أيمن مزمل
ابراهيم عليه السلام كان يبحث عن من يمثله بطريقة (هذا ربي هذا أكبر)، قبل ان يُحكّم صوت العقل، ويصل الى نتيجة ان لا مخلوق يمكن يملأ فراغه الروحاني، في حياتنا السياسية لابد انه قد سبق لك ان بحثت عن الزعيم (المُلهِم المُلهَم)، والذي سوف يملأ الارض عدلاً بعد ان مُلِئت جوراً، وبالطريقة الابراهيمية إياها تُحدثك نفسك بأن (لا احب الآفلين)!!! ، إن طبيعة تربيتنا الصوفية تجعلنا نبحث على الدوام على الاب الروحي، في كل نواحي الحياة (سياسية كانت ام إجتماعية)، ذلك (السوبرمان) والذي إن تناول كوباً من (الشاي بالحليب)، سوف يشرب الشاي ويترك الحليب في الكوب..!!! دعني اهمس في عقلك واقول لك ان ناموس الكون لايسمح بذلك، اذا كنت من النوع الذي يؤمن بأن الحل (جماعي) يقوده عبقري (ما)، ذو سيرة ذاتية من خمس صفحات، حاصل على شهادة الدكتوراه في (الانشطار النووي!!! ) من جامعة أجنبية ذات المسميات الرنانة على وزن (مذر كير!! )، فإن انتظارك سوف يطول، إن كنت تعتقد ان الجماعة (الفلانية) والتي يقودها الزعيم الفلاني سوف تخرج البلاد والعباد مما هي فيه فأنت واهم..!! فالحلول فردية تبدأ من عندك، حينما ينجح كل (أحد) بشكل مُستقل، فإن المجتمع ينجح بصورة جماعية تلقائية دون الحوجة (لعبقري) تنتظهره الجماهير، مقومات النجاح التي إن بحثت عنها في نفسك سوف تجدها، تتمثل في حِرفة (صِنعة) تجيدها وتتوسع رأسياً في الالمام بكل جوانبها، او شهادة اكاديمية (مهنية) في مجال يحتاجه المجتمع تصل الى مرحلة خبير، او عقلية تجارية ذو نظرة خارج الصندوق، حتى وان اكتفيت بتنشئة ابناء وبنات في احد المجالات اعلاه، فسوف تحصل على الدرجة الكاملة في المساهمة ببناء المجتمع، عليه دعني اقول ان من يحمل سلاحاً ليستولي على القصر والاذاعة وجسور العاصمة، وينصب نفسه زعيماً لن يحقق لك حلماً، من يتلاعب بالكلمات من خلف مكبرات الأصوات، فتعجب بجمال الدراما التي يؤديها حتى تقول (والله الراجل دا بقول كلام زي الفُل!!) لن يحقق لك حلماً، من يجيد نُظم الكلمات في الكتب والميديا حتى تعتقد ان فكره هو الفكر الذي لا يأتي الباطل من بين يديه و لا من خلفه، لن يحقق حلماً، انت فقط من بيده تحقيق احلامك، فالتطور من زراعتك، من حِرفتك، من شهادتك الأكاديمية، من لغتك التي تحب والتي سوف تفتح لك الآفاق، فالتسعى، او تغترب،او تهاجر، او تبحث في (ارباع) الفرص بما هو متاح من ظروف، المهم ان تجعل عقلك هو من يمثلك