدت بقيادة الدعم السريع الى التمرد ومحاولة الانقلاب

الخرطوم ٣-٦-٢٠٢٣

اترك رد

error: Content is protected !!