اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

المصالحة والمليشيا


أسامة عبدالماجد

¤ لا يغيب عن الاذهان انه بعد فشل المخطط التأمري لمليشيات حميدتي للاستيلاء على الحكم.. انطلقت حملات تحريض قوية هدفت لانقاذ الباغي الشقي.. بدعوة الامم المتحدة للتدخل للتدخل في الشان السوداني بموجب الفصل السابع (قوات اممية مقاتلة).. وتبسيط الامر بانه سيسهم في حقن الدماء.
¤ بينما تدعو مجموعة اخرى لمصالحة بين القوات المسلحة والمليشيا المتوخشة.. وبمناسبة التصالح ،يصادف اليوم ذكرى المصالحة الوطنية ذائعة الصيت المبرمة بين الرئيس الراحل جعفر نميري والجبهة الوطنية بقيادة الراحل الصادق المهدي في مدينة بورتسودان في 7/7/1977.. لكن البون شاسع بين ما جرى في سبعينيات القرن الماضي والواقع الان.
¤ اليوم قامت المليشيا بعمليات اجرامية غير مسبوقة.. من قتل ونهب وانتهاك للاعراض بطرق وحشية جماعية وسرق للممتلكات والسيارات وحرق للاسواق وتدمير للمنشأت والبني التحتية.. حدث كل ذلك وكبير المتمردين مشاركا في السلطة في منصب نائب الرئيس.. بينما معارضة نميري كانت خارج السلطة وإن كانت قد سعت اليها بالقوة في 1976.
¤ بالتالي حميدتي غير مؤتمن.. وقام بافعال ترقى لةصفه بمجرم حرب.. كما ان الشعب قال كلمته (لا للتفاوض) مع المليشيا.. وانخرطت مجموعات صخمة منه في الدفاع عن الوطن استجابة لنداء التعبئة والاستنفار.. وهذا يعني ان القضية لم تعد سياسية ولا في يد القوات المسلحة، كما يعتقد البعض.
¤ حتى عندما كان يتم الاعلان عن هدنة من جانب الجيش.. كانت الخطوة تقابل بموجة عاتية من الرفض.. تصل مرتبة تخوين القيادة العسكرية واطلاق صفات قاسية حيالها.. كما ان المليشيا ظلت تبدي نوايا سيئة للغاية.. حيث ظلت تحتل منازل المواطنين وتقتل كل من يتمسك بالبقاء فيها.. وكما انها لم تغادر المستشفيات التي دخلتها عنوة.
¤ ان الدرس الذي يجب ان يستفاد منه من مصالحة مدينة الثغر في ذكراها السادسة والاربعين.. اننا احوج مانكون الى التصالح والتخلص من امراض الجهوية والعنصرية البغيضة.. وان نتسامى من اجل الوطن.. لكن هذا لا يشمل جماعة حميدتي الاجرامية.. بصورتها الراهنة وباياديها الملطخة بالدماء.. سيقول الجيش كلمته بعد ان يدحر المليشيا .. ويطهر الخرطوم من دنس التمرد.. ستكون بعدها الفرصة كبيرة للتصالح، وترتيب البيت السوداني.
¤ لكن في هذا التوقيت لا يمكن الحديث عن تسوية سياسية.. حيث ستكون مختلة وقد تخلق متمردين جدا يمكن ان يكونوا ضباطا بالقوات المسلحة.. مما يزيد المشهد السياسي تعقيداً، اكثر مما هو عليه.. سينتصر الجيش لا محالة.. هذا امر مفرغ منه.. سينتصر بارادة وتلاحم شعبه.. وتقدم الشباب لمؤازرته، والدخول معهم في (الحزية).. رغم انف قحت التي روجت وبخبث لشعار (معليش ماعندنا جيش).
¤ ثم ان أي مصالحة مع المليشيا قد تؤدي لتمزيف النسيح الاجتماعي.. وفقدان السودان لهويته.. بعد ان كشفت الحرب عن انخراط المرتزقة من دول الجوار وغيرها من الدول في القتال لصالح حميدتي.. ان السودان الان مهدد في وجوده من عدمه بعد الدمار الممنهج الذي حدث.
¤ امر آخر ان مصالحة 77 او غيرها من الاتفاقيات كانت مع قوى وطنية وسياسية.. وحملة سلاح من حركات دارفور او جنوب كردفان والنيل الازرق او الشرق.. بينما مليشيا الدعم السريع تتبع لاسرة واحدة لها علاقات دولية مشبوهة.. واستعانت بمرتزقة اجانب وهذا مكمن الخطورة.على امن البلاد.
¤ يجب ان نبدا الترتيب لايقاف سياسة الاقصاء التي وثقتها قحت قي دستور البلاد المقبور (الوثيقة الدستورية).. وواصلت فيها من خلال ما اطلق عليه الاتفاق الاطاري.. وكان ذلك من اسباب التراجع المريع للاوضاع.. وانتشار داء التشظي السياسي بشكل سريع.. مثل مرض السرطان اللعين
في بلد يشهد شللاً سياسياً منذ فترة.
¤ ومهما يكن من امر .. حتما ستضع الحرب اوزارها، وستمنى المليشيا بالخسارة. لكن لنعتبر من الحرب التي دارت بهذة الوحشية في قلب العاصمة… ونحاول تطبيب جراحنا الغائرة دون الاستعانة بطبيب اجنبي.
سبب اخير:
تصويب.. ورد في زاوية امس ان احتجاج منسوبي هيئة العمليات بجهاز المخابرات في العام 2020 كان بسبب تأخر (الرواتب).. والصحيح (مستحقات) مابعد الخدمة.

اترك رد

error: Content is protected !!